السبت 23 نوفمبر 2024

لا افهمك

موقع أيام نيوز

(1) آسر محمد مصطفى…
شاب عنده 28 سنة طبعا وسيم و امور… شخصية صعبة في التعامل و غامضة… بيفكر بعقله الأول و قلبه ده مش بيستخدمه أبداً ف هتلاقوه حاد شوية في تصرفاته… متخرج من حربية بيشتغل في منظمة استخبارات وطنية… شغل جواسـ.ـيس على قوات مسـلچة و كده… شغله صعب اوي… مر بمراحل طفولة صعبة ادت ان بقا عنده مشاكل نفسية هنعرفها خلاص البارتات الجاية
(2) رنا ايمن محمد…
بنت جميلة عندها 22 سنة… متخرجة من كلية إعلام… ملقتيش شغل بعد التخرج لان اعلام عايزة واسطة و للاسف هي من عيلة بسيطة… اتكلفت بتربية اخوها الصغير من اول ما وصل سن 5 سنين بعد وفاھ اهلها في حاډثة قطر… ساءت ظروفها اكتر لما اخوها اتصاب بالسر*طان ف شغلها في المكتبة مش ملاحق يأكلها هي ولا لاحق علاج اخوها… ف اضطرت تتجوز آسر مقابل انه يعالج اخوها…

(3) معاذ محمد مصطفى…
ده يبقى اخو آسر… شاب وسيم عنده 25 سنة… روش طحن و بتاع بنات… صا*يع يعني… بيدير شركة ابوه… شخصيته كلها عكس شخصية آسر… ف هتلاقوا خلافات ما بينهم هتحصل قدام…
(4) رغد محمد مصطفى…
بنت كيوتة عندها 20 سنة… لسه بتدرس في كلية حقوق… هادية كده و مش بتاعة مشاكل زي معاذ… آسر بيحب رغد اكتر وحدة في عيلته و هي الوحيدة اللي تعرفه كويس و تعتبر حافظة كل أسراره… دورها هيوضح قدام برضو…
(5) محمد مصطفى
ده بقا والد آسر… معاه شركة وارثها أبًا عن جد… كان نفسه آسر يمسك الشركة بدل معاذ لانه عاقل و بيعرف يتصرف… عكس معاذ اللي سبب خساير كتير للشركة بسبب اهماله و استهتاره… آرائه كلها ضد آسر ف هتلاقوا في طشاش كهرباء بين الاتنين دول ڈم ..ا… عايزه يسيب شغله و يمسك هو الشركة بدل معاذ و جوزه رنا عشان يبني عيلة… اه صح… رنا تبقى بنت صديق محمد القديم من ايام الدراسة… اعجب بيها و بأخلاقها ف قال اجوزها لابني عشان يستقر لكن الأمر انقلب عليه هو و رنا في الآخر…
(6) فاطمة حسن…
والدة آسر… ست طيبة جدا و في حالها و حماة سكرة ل رنا و بتعاملها كويس… لكن فاطمة هي و محمد جوزها عملوا خطأ من سنين… اكتر واحد اتضرر منه هو آسر بما أنه ابنهم الأكبر ف عاش طفولة مش لطيفة عشان كده هو سايكو العيلة…
(7) ريناد عِز…


اسم على مُسمى… بنت اكابر و غنية جدا و جميلة و ناجحة في شغلها… بتسافر كتير في بلاد مختلفة… منفتحة يعني… دي بقا الرئيس التنفيذي لشركة محمد و بتلم مصايب معاذ… صديقة العيلة و كل العيلة بتحبها… ما عدا آسر طبعا مش بيطيقها…

دي مظهرتش في البارت الأول بس هتظهر في باقي البارتات ك عنصر أساسي معانا… وراها أسرار و مصايب هنعرفها برضو…
(😎 خالد فهمي محمود…
ده بقا اللي يرأس المنظمة اللي شغال فيها آسر + صديقه الانتيم و قريب منه أكتر كصديق مش كرئيس… هو اللي كلم آسر في آخر البارت و كان بيتطمن عليه
(9) ياسين ايمن محمد…
طفل جميل عنده 10 سنين… بيصارع السر*طان من هو عنده 7 سنين… بيحب آسر و بيعتبره اخوه الكبير و واخدة مَثل اعلى و عايز يبقى زيه… الطفل الصغنن ده احنا هنتعلم منه كتير…
دول الـ9 شخصيات الرئيسة اللي هتكمل معانا لغاية آخر الرواية… اكيد في شخصيات تانية هتظهر بعدين بس هيكونوا فرعيين مش أساسيين…

اتمنى تكونوا استفدوا حاجة… دي اول مرة انزل تعريف للشخصيات ف مش عارفة اوصف الصراحة و حاسة اني حرقت شوية من الرواية 😂♥

متعودة الوصف تعرفوه خلال البارتات بس سمعت كلامكم اهو… اتفاعلوا بضمير ماشي 😠

و البطل اسمه آسر مش هيثم… اسم هيثم اتكتب بالغلط من الكيبورد…

+ الرواية دي ھتكون حزينة شوية و وراها مشاكل عائلية و نفسية و عاطفية… و وراها سايكو اسمه آسر…

+ كمان مش عشان آسر سايكو يبقى هيهين رنا و يضر*بها و يعذ*بها…إلخ ، اظن ان انتوا عارفين انا ك هدير مش بهين اي بنوتة في رواياتي… شخصية رنا في الرواية دي صعبة و دماغها ناشفة و هتعاند مع آسر كتير عشان كده هيبقى صعب انهم يتفاهموا… واضح جدا من اسم الرواية..


" ملبستيش قمـ.8يص النوم ليه ؟ 
' مش عايزة ألبسه... ولا عيزاك تلمـ.سني... 
" ده على أساس انا هلمـ.7سك بمزاجي يعني ؟ 
' خلاص طالما مش بمزاجك يبقى متقربش مني... 
" بت انتي هب8لة ولا ايه حكايتك بالضبط ؟ هو انتي مفكرة اني همو*8ت عليكي اوي للدرجة ؟ انتي تطولي اصلا اني ابصلك... 
' و مش عيزاك تبصلي... ولا تقر8بلي... ولا تم7سك ايدي حتى... 
" بصي يا رنا... انا ولا بحبك ولا عايز ألمـ.7سك أساسا... و متجوزك عشان رغب 7ة اهلي مش اكتر و انتي عارفة كده كويس و اكبر دليل اني مش بحبك... جوازنا عدى عليه 8 شهور و مقر7بتش منك لحد الآن... و مضطر للأسف اقر7بلك عشان يبطلوا ز8ن عليا و يقولولي مراتك ليه مش حامل لحد الآن... و انا زهقت من الكذب عليهم... 
' يعني انت عشان زهقت من الكذ7ب عليهم هتفرض نفسك عليا بالعافية يعني ؟ بعدين انا مش عايزة اخل7ف منك... 
" هي مرة وحدة بس مش هتتكرر تاني... نكمل سنة في الجواز ده و هطلقك 


' بس انا مش عيزاك يا آسر... افهم بقا... بما اننا كده كده هنطلق يبقى ليه اطلق و انا خسر8انة ؟ خليني زي ما انا و لما نطلق يجي الشخص اللي يحبني و احبه بجد و هو اللي يستحقني... و طبعا الشخص ده مش أنت... 
غض.7ب آسر كثيرا و غلى غضبًا من داخله و لكن اظهر البرود امامها... قال لها و هو متصنع البرود 
" هي ليلة وحدة بس و مش هتتكرر تاني... هدخل اخد دُش تكوني لبستي القمـ.ي9ص النوم ده...( اكمل و هو يشير لها بإصبعه بتحذير ) و إلا مش هتشوفي اخوكي تاني و انتي عارفة كويس جدا اقدر اعمل كده... و مفيش نقاش تاني... 
نظرت له بكُره و لع7نته في سرها لانه ڈم ..ا يهد8دها بأخاها... أدار ظهره لها و دخل الحمام... 
نظرت رنا للقمـ.يص بقر*ف... كيف ستسمح له بأن يلمـ.7سها و هي لا تطيق النظر إليه حتى ؟ 



دمعت عيناها حزنًا من حالتها تلك و من زواجها الأسود ذاك... فهي دائمًا تمنت ان تتزوج رجل يحبها و يعش7قها... ليس رجل يبغضها و يعاملها تلك المعاملة السي7ئة و دائمًا قا*سي معها في الكلام
مسحت دموعها و تنهدت بتعب... ليس امامها خيار آخر... ستفعل ذلك لأجل أخاها... كما تزوجت به لأجله أيضًا... 
ارتدت القمـ.يص و فردت شعرها الأسود الطويل... نظرت لباب حمام... لم يخرج بعد... تحركت بحذ7ر و رفعت مرتبة السرير و اخذت شريط الحبوب الما7نعة للحمل... شربت منه حبتين و خبأته مكانه... 
بعد قليل خرج آسر من الحمام و تظهر عضلا7ت جسده... وجدها امامه بذلك القمـ.يص القصير المفتوح . فهذه أول مرة يراها هكذا لانها دائمًا تلبس امامه ملابس فضفاضة و لا تكشف شيء... 
اعجب بها و لكن لم يظهر ذلك امامها و تصرف بجمو7د... اقتر7ب منها و وقف امامها... كانت لا تنظر إليه و 

عيناها للارض و قلبها يدق بخۏف منه... ازاح شعرها للخلف ليرى وجهها جيدا... تفاجىء عندما وجد دموعها تتساقط على وجنتاها... ألهذا الحد هي خائفة منه ؟ 
.. تضا7يقت رنا و لم تستطع إبعاده حتى ترى أخاها مجددا... ضغطت على نفسها و قالت في سرها 
. نظر الى عيناها السوداوتين الواسعتين... لم تحتمل رنا النظر إليه و أدارت وجهها للجهة المقابلة.... و بيده الثانية امس7ك يداها ... خا7فت رنا كثيرا... ابتسم هيثم بشَر و .. اغمضت رنا عيناها و تمنت ان تمو*ت في تلك اللحظة ولا يلمـ.7سها بأي شكل... لم يهتم لخوفها و اقتر7ب أكثر و ضربات قلبها زادت عندما احست بأنفا7سه قريبة منها جدا .. ... همس في اذنها و قال 
" مفكرة اني ممكن اقر7ب من وحدة رفضاني ؟ شيفاني حيو*ان لدرجة إني ألمـ.7سك بدون موافقتك ؟ انتي عيشتي معايا 8 شهور كاملين هنا... في نفس الأوضة... لكن للأسف معرفتيش ولا حاجة عني لحد الآن... 
ابت7عد عنها و اخذ جاكته... تفاجئت رنا... لم يقتر7ب منها... اعتدلت رنا و انكمشت في نفسها و الدموع في عيناها... نظر لها ببرود و قال 



" روحي إلبسي بيجامتك الواسعة... خبي نفسك مني زي ما بتعملي من اول يوم اتجوزتك فيه... و اتطمني... مش هقر7بلك لا النهاردة ولا بكره ولا في اي يوم... و انسي اللي حصل ده... 
ارتدى جاكته و دخل للشرفة جلس هناك... استغربت رنا من تصرفه ذاك... لكن ارتاح قلبها كثيرا... دخلت الحمام غسلت و وجهها و ارتدت بيجامتها الواسعة و ربطت شعرها... و عندما خرجت... است7لقت على السرير و سحبت الغطاء عليها و اغلقت نور الاباجورة

كان آسر جالسًا في الشرفة... مُمسك بهاتفه يتصفح على الفيس بوك... ضجر كثيرا... تنهد و نظر للسماء فهو يحب ان ينظر للنجوم في الليل... 
فتحت رنا عيناها... فهي لم تستطع ان تنام... لم تجد آسر بالغرفة... وجدته مازال جالسًا في الشرفة... ارتدت جاكتها الصوف و ذهبت إليه 
' قاعد ليه هنا لحد دلوقتي ؟ 
" ملكيش دعوة... 
قالها ببرود... ضحكت رنا بسخرية و قالت 
' اوعى تفكر اني خايفة عليك من البرد مثلا... انا بسأل بس... 


" لا مبفكرش يا رنا... بس متسأليش احسن... 
' اهلك هتقولهم ايه ؟ 
" مش هقول حاجة لحد... 
' يعني مش هتيجي بعد كام يوم تقولي عايزين حفيد للعيلة ؟ 
" الشرع محللي اربعة... ابقا اجيبه من التانية... 
' طالما الشرع محللك اربعة... جيتلي انا ليه ؟ 
" غبا7ء مني... 
' حصل... 
نظر لها ثم ضحك بسخرية 
' عايزة اعرف... طالما انت مقربتش مني... ليه طلبت مني ان يحصل علاڤة ما بينا ؟ و اتحججت ان اهلك عايزينك تخلف مع انهم ڈم ..ا بيقولوا كده و انت بتطنش... اشمعنا المرة دي سمعت كلامهم ؟ 
" كنت عايز اعرف انتي عيزاني ولا لا... 
' و انا قولتلك اني مش عيزاك... 
" كنت بتأكد انك مش بتقولي مجرد كلام فاضي عشان ابعد عنك
' و اتأكدت ؟ 



" اه اتأكدت... اتأكدت انك مش طيقاني و قر*فانة مني... عندك حق في كده بما انك كده كده مش بتحبيني... و انا اتجوزتك عشان اهلي يبطلوا ضغط عليا و اني مفروض اتجوز و ابني عيلة و انتي وافقتي تتجوزيني عشان اساعد اخوكي في علاجه مش أكتر... متقلقيش... الجواز ده هينتهي قريب... 
نظرت له لوهلة ثم تركها و دخل للداخل... ذهبت ورائه و وجدته اخذ وسادة وضعها على الكنبة و نام... لم تهتم و نامت هي أيضا...

تاني يوم....

استيقظت رنا و فتحت عيناها بتثاقل... رأت آسر يقف امام المرآة... اقفل الجاكت و ارتدى ساعته و رش عِطر رجالي عليه... رآها مستيقظة من انعكاس المرآة... 
" كويس انك صحيتي... اغسلي وشك و البسي ننزل نفطر معاهم... 
اومأت له و نهضت... اخذت دريس أبيض و عليه ورود بُنية و دخلت للحمام و بعد قليل خرجت... لم يعيرها اي اهتمام و لم ينظر اليها حتى... 

فتح الدولاب و فتح الخزنة التي بداخله... اخذ من داخلها مسد*س كاتم للصوت و عُلبة طلقا7ت إضافية... وضع المسد*7س في بنطاله... إلتفت لها و قال 
" يلا... 
' عندك مُهمة النهاردة ؟ 
لم يرد و فتح باب الغرفة و خرج... 
' انا غلطانة لاني بسألك... واحد حلوف... 
تبعته و نزلوا سويًا و جلسوا على السفرة مع بقية العائلة 
* اخير7ا نزلتوا... كنا مستنينكم... 
" صباح الخير يا ماما... 
* صباح النور يا ابني... يلا كُل و افطر كويس... 
اومأ لها و بدأ في الأكل و كذلك رنا... الجميع كان يأكل و يدردش مع الثاني ما عدا رنا و آسر... هناك هدوء غريب بينهم و لاحظت ذلك امه ( فاطمة ) و والده ( محمد ) 
* طالما لابس الجاكت ده يبقى عندك مُهمة النهاردة ؟
قالها والده بتسأل ف رد هيثم عليه
" اه عندي... 
* يا ابني كام مرة قولتلك سيب شغلك ده و تعالى اشتغل في الشركة... 
" و انا قولت لحضرتك لا... 



* انا و امك و اخواتك خايفين عليك... شغل الاستخبارات و القوات ده خطړ على حياتك... 
" تمام... 
* نفسي مرة تحس اننا خايفين عليك و تبطل برودك ده... 
" ماشي خايفين عليا اعملكم ايه يعني ؟ 
* شوفلك شغل يكون آمن شوية... كل يوم بتخرج فيه بندعي مترجعش لينا جج7ث0ة هنا... 
" اتجوزت بناءًا على رغبتك انت و ماما عشان اكون عيلة قبل ما اكبر... وافقت على كلامكم و اتجوزت اهو... و هوافق على اي حاجة مقابل انك تبطل انت و هي تقولولي سيب شغلك... شغلي مش هسيبه ولا هشوف غيره... الشركة عندك عندك معاذ اهو ما7سكها و زي الفل... يبقى ايه المطلوب مني ؟ 
كان سيتكلم لكن قا9طعه و قال 
" ياريت حضرتك متكلمنيش تاني في كده و انت عارف ردي هيكون لا... عن اذنكم... 
نهض و خرج... قالت فاطمة بحزن 
* نفسي مرة يحس اننا خايفين عليه بجد... 
* دماغه ناشفة زي ما هو... 
* رنا ياريت تقنعيه يشوفله شغل غير ده... 
' حاولت و مش راضي... 
تنهدت فاطمة بحزن


ركب آسر سيارته و لسه هيمشي... فُتح باب السيارة و جلس معاذ و اقفل الباب... نظر له هيثم بتعجب 
" بتعمل ايه هنا ؟ 
• هو غلط اني اركب عربية اخويا ؟ 
" لا مش غلط... بس استغربت شوية 
• عربيتي في الصيانة... وصلني للشركة 
" القصر مليان عربيات... اشمعنا اوصلك بعربيتي يعني ؟ بعدين انا مستعجل مش فاضي ليك... 
• يا عم وصلني في طريقك و خلاص... 
" انزل يا معاذ... 
• ليه ؟ 
" مفكر بحركاتك دي اني هكلمك تاني و اصالحك بعد اللي عملته... 
• انت مكبر الحوار ليه كده ؟ كل ده عشان إزازتين خ*مرة شربتهم و سهرة سهرتها في البا*ر... 
" و كنت هسج*نك و تحمد ربنا ان ابوك اتدخل و منعني... 
• انت مُعقد على فكرة... مش بتعرف تنبسط و على طول مكشر كده... 
" معاذ... انزل من العربية 
• يعني مش هتوصلني ؟ 
" بقولك انزل من العربية !! 
قالها آسر بزعيق... تضايق معاذ و قال 



• التعامل معاك صعب... مش عارف ابويا و امي بيحبوك على ايه... 
قال ذلك ثم نزل من السيارة... لم يهتم آسر و ارتدى نظارته السوداء و قال 
" على أساس انا بحبكم يعني... عيلة تقر*ف... 
ضغط على الفرامل و انطلق... 
بعد شهر... كان محمد و فاطمة والدا آسر جالسان في الصالون متوترين و كذلك اخته ( رغد ) و معاذ و رنا زوجة آسر
قالت فاطمة و هي تبكي 
* محمد ابني يجيلي هنا سالم و مفهوش خدش... ارجوك رجعلي ابني... 
قال محمد پغضب ممزوج بالخۏف 
* يعني ايه بقاله شهر غايب عن البيت و محدش فينا يعرف مكانه و تليفونه اتقفل... ايه اللي حصله ؟! اخوك فين يا معاذ !! 
• والله دورت عليه و سألت كل صحابه... مش موجود و محدش شافه من اليوم اللي قال فيه ان عنده مُهمة... 
* اكيد ابني عايش... عايش والله... مش معقولة يمو*ت و انا حتى محضنتهوش ولا شبعت منه... انا عايزة ابني... 
• اهدي يا ماما... 
قالها معاذ و هو يأخذ والدته في حض7نه... قالت رغد 


- طب اتصلوا على الرئيس بتاعه... اكيد هو يعرف مكانه... 
* اتصلت و قالي معلش بعتذر دي حاجة سرية تبع المنظمة و مينفعش تخرج بره... حتى مش راضي يطمني عليه... ربنا يسامحك يا آسر... قولتلك مليون مرة بلاش الشغل ده بس انت عاندت زي ما بتعاند في كل حاجة... 
رنا شعرت بالحزن... في كل الأحوال هذا زوجها و مهما ق7سى عليا في المعاملة لن تنسى انه سبب في ان أخاها الصغير يتعالج في احسن مستشفى بفضله... 
عَمَ الحزن عليهم جميعهم لانهم شعروا انهم فقدوه... الآن هم في انتظار ان يدخل رئيسه من ذاك الباب و يلعن عليهم خبر استشهاده... 
فُتح الباب و دخل منه آسر...
" بتعيطوا ليه ؟ 
قالها آسر بعدم فهم عندما رآهم يبكون... 
إرتسمت الإبتسامة على وجوهم جميعًا... ركضت فاطمة إليه و احتض7نته بقوة و كذلك محمد... 
* الحمد لله انك عايش... الحمد لله 
* رعبتنا عليك... 



وضعت فاطمة وجهه بين كفوفها و قالت و هي تتفحصه 
* انت كويس صح ؟ اوعى تكون اتصابت... 
" انا كويس... 
جاءت رغد هي و معاذ حضنوه... 
" انا كويس... خلاص متقلقوش... 
قال محمد 
* مش هسمح ده يتكرر تاني... مفيش شغل في المنظمة دي تاني بقولك اهو... 
رد آسر پغضب 
" بابا قولتلك شغلي ملكش دَخل فيه... 
* يا ابني انت مبتحسش ؟ ليه كل مرة نخاف عليك بالشكل ده... 
" انا مش طفل و مطلبتش من حد منكم انه يخاف عليا... انتوا عارفين لما بروح مُهمة بقفل تليفوني... 
* طب ليه رئيسك مرضيش يقولنا اي حاجة ؟ 
" مفيش اي معلومة بتخرج من المنظمة لأي حد... و فاكر كويس اني قولتلكم كده... و متتصلوش على رئيسي تاني عشان بيضايق... 
* بيضايق عشان بطمن على ابني ؟ 
" متتطمنش... مطلبتش منك تتطمن.... انا لما همو*ت هيوصلكم الخبر... طالما انا عايش اهو يبقى تبطلوا الڈم ..ا اللي انتوا فيها دي... لان ملهاش لازمة 
ص7فعة محمد بالقلم على وجهه... تفاجئوا جميعًا...


* عشان قلقانين عليك بتقول على خوفنا انه ڈم ..ا و ملهوش لازمة !! انت ازاي قاسي كده ؟! 
احمرت عينا آسر غضبًا... امس7كت فاطمة يده لكنه ابعدها في الحال... اقتر8ب منه و قال و هو يجز على اسنانه و ينظر له پغضب 
" ايوة انا قا7سي... بس مهما بقيت قاسي مش هوصل لقسو7تكم انتوا... لو انت نسيت اللي عملته انت و هي زمان... فأنا منستش... بطل تدخل في حياتي... شغلي من هسيبه حتى لو على رقبتي... و طالما انا عايش هنا في البيت ده... يبقى انسى اني امشي على مزاجك و مزاجها... كفاية اني اتجوزت على مزاجكم عشان ميبقاش اسمي ابن عا*ق... دي لوحدها كفاية و كفيلة انها تزود كُرهي ليكم... متمثلوش انكم عيلة مثالية عليا... انا اكتر واحد عارفكم... لأخر مرة بقولها اهو... هتدخلوا في شغلي... يبقى مش هتشوفوا وشي هنا تاني لغاية ما امو*ت... 
انهى كلامه ثم نظر لهم جميعًا پغضب... تركهم و صعد لغرفته... 
جلس محمد على الاريكة و قال بحزن 



* اهو قالها بلسانه انه مش ناسي... 
* مكنتش مديت ايدك عليه... احنا ما صدقنا انه بقا يقولنا بابا و ماما بڈم ..ا كان بينادينا بأسمائنا... رجعتنا لوراء... 
* عصبني... انا خايف عليه لانه ابني و حتة مني... و هو شايف ان ده كله تمثيل... والله انا خايف عليه بجد... 
* ربنا يهديه... 
غضبت رنا و صعدت لغرفتها... دخلت وجدته جالس على السرير... مازال غاضبًا و ذلك واضح في عيناه... نظر لها... بدون اي كلمة نهض ليذهب... لكن امس7كت يده و قالت 
' انت ازاي تكلم اهلك بالطريقة دي ؟ 
" انتي مالك !! 
' ايه اللي انا مالي دي... يا بني آدم افهم... هم كنا خايفين عليك و قلبهم هيتق7طع من القلق عليك... ده ذنبهم يعني ف تقوم تكلمهم كده ؟ 
" يا ستي ايوة انا قلـ7،ـيل الاـ،ـدب... انت مالك برضو ؟ 
' انت فعلا قلـ،9ـيل الاـ،ـدب و متربتش كمان... 
" حصل... حاجة تاني ؟ 

انت ازاي كده ؟ الواحد بيتمنى انه يبقى وسط عيلته و يتحامى في ظلهم و يحض7نهم... انت عندك عيلة و بيحبوك كمان تقوم تعمل معاهم كده ؟ 
" انا مبحبهمش... و مطلبتش منهم يحبوني... 
' ولا تستاهل حبهم اصلا... انت قلبك أسود اوي مستاهلش ان حد يحبك اساسا... 
" ايوة انا قلبي أسود و حجر و قا*سي كمان... عندك حاجة تانية عايزة تقوليها يا ام قلب أبيض انتي ؟ 
' الغلط على اللي يتكلم معاك كلمة أساسا... 
" و مطلبتش منك تتكلمي معايا... بصي انا مصدع... بطلي رغي و اتخمدي احسن... 
' انا كرهتك يا آسر... انت وحش و طريقة كلامك معايا وحشة... 
امسكها من ذراعها و ضغط عليه بشده و قال 
" المفروض بعد ما تشت*مي و تعلي صوتك عليا اخدك في حضني و اقولك حقك عليا ؟ هههه ضحكتيني... مش أنا اللي هقِل كرامتي عشان حد مهما كان... و طول ما انتي بتتكلمي معايا كده هرد عليكي رد يزعلك... ف احسنلك تختصريني و تبعدي عني... كده كده مش طايق اشوفك ولا اسمع صوتك حتى... 



دفع7ها على السرير بقوة و دخل للشرفة و اغلق الباب عليه... تجمعت الدموع داخل عيناها و بكت... امس7كت ذراعها و تألمت من مسكته... 
' بكرهك يا آسر... بكر7هك... يارب امتى يجي اليوم اللي تخلصني منه... راجل وحش و مريض...

تاني يوم......
استيقظت رنا من نومها... لم تجد آسر بالغرفة ولا بالحمام ف عرفت انه خرج 
' احسن انه خرج... حتى الواحد يعرف يقعد براحته في الأوضة دي... 
غسلت رنا وجهها و غيرت ملابسها... فتحت هاتفها و رنت على الممرضة التي تعتني بأخاها الصغير... طلبت منها ان تعطي الهاتف لأخاها... 
- رنااا... 
قالها ياسين ببراءة 
' البطل عامل ايه ؟ 
- كنت لسه هرن عليكي... انتي وحشتيني جدا جدا جدا... 
' انت أكتر يا روحي... اوعى يكون حد مزعلك هناك... 
- كلهم طيبين... بس انا زهقت من القعدة هنا... عايز اعيش معاكي... 
' صعب يا ياسين... انت لسه عندك جلسات لازم تخضع ليها... 
- يووووه هي الجلسات دي مش هتخلص انا زهقت... 


' قربوا يخلصوا متقلقش... 
- هتجيلي امتى ؟ 
' قريب اوي... اوعى تكون مش بتاكل كويس... 
- لا باكل عشان ابقا كويس و اخلص علاجي و اخرج من هنا... 
' هتخلص و هتخف يا روحي... 
- لما تجيلي ابقي هاتي عمو آسر معاكي لانه حبيته... 
' بس عمو آسر عنده شغل... مش هيقدر يجي... 
- عشان خااااطري... خليه يجي و النبي
' حاضر هقوله... يلا هقفل انا... انتبه على نفسك كويس... 
- حااضر... 
ودعته و اغلقت الهاتف... تنهدت و قالت 
' و ده هجبهولك معايا ازاي ؟ مش هيوافق طبعا...

مر اليوم و كانت الساعة 3 بالليل... 
كانت رنا نائمة في غرفتها... عيناها مفتوحتان... رأت الساعة... 
' الوقت اتأخر و مجاش... و غايب من الصبح... معقول راح مُهمة تانية ؟ بس مقالش لحد... اه صح هو هيقول ليه و هو مقاطع الكل... انا هرن عليه و اعمل اللي عليا... 
رنت عليه و قبل ان يعطي جرسًا اغلقت هاتفها 



' لا مش هرن... لاني مش ناسية اللي قاله امبارح ليا بكل برود... و هو مش طفل عشان اقلق عليه... خليه يتفلق
سمعت رنا خطوات قادمة نحو الغرفة... وضعت الهاتف تحت المخدة و نامت بسرعة... 
دخل آسر الغرفة... اغلق الباب بالمفتاح... نظر الى رنا وجدها نائمة... تنهد بإرهاق... كان معه كيس ابيض صغير... وضعه على المننضدة... قلڠ البلوڤر ليبقى نصفه العلوي عاريًا... فتح الدولاب بحذر حتى لا تستيقظ و تراه هكذا... فتحت رنا عيناها و نظرت إليه... احست بأن البرق ضر*ب رأسها عندما رأته... رأت ظهره مشهو*ة و محر*وق و ملىء بالجر*وح... و واضح ان تلك الجر*وح و الحرو*ق حديثة الإصابة بسبب لونها و شكلها المُلتهب... 
اغمضت عيناها بسرعة قبل ان يلتفت و يراها مستيقظة... اخذ ملابس خفيفة و اخذ ذلك الكيس... دخل الحمام و سمعت صوت المفتاح في الباب و هو يغلقه به...

اعتدلت و احست بقش7عريرة في چسـدها   عندما رأت ظهره...و تُحدث نفسها... كيف هو متحمل كل هذه 

الجر*وح ؟ و كيف اصيب بها ؟ أيعقل انه عندما غاب شهر عن المنزل كان مُصاب ؟ و أتى عندما تحسن... أنه لا يريد ان  يعرف أحد بهذا... لم يتكلم... لم يقول شيء متعلق بإصاباته تلك... لكن لماذا ؟ 
عادت رنا بالتظاهر بالنوم عندما سمعت صوت المفتاح يتحرك... خرج آسر من الحمام بعد ان استحم... رن هاتفه و عندما رأى اسم المتصل ذهب للشرفة و رد عليه... 
* هااا يا بطل ايه الأخبار ؟ 
" روحت للدكتور اللي نصحتني بيه... شاف الجر7*وح و كتبلي شوية شمبوهات و كريمات تخفف الالتهاب... استحميت بيهم دلوقتي... 
* في تَحسن ؟ 
" شوية... احسن من الأول... 
* بالشفاء يا بطل... 
انتهت المكالمة و عاد آسر للغرفة... اخذ وسادة من السرير... وضعها على الاريكة و استلقى عليها و نام... 
نظرت له رنا وجدته نام على بطنه ف قالت في سرها 



' عمري ما شوفته نايم على بطنه كده... حتى استغربت لما لقيته نايم نفس النومة دي امبارح... مش مستحمل ينام على ضهره... اكيد بيتو*جع بسبب الجر*وح دي... بس ليه خبى عني و عن عيلته... للدرجة دي بيتعامل انه وحيد... 

حتى و*جعه مش عايز حد يشاركه فيه... بس ليه ؟ 
تفادت تلك الأسئلة و نامت...

تاني يوم..... 
كانت رنا واقفة تنتظر خروج آسر من الحمام... عندما خرج لم ينظر لها و اكمل طريقة للخروج من الغرفة... قبل ان يمس7ك مقب7ض الباب... وقفت رنا امام الباب و منعته 
" انتي بتعملي ايه ؟ 
' مش واضح انا بعمل ايه... بمنعك من الخروج... 
" والله ؟ ابعدي من قدام الباب خليني اخرج... 
' ليه عايز تخرج ؟ رايح فين ؟ انا مراتك و من حقي اعرف
" هو انتي مصدقة انك مراتي بجد ؟ بلاش كلام يضحك على الصبح... ابعدي
' انا عايزة اروح لياسين المستشفى 


" ما تروحي... منعتك انا ؟ روحي حتى خليني اشم نفسي في الأوضة شوية لوحدي... 
' انت هتيجي معايا... 
" و انا اجي معاكي ليه ؟ 
' ياسين لما شافك في المرتين اللي فاتوا و اتكلم معاك... الظاهر كده حَبك... ف قالي لما اجي انت هتيجي معايا... 
" قوليله مش فاضي... 
' ياسين عنده 10 سنين و بيصارع السر*طان لوحده... فأنا بعمل اي حاجة تفرحه و ترفع من معنوياته... أكد عليا تجي... أكيد لما يشوفك هيفرح... 
"  ده اخوكي انتي مش اخويا انا... انا عليا مصاريف علاجه و بس... ارفعي انتي معنواياته... و ابعدي كده عشان عندي مشوار... 
امسك يدها و ابعدها عن الباب... قبل ان يخرج قالت 
' لو مجتش معايا المستشفى... هقول لاهلك على الإصا7بات اللي في ضهرك !!

يتبع...


ياسين عنده 10 سنين و بيصارع السر*طان لوحده... فأنا بعمل اي حاجة تفرحه و ترفع من معنوياته... أكد عليا تجي... أكيد لما يشوفك هيفرح... 
"  ده اخوكي انتي مش اخويا انا... انا عليا مصاريف علاجه و بس... ارفعي انتي معنواياته... و ابعدي كده عشان عندي مشوار... 
امسك يدها و ابعدها عن الباب... قبل ان يخرج قالت 
' لو مجتش معايا المستشفى... هقول لاهلك على الإصابات اللي في ضهرك !! 
إلتفت لها و امسكها من يدها و قال 
"  و انتي عرفتي من فين ؟
' شوفت ضهرك امبارح و انت بتغير... انا عارفة انك مخبي عليهم انك اتصابت في المُهمة اللي روحتها و غبت شهر فيها... 
"  اه و بعدين ؟ 
' لو عايز الحوار يفضل سِر ما بينا و مقولش لحد... يبقى تيجي النهاردة معايا المستشفى ل ياسين... 
" مفكرة انك بتلوي ايدي كده ؟ 
' انا اصلا فتانة و هقول للكل... 
" بت انتي متهزريش معايا !! 
' مش بهزر والله... هقول بجد... 

مسح وجهه بوجهه... تمالك اعصابه و قال 
" ماشي نروح ل ياسين... بس بالليل لان عندي مشوار دلوقتي... 
تفاجئت رنا انه وافق على طلبها بهذه السرعة... نظرت لعيناه و قالت 
' خايف ليه اقولهم ؟ مش دول اهلك... 
" ملكيش فيه و متتدخليش... 
' لو عرفوا هيهتموا بيك و يحطوك في عيونهم... 
" مش عايز اهتمام مزيف من حد... 
' اهتمام مزيف ؟! اهتمام الأهل بقا اسمه اهتمام مزيف ! 
" قولتي اجي معاكي المستشفى لاخوكي و وافقت اهو... يبقى متسأليش و متتكلميش  اكتر من كده... تعرفي تختصريني ؟ اعتبريني مش موجود... تمام ؟ 
' تمام... خلاص متتعصبش... 
نظرت ليداه المُمسكة بيدها ف أدرك آسر انه مازال يمسك بيدها... تركها في الحال و خرج... 
امسك رنا يدها مكان يده و قالت 
' مُصاب و صحته احسن مني... كنت ھتك*سر ايدي... يخربيت ايدك الناشفة !
دخل آسر المطبخ... فتح التلاجة و اخذ زجاجة مياة و شرب منها... دخل معاذ و قال 
* صباح الخير يا ياسووو... 



نظر له آسر بضيق و وضع الزجاجة مكانها... 
* طب قول اي حاجة حتى ؟ 
" عايز ايه يا معاذ ؟ 
* هو غلط اني اصبح على اخويا حبيبي... 
" والله لو انا حبيبك زي ما بتقول... مكنتش هتشرب خ*مرة بحجة انك تنبسط... 
* كله بيعمل كده... 
ضحك آسر بسخرية... اقترب منه و أشار لعقله 
" كله بيعمل كده ! و انت فين دماغك ؟ مش بتفكر بيها خالص !!  
* يوووه يا آسر... ما خلاص يعني محصلش حاجة... 
" لا حصل... حصل انك عصيت ربنا بحجة الانبساط... ( اكمل بتحذير ) قسمًا بربي لو عرفت انك شربت تاني او رجلك عدت على اي با*٨ر تاني... هرميك في الس٧جن... لا امك ولا ابوك هيقدروا يخرجوك منه... تمام يا... اخويا ؟ 
نظر له معاذ پغضب... ابتسم آسر بمُكر ذهب... 
كان محمد واقفًا في الحديقة يتحدث مع ريناد 
• متقلقش يا عمو... كل حاجة ماشية تمام في الشركة... و جيت اخد معاذ النهاردة عشان في اجتماعات لازم هو بنفسه يحضرها... 

* هو كمان ميعرفش مواعيد الاجتماعات و انتي جاية تاخديه ؟! يارب صبرني على الولد ده... 
• عمو انت قولت هتشوف آسر هو يجي يمسك الشركة... قالك ايه ؟ 
* رفض كالعادة... مفيش فايدة معاه... 
• خلاص سيبه براحته... 
* اسيبه لغاية امتى ؟ لغاية اخد بنفسي خبر وفاته ! 
• انا مش عارفة بجد آسر ده ماله... الوحيد اللي في العيلة كلها دخل حربية... اشمعنا حربية يعني و حضرتك عندك شركة مفروض هو يمسكها لانه الأكبر... 
* ده المفروض... هو مكمل في كده عنادًا فيا... 
• طب اكملهولك انا يمكن يغير رأيه... 
* لو تقدري ماشي... 
• هو فين ؟ 
مر آسر من جانبهم ف قالت ريناد بصوت عالي 
• آسررر... 
وقف آسر مكانه بعد سماع صوتها و قال في سره 
" اهو انتي اللي كنتي ناقصة... كان مفروض اخرج من الفجر عشان مشوفكيش... 
إلتفت و ابتسم بتصنع... 
• ازيك يا آسر ؟ 
" تمام... 
كان آسر يتفادى النظر إليها بسبب الملابس القصيرة و الضيقة التي ترتديها... 


• آسر على فكرة شغل الشركات صعب جدا... صعب زي شغلك في المنظمة... 
ضحك بسخرية و قال 
" عايزة تفهميني ان قعدة المكتب تحت التكييف و القهوة بتاعتي جمبي... اصعب من القبض على عناصر إرها*بية ؟... طب ازاي ؟ 
• مش بالمعنى الحرفي بس والله صعب لانه عايز شخص جاد في شغله و مرتب و يعرف يسيطر على الموظفين و يكون دبلوماسي... و بما انك بتحب الحركة ف انت لما تبقى مدير الشركة... هتتحرك كتير لغاية ما تتعب و تسافر كذا مرة تحضر اجتماعات بره مع ناس مهمة... و انا شايفة انك تصلح للمنصب ده بكفاءة كمان... هاا رأيك ايه ؟ 
" برضو لا... 
قالها آسر ثم إلتفت... ركب سيارته و انطلق... احست ريناد بالاحراج... قال محمد 
* معلش متتضايقيش... هو كده... دماغه ناشفة... 
• لا عادي يا عمو... معاذ جوه ؟ 
* اه جوه... روحيله و خلي عينك عليه... ربنا يهديه ده كمان... 
• متقلقش يا عمو... 
ابتسم لها... دخلت ريناد القصر و جدت معاذ نائم 

على الانتريه و يشاهد التلفاز... ضر*بته بحقيبتها و قالت
• بقا انا بقالي ساعة برن عليك... و انت قاعد هنا بتتفرج على التليفزيون !! 
* اهدي يا ريناد هفهمك... ده فيلم بقالي كتير مستنيه ينزل... و اهو نزل... 
• يا بني انت هتشلني !! 
* بس قوليلي ايه الطقم الجامد ده... 
ذهب غضبها في الحال و قالت و هي تزيح شعرها للخلف
• بجد حلو ؟ 
* جامد اوي... صار٨وخ من يومك... 
• شكرا يا معاذ... اهو لسانك الحلو ده هو اللي مصبرني عليك... حسيت ان الطقم وحش بسبب ان آسر مبصليش حتى... 
* آسر ! هههه ده آخر تنتظري منه يقول رأيه في حاجة... مبيتكلمش... 
• ولا مراته مسيطرة عليه ؟ 
* معتقدش... مراته طيبة و في حالها... والله ما بسمع صوتها... كل همها اخوها يخف 
• اه صح ياسين خَف ؟ 
* سمعت انه في تحسن في حالته شوية... 
• يارب يخف... يلا قوم نروح الشركة... 
* يوووه قرفتوني بأم الشركة دي... 
• هو انت بتعمل حاجة اصلا ؟ 


ما انا اللي بعمل شغلي و شغلك في نفس الوقت... بس اجتماع النهاردة لازم تبقى موجود فيه... و متعقدش تلعب في شعرك قدام الاداريين... ركز يا معاذ كل ما الشركة بتنجح الشغل بيزيد عليا انا و انا طاقتي قربت تخلص... 
* يا ستي ربنا يخليكي ليا انتي و طاقتك... نُصاية ألبس و جاي... 
قام معاذ و صعد بغرفته... جلست ريناد و قالت براحة
• اخييييرا اتحركت...
رن جرس الشقة... فتح خالد الباب... و كان آسر 
* ادخل... 
دخل آسر و خالد اغلق الباب... خلع آسر البلوڤر الذي يرتديه و جلس... مرر له خالد فنجان قهوة و قال 
* مستنيك من بدري على فكرة... 
" ما انت عارف... لازم اقابل حد على الصبح كده يسد نفسي... 
ضحك خالد و قال 
* شوفت ريناد صح ؟ 
" امم شوفتها... و قال ايه... جاية بكل ذرة ثقة عندها تقنعني اسيب المنظمة و اجي الشركة... 
ضحك خالد و قال 
* شكلهم مش هيببطلوا محاولة... 
ضحك آسر و قال 

" اسمع دي كمان... تخيل ان الاستاذة ريناد المليونيرة... بتقولي شغل الشركة اصعب من شغل المنظمة... 
شنق خالد و هو يشرب القهوة بمجرد ما سمع ذلك... ضر*به آسر على ضهره و اعطاه كوب ماء... شربه خالد و قال 
* بتقول ايه دي ؟! 
" زي ما سمعت كده... 
* يا مثبت العقل و الدين يارب... دي اتجننت على الاخر... دي بتقارن شغلي و شغلك بحتة المكتب اللي في الشركة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله... ده انا لما اخرج لاشتباك مع بقية الفريق... قبل ما امشي بقعد ابو٩*س في مراتي و بنتي عشان عامل حسابي ان بنسبة 99% اني مش هرجع... ريناد بدون خجل بتقارن شغلي ب شغلها اللي كله رفاهية ؟ 
" كنت عارف انك هتتعص٨ب بالشكل ده... 
قالها آسر و هو يضحك... 
* منك لله عصبتني... كنت ڈم ..ا اسأل نفسي انت ليه مش بتطيقها... دلوقتي عرفت السبب... ياريت بقا لما تشوفها المرة الجاية ارزعها رصا*صة في ضهرها يمكن تحس باللي بنمر بيه... 


" عنيا... فين بقية الفريق ؟ 
* جايين في الطريق... تعالى نطلب بيتزا على اد عددنا... و لما توصل هيكونوا جم هنا... 
" عايزها بالفراخ... 
* حاضر... ضهرك خَف ؟ 
" الالتهاب قَل شوية... بس بتخنق لما اقعد لابس في البيت عشان محدش يشوفه... 
* خُد راحتك هنا على الآخر... في كيس شيبسي في المطبخ... هاته ناكله لغاية ما بقية الفريق يجي... 
" ماشي...
في الليل... كانت رنا تقف أمام المرآة تضع آخر دبوس في طرحتها... دخل آسر الغرفة... 
' كويس انك جيت... يلا هنخرج دلوقتي... 
" هاخد دُش الأول... 
' ما انت استحميت الصبح... 
قال و هو يخلع جاكته 
" معلش... اصل انا عيل صغير و كنت بلعب مع اصحابي في الطين...
توجه للحمام... ضحكت رنا من كلامه و قالت 
' انا نسيت خالص انه مُصاب... اكيد الهدوم اللي لابسها بتسخن ضهره... 
جلست رنا و ظلت تلعب بهاتفها حتى خرج... كان واضح على ملامحه الضيق... 
' حارقك ؟ 
" ايه اللي حارقني ؟ 

' ضهرك... بسبب الجر*وح اللي فيه
" اظن دي حاجة متخصكيش... لما اشتكيلك ابقي اتكلمي... 
جلس على الكنبة ليربط رباط الحذاء 
' على فكرة... عندي فضول اعرف ايه حصل في آخر مُهمة روحتها... ازاي اتصابت كده ؟ 
" اممم حوار طويل والله... مكسل احكي... فالاسهل انك تحتفظي بفضولك ده لنفسك... 
احست رنا بالحرج و صمتت... اخذ آسر هاتفه و قال 
" يلا... 
خرج و ذهبت ورائه... صعدا السيارة و ذهبا... كانت الإشارة حمراء ف وقف آسر بالسيارة... كانت رنا لا ترفع عيناها من هاتفها... نظر لها آسر و لهاتفها... وجدها تنظر لصورها مع ياسين و مع عائلتها و تبتسم بو*جع... نظر أمامه و تذكر كلامها له أول يوم زوجها فيه :
" طالما انتي عيزاني للدرجة دي... اتجوزتيني ليه ؟ 
' اول ما اتولد ياسين... ماما و بابا قالولي ده في آمانتك... خدي بالك منه... كانهم كانوا حاسين ان هم مش هيعيشوا معاه زي ما عاشوا معايا... انت مستغرب انا وافقت ليه على 


جوازك مني بالسهولة دي... ( اكملت ببکاء ) كل الطرق اتقفلت في وشي... اقرب الناس ليا اتخلوا عني لما احتاجتهم... حاولت والله أدبرله علاجه... اتحصرت في طريق مسدود... انا مستعدة اعمل اي حاجة ف سيبل ان اخويا يعيش... مش هقعد ايديا متكتفة و اتفرج عليه و هو بيتأ*لم و يمو*ت قدامي... كفاية انه بقا يتيم من وهو عنده 5 سنين... دي لوحدها كفاية... ده سبب جوازي منك...
فاق آسر من شروده عندما فتحت إشارة المرور... شغل السيارة و ذهب... بعد قليل وصلوا إلى المستشفى و توحهوا لغرفة ياسين... قبل ان يفتح آسر الباب... رنا امسكت يده و قالت 
' معلش بس هطلب منك طلب كمان... 
" نعم ؟ 
' ياسين على اد ما هو تعبان بس بيلاحظ طريقة تعاملنا السطحية مع بعض و بيقعد يسألني كتير... ممكن نمثل قدامه اننا كويسين مع بعض ؟ 
ابتسم بسخرية و فتح الباب... 
' والله العظيم يا آسر انت واحد حلوف... و تسلم ايد اللي شهولك ضهرك ده... 

تبعته رنا و دخلا ل ياسين... 
* رنا ! 
قالها ياسين بتفاجىء عندما رأى اخته... اقتربت منه رنا و احتض٨نته بقوة قَبل٨ته... 
' يا قلب رنا... وحشتني اوي و ريحتك السكر دي وحشتني... 
* انت وحشتني اكتر... 
بعدت عنه و قالت 
' بتاكل كويس ؟ 
* اه... و مش بفوت ولا وجبة... 
' شطور... 
* بس الجلسة بتتعبني جامد... 
' يا روحي... معلش استحمل شوية... هانت خلاص 
* باقي كام جلسة ؟ 
لم تعرف رنا بماذا ترد عليه... ف هو عندما دخل للمستشفى كانت حالته متأخرة و صعبة و مازال أمامه طريقًا طويلًا صعبًا مع هذا المر*ض... 
" مش بعدد الجلسات يا ياسين... الجلسات دي مش هتقدم ولا هتأخر... هل انت من جواك عايز بجد تتعالج ؟ 
* عايز اوي... 
" يبقى مش مهم تعرف باقي كام جلسة... المهم ان إرادتك في العلاج تفضل ثابتة و متيأسش مهما حصل... 
* ايوة انا مش هيأس و هكمل علاجي و ابقا كويس... 


" كده اقدر اقول انك بطل حقيقي... 
* انا قوي زي سبايدر مان... 
" انت اقوى منه أساسًا... 
ابتسم ياسين بفرح... تفاجئت رنا من هذا تشجيع اللطيف من آسر لاخاها... لم تتوقع منه ان يقول هذا 
* عمو آسر... ممكن تقرب شوية ؟ 
قالها ياسين ف نظر آسر ل رنا بتسائل... اقترب من ياسين و جلس جانبه على السرير... قَبل٨ه ياسين قُب٨لة لطيفة على خده و قام بإحتض٨انه و قال ببراءة 
* عمو آسر انا بحبك... 
تفاجىء آسر من تصرف ذلك الطفل... كيف احبه بتلك السرعة ؟ بادله آسر الحض٨ن و قال و هو ينظر ل رنا 
" انا كمان بحبك... 
فرح ياسين... اخرجه آسر من حضڼه و قال له بخُب٨ث 
" مش انت كنت عايز بلاستيشن و اختك مرضيتش تجيبلك ؟ 
* اه... 
" انا بقا جبتلك بلاستيشن... 
* بجد ؟! 
" طبعا... 
فتح آسر الكيس الذي بجانبه... اخرجه منه و اعطاه ل ياسين 
* يلهوي ده كبير اوي... 

" فيه اكبر بس قولت اهو ينفع عشان اختك مت*قتلنيش... 
قالها آسر و هو ينظر ل رنا و يبتسم ابتسامة جانبية... نظرت له پغضب و قامت بسحب العلبة من يد ياسين 
* يووه يا رنا... انا عايز ألعب عليه... 
' لا ياسين... ده غلط عليك و مليان ألعاب مش من سِنك... 
* يا رنا و النبي لعبة وحدة بس... قول حاجة يا عمو آسر... 
نهض آسر و وقف امامها و قال 
" هاتي العلبة... 
' لا... ده خطړ على ياسين... ياسين لسه طفل... 
" بقولك هاتي العلبة... 
' و انا بقولك لا... 
قالتها ثم خبأت العلبة خلف ظهرها... ابتسم آسر بخُبث و قام بإحتضانها... تفاجئت رنا من تصرفه هذا... قال آسر بصوت منخفض
" مش عايز ازعق قدام الولد الصغير... هاتي العِلبة يا مراتي... 
اتوترت رنا من اقترابه منها... اعطته العُلبة بسرعة... ابتعد و قال 
" انا عارف ان ياسين صغير... عشان كده اشتريته حملت عليه اللعب اللي تناسب سِنه بس... 


قالها آسر و هو يفتح العُلبة و وصل السِلك بالتلفاز... جلس على السرير... خلع حذائه و استلقى بجانب ياسين 
" معلش هغتت عليك في سريرك 
* لا عادي يا عمو... خُد راحتك... 
" تاخد الدراع الأزرق ولا الاخضر ؟ 
* الأزرق... 
اعطاه آسر دراع البلاستيشن الأزرق... 
" بتعرف تلعب كورة ؟ 
* لا... ملعبتهاش قبل كده... كل ده بسبب رنا... مخلتنيش العب على البلاستيشن قبل كده... 
" منها لله... مش تزن عليها شوية ؟ 
* كانت مش هتوافق برضو... 
" اي حاجة هي مش توافق عليها... قولي انا و اعملهالك 
تعجبت رنا و قالت 
' انت بتقويه عليا ؟ غير كده انا مسمحتش انه يلعب عليه لان ألعابه كلها ع*نيفة و مش مناسباله... 
" مش كل الألعاب وحشة... الكورة اهي... لعبة كويسة و مناسبة لكل الأعمار... طب ايه رأيك يا ياسين عِندًا في اختك هعلمك تلعب كورة... قولي الأول... انت اهلاوي ولا زملكاوي ؟ 
* اهلاوي... 
" حبيبي والله... يلا بقا اسمع كلامي...

الزرار ده للمشي... و ده للقفز... و ده للركل... 
ظل يعلمه خطوة بخطوة... و ياسين بدأ في التعلم... جلست رنا على الكرسي... ظلت تراقبهم... كم علاڤة آسر ب ياسين جميلة... حتمًا ياسين تعلق به... فهمت ان ياسين احبه لانه دائمًا تمنى ان يكون له أخ... لكن ما لا تفهمه هو آسر... تسآلت كيف يستطيع ان يغير نفسه بهذه السهولة ؟ كيف كانت تصرفاته في البيت... معها و مع اهله... و كيف الآن هو مع ياسين بشخصية مرِحة تحب الضحِك و الاسټـمټاع عكس آسر القا*سي الذي تعرفه و تعيش مع تحت سقفٍ واحد... 
* جوووول... 
قالها ياسين بفرح شديد بعد ما احرز هدف ضد آسر... 
" بقا انت يا خنفسة تغلبني ؟ 
* و هغلبك تاني... 
" هخاف على نفسي على كده... هنلعب تاني المرة الجاية... 
* اكيد طبعا... 
نهض آسر من جانبه... جاءت رنا جلست بجانب ياسين... رفعت هاتفها و قالت 
' بُص للكاميرا يا ياسين عشان هنتصور... 
* لا استني... 


عمو آسر تعالى اتصور معانا... 
اومأ له و جلس بجانبه ليبقى ياسين في المنتصف... خجلت رنا فهي لا تريد ان تتصور معه... لكن أخاها يريد ذلك... اتلقطت اول صورة و نظرت إليها... لفت انتباها ابتسامة آسر الجميلة... واضح انها صدرت من قلبه لا من تصنُع... اعجبت بها و كم انهم هم الثلاثة يشكلون عائلة جميلة... 
' صورة تاني... 
قالتها رنا و هي ترفع الهاتف و إلتقطت الكثير من الصور... 
" جعان يا ياسين ؟ 
* ايوة جعان... جعان اوي كمان 
قالها ياسين بتلقائية و ببراءة... فلتت ضحكة من آسر... نظرت له رنا و شردت في ضحكته اللطيفة تلك و قالت في سرها 
' ما انت حلو اهو و بتضحك عادي... اوماال ليه ضا٩*رب بوز نكد في البيت ؟ 
" اتصلت عليهم يجبولك الأكل... 
* انتوا الاتنين هتاكلوا معايا... 
" ماشي... 
تعجبت رنا من موافقته على كل ما يقوله ياسين... بعد دقائق جاءت الممرضة بالاكل و جلسوا جميعهم على الطاولة... بدأت رنا بإطعام ياسين بنفسها...

تنفخ في معلقة الحساء ثم تطعمه... نظر لها آسر و ابتسم... كم تحب أخاها و تهتم به جيدا... امسك آسر المعلقة و لسه هيأكل... رن هاتفه و عندما رأى الأسم رد في الحال... بعد ان تكلم المتصل له... انلقبت ملامحه لغضپ شديد واضح عليه... نهض عن الطاولة 
* عمو آسر رايح فين ؟ 
لم يرد عليه و ذهب... 
* رنا هو عمو آسر ماله ؟ اتعصب ليه ؟ 
' متعصبش ولا حاجة يا روحي... 
* مشي ليه ؟ 
' جاله مشوار مهم... حاجة كده تبع الشغل 
* اااه مشي عشان عنده مشوار... افتكرت ان الشوربة لسعت لسانه لانها سخنة ف اتعص٨ب و مشي... 
ضحكت رنا و قامت بإحتضانه و ربتت على ضهره... في نفس الوقت كانت تفكر ماذا قيل له في تلك المكالمة جعله يشتعل غ٩ضبًا و يذهب بتلك الطريقة...
في أحد البا*٨رات الليلة...... 
* عايز كأس تاني... 
قال ذلك معاذ لصديقته 
- لا يا بيبي متقلش اوي في الشرب... 


* هاتي كأس تاني... بقالي كتير مجتش هنا... خليني انبسط... علوا صوت الاغاني... ارقصوا يا بنات... 
ضحكت بمياعة و اعطته كأسًا آخر... 
- اشرب يا بيبي... دي هتبقى سهرة قمر... 
من الجهة الأخرى... كان آسر يقود سريعًا حتى وصل للعنوان المطلوب... البا*ر الليلي... نزل من السيارة و تقدم ليدخل لكن اوقفه الأمن 
* ممنوع الدخول... 
" اد المسكة دي انت ؟ 
قالها آسر پغضب و قبل ان يرد عليه لكمه بقوة في وجهه... وقع أرضًا... دخل آسر و وقف الشباب الساكِر و البنات شبه عا*رية و ريحة الخم*ر تملأ المكان... نظر في كل جهة حتى وقعت عينه على معاذ جالس وسط تجمع من الفتيات
جمع قبضته پغضب و تقدم منه... وقف أمامه مباشرةً... إلتفت معاذ و رآه... 
* ايه ده ؟! آسر بنفسه هنا ؟ 
نظر آسر لكَم قواوير الخم*ر التي على الطاولة و السجائر... ثم نظر بإبتسامة مصطنعة ل معاذ... حضڼه معاذ و قال 
* نورت يا آسر... كنت عارف انك في يوم هتيجي

هنا و تنبسط معايا... 
- مين ده يا معاذ ؟ 
قالت ذلك احدى البنات بتسائل... ابتعد معاذ عن آسر و قال 
* اقدملكم اخويا الكبير... آسر... 
- اوووف ده وسيم اوي... 
• جميل اوي و ملامحه حادة... 
- و بعضلات كمان... 
* شوفت يا آسر... من اول مرة اهو و عجبتهم... 
" و لسه هعجبكم أكتر... 
امسك آسر الكُرسي الحديد... ألقاه بقوة على الرف الذي يوجد به قواوير الخ٨م*ر... كُسـ.ـر٩ت كلها... قال معاذ پغضب
* انت ايه اللي عملته ده ؟! 
" ده انا لسه نعمل و هعمل... اتفرج انت بس و قولي رأيك في اللي هعمله... 
اخذ آسر الولاعة من على الطاولة... فتحها و ألاقاها على الأرض... لتمسك النار في الخم*ر على الأرض... انتشرت النير٨ان و بدأت بسرعة و امسكت في الستائر... بدأوا الناس بالص،ـ٩راخ و الركض للخارج... 
* انت اتجننت يا آسر !! انت بتو*لع فينا !! 
" عشان انتوا بجد تستاهلوا الحړق... 
ألتفت معاذ ليذهب قبل ان يمتلىء المكان أكثر بالنيران... 


امسكه آسر من ملابسه و اخرج الكلابشات من جيبه و كَبَل يديه بهم... 
" المرة اللي فاتت فلت مني... أما المرة دي لا... 
* انت بتقول ايه ؟ فُكني يا آسر ! 
" ده في احلامك... قدامي... 
ظل معاذ يقاومه ل يهرب و لكن لم يستطيع... خرج آسر به للخارج... تفاجىء معاذ عندما رأى ان الشر٩طة اتت و امسكت بكل شخص كان في البا*٨ر... 
" طفوا المكان من الن٨ا*ر... و اعرفوا مين صاحبه و يجيلي القسم... و المكان ده كله يتشمع...
* أوامركم يا آسر باشا... 
" قدامي يا اخويا... 
فتح آسر باب سيارته و ادخل معاذ بالخلف و اقفل الباب جيدا... ركب آسر سيارته و توجه لقسم الش٦رطة... في الطريق قال معاذ بخۏف 
* خلاص يا آسر انا آسف... مش هعمل كده تاني ولا هروح الأماكن دي تاني... فُكني يلا... 
" ما كان من الأول... كام مرة نصحتك ؟ كام مرة قولتلك رِجلك متعديش الأماكن النج*سة دي تاني ؟ 
* آسف والله و هسمع كلامك بعد كده... فُكني...
" للأسف مأدركتش جادية الوضع غير دلوقتي... فات الوقت يا معاذ... عديتهالك مرة... لكن المرة دي لا... 
وصل آسر ل قسم الشرطة... ركن سيارته و اخرج معاذ من السيارة و يدفع بقوة لكي يمشي 
* يا آسر اسمعني ارجوك... آخر مرة والله مش هتتكرر تاني... 
" ما انت مش هتتعدل غير لما تترمي في السج*ن زي الك*لب... 
* لا يا آسر... سج*ن لا... 

" دلوقتي خايف ؟ و عاملي فيها القوي الشديد قدام شوية بنات رُخا*ص... بس ماااشي... اذا كان امك و ابوك معرفهوش يربوك و يسيطروا عليك... انا هعرف أربيك... 
فتح آسر الزنزانة و فَك الكلبشات من يده... دفعه للداخل بقوة و اقفل عليه بقِفل حديد... 
امسك معاذ القُضبان و قال 
* يا آسر لا... خرجني من هنا... 
" هتشرفنا كام اسبوع كده... لما اتأكد انك اتعدلت ابقا اخرجك... 
* يا آسر انا اخوك... ارجوك متعملش كده فيا... 
" لا هعمل و هعمل اكتر من كده... بقا انا اقعد اروح مُهمات و ز*فت عشان انضف العالم من الناس القذ٨*رة... و اخويا عندي اهو ا٨و*سخ منه مش هلاقي... عايزني اطبق العدل بره و اجي عندك انت اقول لا ده اخويا ؟! انت اهبل يلااا 
ضر*ب معاذ القضبان و قال پغضب 
* آسررر خرجني من هنا بقولك ! 
" مش هتخرج... هيجي ابوك دلوقتي... مهما عمل مش هتعدي بره الزن٨زانة دي غير بمزاجي يا معاذ... خلي الخم*رة تنفعك... 
إلتفت آسر ليذهب... ضحك معاذ بخبُث و قال 
* ماشي تعدِل على الناس و تحاسب ده و تحاسب دي و عامل فيها ملاك أبيض ؟! ... شكلك نسيت انك اتولدت عن طريق الز.ن٨ا... يا اخويا !!
يتبع….


 آسررر خرجني من هنا بقولك ! 
" مش هتخرج... هيجي ابوك دلوقتي... مهما عمل مش هتعدي بره الزنزانة دي غير بمزاجي يا معاذ... خلي الخم*رة تنفعك... 
إلتفت آسر ليذهب... ضحك معاذ بخبُث و قال 
* ماشي تعدِل على الناس و تحاسب ده و تحاسب دي و عامل فيها ملاك أبيض ؟! ... شكلك نسيت انك اتولدت عن طريق الز*نا... يا اخويا !!
وقف آسر كأنه تسمَر مكانه... عيناه بدأت بالاحمرار من الغضپ... إلتفت ل معاذ و على وجه غضپ العالم كله... اكمل معاذ بإستفزاز 
* هتقولي ما اللي بتتكلم عليهم دول اهلك انت كمان هقولك اني اتولدت بعد ما اتجوزوا... مش زيك اتولدت قبل ما يكتبوا الكتاب حتى... ف انت لو نسيت نفسك انا هفكرك... 
غلى آسر من داخله... اقترب منه و امسكه من ملابسه و قال پغضب
" لو قولت كلمة زيادة تاني مش هخرجك... و هتفضل مرمي زي الك*لب هنا... 
* كلامي وجعك ؟ اخص عليا... بس يا آسر انت مبسوط بالسلطة اللي في ايدك و ماشي تحرك الناس على مزاجك... كان لازم افكرك انت مين... انت ابن حر*ام يا آسر !! 
بمجرد ما انهى جملته لكمه آسر في وجهه بقوة حتى وقع على الأرض... ضحك معاذ و مسح الډم الذي بجانب فمه... 
* مهما عملت و مهما اتعصبت مش هتغير الحقيقة... هتفضل من ناتج ز*نا... 
" معاذ اخرس !!  


قالها آسر پغضب شديد... وقف معاذ و اقترب منه و قال
* لو مخرجتش من هنا... هوصل لرئيسك و هقوله... شوف بقا منظرك هيبقى عامل ازاي قدامه و قدام المنظمة كلها ! 
لم يتحمل آسر سماع ذلك... كان سيضر*به مجددا لكن تراجع... و إلتفت ليذهب... ضر*ب معاذ القبضان بيديه و قال 
* هتخرجني ڠصب عنك يا آسر !! 
ركب آسر سيارته و اقفل الباب... كان يتنفس پغضب لدرجة ان نفسه مسموع... صـ،ـرخ و ضر*ب الدريكسيون كذا مرة... ظل على هذا الحال بعض دقائق ثم اسند رأسه على الباب بتعب و اغمض عينيه... بعد مرور نص ساعة فتح عينيه... اخذ، منديل مسح به العرق على وجهه... شغل السيارة و ذهب...


كانت رنا جالسة على السرير... هاتفها في يدها مفتوح على صورتها هي و ياسين و آسر... عملت zoom على وجهه آسر و ابتسمت تلقائيًا... 
' ضحكته حلوة اوي... 
إتكأت على الوسادة و ظلت تتأمله في الصورة و ابتسامتها مازالت موجودة... فجأة اختفت ابتسامتها و اغلقت الهاتف 
' ايه اللي انا بعمله ده... هو اول واحد في العالم يضحك يعني... ما الممثلين التركيين الحلوين بيضحكوا برضو... انا سرحت ليه في صورته كده ؟ يمكن عشان مبيضحكليش زي ما ضحك مع ياسين ؟! ... استغفر الله العظيم يارب... و انا منتظرة منه يضحكلي ليه ؟ انا مين بالنسباله اصلا ؟ انا مراته بالاسم... مش بشوفه غير ساعة واحدة كل يوم كأنه المستر بتاعي... ليه يا ربي متجوزتش واحد اجنبي مثلا و كان فضل لازق فيا مش يسيبني لوحدي أبداً... مش زي آسر باشا كده بشوفه بالصدفة هنا... جوازة نحس والله...

وصل آسر القصر... نزل من سيارته و دخل... وجد والداه جالسان في الصالون... قالت فاطمة 
• نورت يا ابني... كويس انك جيت عشان نتعشى سوا... متبقي بس معاذ يجي...  


" مش هيجي... 
• ليه ؟ 
" اصل انا سجنته... 
اتسعت عينا فاطمة من الصد@مة... قام محمد و قال 
* انت بتقول ايه ؟! 
" بقول اللي عملته... انا رميت معاذ في السجن !! 
* انت ايه اللي عملته ده ؟! ده اخوك ازاي تعمل فيه كده ! 
" ده مش اخويا... و انتوا مش اهلي... 
• آسر في ايه... انت بتتكلم كده ليه ؟ اهدى و قولنا ايه اللي حصل... 
قالت ذلك ثم امسكت يده... سحب يده من يدها في الحال و نظر لمهما پغضب 
* معاذ عمل ايه عشان ترميه في السجن ؟ 
" انا هقولك... بعد ما شرب خم*رة و سهِر مع بنات الليل المرة اللي فاتت و خرجته عشانك... عمل نفس القذ*راة ل تاني مرة و قولتلك ساعتها انه لو كررها يبقى متلومنيش على اللي هعمله فيه... و كررها تاني... حطيته في السجن بډم بارد و مهمنيش انه يبقى اخويا... 



* انت ازاي تعمل كده ؟ ماشي هو غلط بس كنت جبته هنا انا احاسبه... 
" تحاسبه ازاي قولي هاا ؟ هتقوله عيب كده يا معاذ متعملش كده تاني ؟! هتكرر نفس اللي عملته المرة اللي فاتت و اللي خلاه ميهتمش و يرجع يروح البا*ر تاني... يا محمد مصطفى... واجه الحقيقة... انت معرفتش تربيه و ابنك معاذ واحد صا*يع و قذ*ر... 
غضبه والده و رفع يده ليصفعه لكن امسك آسر يده و قال
" اتعصبت طبعا لما غلطت فيك و في ابنك... بس دي حقيقة... انت معرفتش تربي... و متبصليش كده... انت مربتنيش... و جودك في حياتي لحد الآن ملهوش اي لازمة... تعرف ليه ؟ لان مهما حاولت تظهر اد انك أب حنين... هفضل انا غلطة اللي عملتها انت و هي... 
* انت بفتح ليه في القديم ؟ احنا قفلنا الموضوع ده من زمان... 
" متقفلش يا محمد... متقفلش بدليل انك ابنك معاذ فتحه من تاني... تعرف قالي ايه ؟ قالي انت ابن حرا*م يا آسر... هددني كمان انه هيقول رئيسي اني ناتج غلطتك معاها و اترفد في الحال... 
* معاذ مستحيل يقول كده...  


" لا قال... قال كده و هو بيبص في وشي بكل بجا*حة... مش مكسوف من اللي عمله لانه شايفني اقذ*ر منه... و بيهددني كمان !! بس انا مش هخاف من كلام حشر*ة زيه... و اللي عنده و عندك اعملوه... معاذ مش هيخرج من السجن غير بأمر مني... اعتبر اني بطلع فيه كل الغِل اللي جوايا ناحيتكم... عارف انك روحك فيه... عشان كده هيفضل في السجن... 
نظرت فاطمة للارض... ف ابنها لم ينسى ما حدث و لن ينسى و لن يسامحهم... قال محمد بضعف 
* اطلب اللي انت عايزه و هعمله... بلاش تاخد معاذ بذنب غلطتي... ارجوك يا آسر خليه يخرج... 
ضحك آسر بسخرية و ظل يضحك بھستيرية 
" تصدق اتأثرت... ياااه محمد مصطفى بنفسه بيترجاني اخرج ابنه !!... الزمن ده غريب فعلا...  للأسف انا قلبي مش بيشتغل و مش بحس... معاذ مش هيخرج... 
• آسر متعملش كده... 



قالت فاطمة ذلك بحزن... تغلغت الدموع داخل عينا آسر و قال 
" انتوا عملتي فيا كده ليه ؟ ما تردوا عليا عملتوا فيا كده ليه هااا... ليه انا اشيل غلطكم انتوا ؟ ( نظر ل فاطمة ) مقت*لتنيش ليه انتي ؟ مقت*لتنيش ليه لما كنت في بطنك ؟ ليه خلتيني اعيش ؟ مبسوطة بيا يعني ؟ مبسوطة بيا لاني مش عارف اعيش طبيعي زي بقية الخلق... مفكرين انكم لما تز*ورا تاريخ قسيمة زواجكم يبقى كده عملتوا اللي عليكم بزيادة و كده غلطتكم اتصلحت ؟؟ طالما كان عندكم القدرة تتجوزوا... متجوزتوش ليه من الأول ؟ 
بكت فاطمة و اقتربت منه لكنه رجع للوراء 
" متقربيش مني... انا مش بحبك... انتي مش امي و هو مش ابويا... كفاية تمثيل أنت و هي... كفاية تظاهر انكم بتحبوني... من و انا طفل شايف بعيني كُرهكم ليا... ڈم ..ا معاذ و رغد هم اللي المُفضولين عندكم... مش عايز تعاطف منكم و لا عايز اي حاجة منكم... 
نظر له محمد بحزن لكن نظراته لهم كلها غضپ و كُره... إلتفت آسر و صعد لغرفته... قبل ان يدخل مسح دموعه و اخذ نفس عميق و دخل 
كانت رنا تشاهد التلفاز... رأت آسر دخل الغرفة... لكن ما حالته تلك ؟ عيناه حمراء و عروق يديه و جبهته بارزة... 
' هو حصل حاجة ؟ 
لم يرد عليها و توجهه للحمام... سمعت صوت المفتاح و هو يغلق به الباب...  


' هو اتخانق مع اهله تاني ؟ ان شاء الله لا... 
وقف آسر أمام المرآة... نظر لنفسه و تذكر كلام معاذ 
" شكلك نسيت انك اتولدت عن طريق الز*نا... انت ابن حر*ام يا آسر...ف انت لو نسيت نفسك انا هفكرك "
فلتت دموع آسر من عينيه... فتح الحنفية و غسل وجهه... لتختلط دموعه بالمياة و يكرر 
" متعيطش... متعيطش... انت كويس... انت كويس مفيش حاجة... 
قفل المياة و جفف وجهه بالمنشفة... فتح الباب و خرج... وجد رنا أمامه... 
' هو في حاجة حصلت ؟ شكلك مضايق... 
لم يرد ف قالت 



' ممكن تركن خلافاتنا على جمب و نتكلم عادي... 
" ابعدي عني... 
' حصل ايه ؟ ليه متعصب ؟ 
" بقولك ابعدي عني !! 
قالها آسر بزعيق... ابتعدت من أمامه و قبل ان يذهب قالت 
' على فكرة انا معملتش حاجة تستاهل انك تزعق فيا بالشكل ده... الغلط عليا لاني بحاول اتكلم معاك... 
إلتفت لها و امسكها من يدها بقوة و قال پغضب 
" ايوة انتي غلطتي لما حاولتي تتكلمي معايا... و متحاوليش تاني... انا مش بحبك ولا عايزك و انتي آخر وحدة افكر اتكلم معاها... اختصريني و متحتاكيش بيا بأي شكل... 
نظرت له بحزن و قالت 
' سيب ايدي... انت بتو*جعني... سيب ايدي يا آسر... 
لاحظ آسر نبرتها الباكية... ترك يدها و ازاح شعره للخلف و يتنفس پغضب... نظر لها ف قالت 
' انا كمان مش بحبك ولا عيزاك... و مش هحاول تاني اتكلم معاك... انت غريب و بني آدم لا تُطاق بالمرة... و بتعاملني وحش دايمًا... انت عندك مشاكل مع اهلك... متحاسبنيش انا و تطلع اسوأ ما فيك فيا انا... انا مليش ذنب و متحاسبنيش على حاجة مليش ذنب فيها... 
نظر لها لوهلة ف اكملت 
' انا حاولت و مش قادرة اعيش معاك... أنا عايزة اطلق يا آسر...  


ضحك بسخرية و قال 
" و يا ترى لما نطلق... هتعرفي تكملي علاج اخوكي ؟ و لو نفترض انك عرفتي تتدبري علاجه... هتعرفي كمان تتدبري تمن إقامته في المستشفى ؟ هتعرفي توفريله احتياجاته الشخصية ؟ مش هتعرفي تعملي كل ده... يبقى متقوليش طلقتي يا آسر بقلب اوي كده... و متقلقيش انا كده كده هطلقك بس لما انا اقرر يحصل ده... لكن طالما انا مقررتش يبقى متطلبتيش الطلاق من نفسك... 
سقطت دموعها و قالت 
' انا غلطت لما اتذليتلك... غلطت لما وافقت اتجوزتك... 
" ايوة غلطتي... لاني قولتلك قبل كده انا مش عايزك... لكن انتي وافقتي على الجواز ده يبقى تستحملي... 


وافقت عشان ياسين و بس... يارب يا آسر تتحط في نفس الضيقة اللي كنت فيها... يارب تحس بالعجز اللي كنت فيه و انا بلف ب ياسين على المستشفيات عشان يتعالج و ملقتش ولا مستشفى رضيت تقبله بسبب اني مكنش معايا فلوس... 
" مش عايز اسمع قصة حياتك... 
قالها آسر بلامبالاه... نظرت له رنا بإشمئزاز و قالت 
' أنا بكر*هك !! 
اقترب آسر جدا منها حتى لا يفصل بينهم اي مسافة... نظر لعيناها و قال و هو يبتسم بشَر 
" أحب اقولك اني بكر*هك اضعاف ما بتكر*هيني... صدقيني مهما كر*هتيني... انتي بالذات كُرهي ليكي أكتر !! 
ابتعد عنها و خرج... وقفت رنا في نص الغرفة تستوعب ما قاله لها الآن... سقطت دموعها بشدة 
' واحد وحش و كلامه اوحش... الغلط عليا لاني سمحت لنفسي ابقا تحت ايدك... 
جلست على الاريكة و ظلت تبكي...

* آسر ممكن نتكلم شوية ؟ 
" بعدين يا رغد... 
* هم كلمتين بس... 
قالتها ثم امسكت بيده و اخذته على غرفتها و اغلقت الباب 
" عيزاني في ايه ؟ 
عانقته و قالت 
* هو غلط اني اقعد مع اخويا شوية... وحشتني... بقالي يومين مش عارفة اشوفك... 
سعد آسر بوجودها... عانقها هو أيضا و قال  


" كويس انك موجودة... 
ابتعدت عنه و قالت 
* آسر خلاص متزعلش... 
" مزعلش ازاي يعني... انا وجودي في الدنيا غلط أساسا... كل ما بقول خلاص مش مهم و احاول انسى... يجي حد لازم يفكرني... خلاص بقا انا عارف اني ابن حر*ام... 
* لا لا متقولش كده... مهما حصل انت اخويا الكبير... انا بحبك و بفتخر بيك قدام الناس كلها لان عندي اجمل اخ في الدنيا كلها... و ده مش مجرد كلام... 
ابتسم و مسد على شعرها بحنان... 
" عاملة ايه في دراستك ؟ 
* يقطع الدراسة على اللي عايزها... 
قالت ذلك بإنفعال... ضحك آسر و قال 
" ايه اللي حصل ؟ 



* القانون المدني مش راضي يتلم و متبقي يوم واحد بس على الإمتحان... 
" متبقي يوم اهو... لسه قدامك وقت... 
* بجد المادة دي غتتة كده و مش عارفة ألمها... 
" استهدي بالله يا سيادة المستشارة... خُدي رِست كده اتفرجي على مسلسل بتحبيه و بعد كده ابدأي برواقة... 
* ماشي... انت رايح فين دلوقتي ؟ عندك مشوار ؟ 
" معنديش... بس مش طايق اقعد هنا... 
* آسر... بطل تبقى قا*سي على رنا... 
" انا مش عايزها... 
* و هي كمان مش عايزاك... بس برضو مش ذنبها المشاكل اللي بينك و بين بابا و ماما... بعدين رنا دي نسمة... عمرها ما عملت مشكلة مع حد هنا ولا بنسمع صوتها و لا طلبت حاجة زيادة... بس ده مش معناه اننا ندوس عليها... بالعكس انا بحبها جدا و بعتبرها اختي... انت كمان حِبها... 
ضحك آسر و قال 
" احبها !! اممم... رغد تقريبا كده المسلسلات لحست دماغك... احب مين ؟ 
* تحِب رنا... طب ايه رأيك هتحبها... بكتب هنا اهو... الثنائي الامور " آسر و رنا " واااو الإسم حلو بجد... 
" بقولك ايه يا رغد ؟  


* اها ؟ 
" متتفرجيش على مسلسلات تاني... روحي لمِي القانون المدني بڈم ..ا تسقطي... 
* ماااا خلاص يا آسر... دي مكنتش كلمة قولتها... طب عِندًا فيك اهو... انت و رنا هتحبوا بعض... و انا هبقى عمتو قريب... 
" روحي نامي يا رغد... و اتغطي كويس... 
قالها ثم خرج... ضحكت رغد و عدلت النظارة على وجهها 
* عمتو رغد المنتظرة... والله هبقى عَمة قمر...

تاني يوم.... 
ذهب محمد القسم عند معاذ... دخل عنده في الزنزانة... ابتسم معاذ و قال 
• بابا حبيبي... هتخرجني صح ؟ 
نظر له والده پغضب ثم صفعه على وجهه... تفاجىء معاذ 
* مكنتش متخيل انك ق*ليل الادب للدرجة دي... 
• عملت ايه انا ؟ 
* كمان بتسأل ؟! ( مسكه والده من ملابسه و اكمل بزعيق ) ازاي تقول لآسر الكلام ده في وشه !! 
• اااه هو جه اشتكالك... شكله زعل جامد... بس احسن يستاهل... 



* انت معندكش ډم !! كل اللي عملته اتهد بسبب كلمة هو بيحاول ينساها... ازاي تقوله كده !! 
• عشان دخلني السجن بنفسه... 
* انت غلطت و هو عايز مصلحتك... 
• مفيش اخ يسجن اخوه... كده كده اصلا عمري ما حبيته... كُرهي زاد له لما عمل اللي في دماغه و قبض عليا كأني مجر*م و قَل بيا قدام صحابي... 
* يعني انت مغلطتش خاالص ؟ 
• لا مغلطتش... كله بيعمل كده و كله بيروح lلاماكن دي... ميعملش فيها شيخ عليا... 
* آسر عمره ما مسك سجـ،ـارة حتى... ولا يعرف lلاماكن الز*بالة دي اصلا... بقالي سنين بحاول اخليه يحبني... جيت انت خربت كل حاجة... 
• خلاص عرفنا ان آسر ملاك و طيوب... خرجني من هنا يا بابا... 
* آسر طلع أمر بخروجك اصلا... بس هتدفع كفالة للقسم... 
• مش مهم... المهم اخرج من المكان المعفن ده... 
اقترب منه والده و أشار له بإصبعه بتحذير 
* تعرف لو رئيس آسر وصله كلمة من اللي قولته ده... في اللحظة دي هتلاقيني انا بنفسي في وشك... هتبقى مش ابني ولا اعرفك... و هوقف الڤيزا بتاعتك و اطردك بره الشركة... هتبقى على الحديدة يعني و ابقا وريني هتصرف على نفسك ازاي.... 
• لا خالص مش هقول حاجة والله.... 
* تعالى معايا نكمل إجراءات الخروج...  


• ماشي...

بعد اسبوع.... 
في القصر... كانت رنا جالسة على ركبتيها على الأرض في الحديقة... ترتدي قفازين بلاستيك... و تزرع الورد في الأرض و تسقيهم... و في نفس الوقت آسر يقف في شرفة القصر يشرب قهوته ينظر لها... من خلال الفترة التي عاشها معها لاحظ حُبها الشديد للورود... 
' بس كده اثبتت في التربة كويس... 
شمَّتهم و قالت 
' حلوين اوي... 
" حلوين فعلا.... 
نظرت خلفها وجدت آسر واقف يضع يداه داخل جيوبه... لم تهتم و ظلت تلمس الورود بيداها... جلس آسر على ركبتيه بجانبها... 
" بتحبي الورد ؟ 
' انا فاكرة كويس انك قولت اختصريني... بتكلمني ليه دلوقتي ؟ 
" انا بسأل سؤال مش أكتر... 
' متسألش احسن... 



" شايفك بتقلدي طريقة كلامي... 
' عشان تعرف انها مزعجة و بتضايق... 
نظر لها بتعجب ف اكملت
' بعدين انت جاي هنا ليه ؟ 
كان سيرد لكن قاطعته و قالت 
' اه نسيت اني مش حقي اعمل حاجة هنا ولا اقعد في حالي لاني مجرد شحاتة بتتذل لحضرتك عشان علاج اخوها... انا مين عشان اقعد في الجنينة اشم شوية هواء ؟ انا اتعديت حدودي بزيادة... معلش آسفة... هرجع للاوضة احبس نفسي فيها... 
انهت جملتها و نهضت... ذهبت للداخل... ها أدرك آسر انه كلامه معها بالأمس أثر عليها كثيرا...

* بقالي ساعة برن الجرس... 
• كنت نايمة... ادخل... 
دخل معاذ البيت و اقفلت ريناد الباب... 
• تشرب ايه ؟ 
* مش عايز... بعد اللي عمله آسر ده هيجيلي نفس اشرب يعني... 
• اه... بس هو حذرك من الأول... كان مفروض تسمع كلامه... 
* انتي بتقولي كده عشان بتحبيه... اتحجبي بالمرة طالما بتحبيه كده... 
• ملهوش لازمة كلامك ده... خلاص انا فقدت الأمل ان آسر يحبني... 
* ايه ده ؟ انتي استسلمتي ؟  


• يعني اعمل ايه يعني... مش راضي يبصلي بأي شكل... 
* مش عارفة عاجبك في ايه أساسًا... 
• تعرف مراته محظوظة بيه أوي... يعني آسر أمين اوي و مش بيخو*ن... عملت اكونت فيك... اكونت اي حد يشوفه يقول مستحيل ده يكون فيك... دخلت كلمته منه و قعدت اشده للكلام... عملي بلوك... و دي حاجة حلوة اوي... يعني لو آسر كان جوزي انا... مستحيل يخو*ني... بس خلاص اهو متجوز... هعمل ايه يعني... 
* هو مش بيخو*ن بس مراته تخو*نه... 
• يلهوي... هي رنا بتخو*ن آسر ؟؟ 
* لا طبعا... دي طيبة لابعد حد... مرة لقيتها بتلعب المزرعة السعيدة على تليفونها... ساعات بحسها طفلة بسبب طيبتها
• اومال ايه قصدك بقولك ان هي تخو*نه ؟ 
* احنا نخليها تخو*نه... مسرحية يعني... طبعا آسر لما يعرف هينهار و عُقده النفسية تزداد أكتر للأسوأ... ف انتي تدخلي و تبقي معاه... ساعتها هيحبك جدا... 
• و هي رنا ايه ذنبها ؟ 



* مذنبهاش حاجة... انا عايز او*جعه هو عن طريقها هي... هاا قولتي ايه ؟ 
• لا مش موافقة... يعني رنا اخوها مريض... لو ده حصل آسر هيتخلى عن علاجه و الطفل هيمو*ت... و غير كده رنا معملتش حاجة وحشة ليا عشان اطلعها خا*ينة قدام الكل... بالعكس دي بتعاملني كويس جدا... 
* كده آسر عمره ما هيبقى ليكي... بس براحتك يا ريناد... 
تشوش تفكير ريناد بكلامه هذا... لكن نفضت تلك الفكرة بعيدًا...

في الليل الساعة 2.... 
كانت رنا نائمة... تتقلب على السرير كل دقيقتين... لم تستطيع النوم.... 
' اوووف... خلاص بقا نامي يا رنا... مكنش يعني خمسة سبعين كلمة وحشة قالهم ليكي... ما هو ڈم ..ا كده ايه الجديد... منه لله... كلامه الغتت ده مش راضي يخرج من دماغي و مش عارفة اتخمد بسببه... و انا قال هتكلم و معاه و ابقا صديقته... والله خسارة اصبح عليه حتى... واحد نطع... 
دخل آسر الغرفة... اغمضت رنا عيناها في الحال... نظر لها آسر وجدها نائمة... خلع البلوڤر و نظر لضهره في المرآة و قال 
" والله لدفعكم تمن ضهري اللي تشو*ه بسببكم يا ولاد الك*لب... 
تعجبت رنا بعد سماع هذا و قالت في سرها 
' هو في حد عَذبه ؟ معقول يكون وقع تحت ايدهم... عشان كده غاب شهر عن البيت... شكله حوار كبير...  


دخل آسر استحم و وضع المرهم على ظهره... خرج اخد وسادة من جانب رنا... وضعها على الاريكة و استلقى على بطنه... 
بعد دقائق اعتدلت رنا و نهضت من السرير... نظرت إليه... الجر*وح التي بضهره كثيرة و منظرها صعب... فكيف هو يشعر الآن... مشت رنا على طراطيف أصابعها حتى لا تصدر صوتًا يُوقظه... 
" مش لازم تمشي زي الخنفسة كده... امشي عادي... انا صاحي... 
وقفت رنا مكانها بعد سماع صوته... لكن كيف... عيناه مُغلقتان امامها ! 
' انت صاحي ؟ 
" لا بلعب في الحلم ضد كريستيانو... غلبته بهدفين... داخلين على ضـ،ـربة جزاء دلوقتي... 
ضحكت رنا ثم اختفت ضحكتها في الحال و قالت بجمود 
' متهزرش معايا... 



" انتي اللي بتهزري... يعني بتكلم اهو و بوقي بيتحرك قدامك و ابقى نايم ازاي ؟! 
' اوماال مش مفتح عيونك ليه ؟ 
" يمكن عشان انتي لابسة كات و هتتكسفي اشوفك كتافك... 
نظرت رنا لنفسها... اللعنة كيف نسيت ان ترتدي الجاكت... سحبت الجاكت و ارتدته بسرعة... 
' خلاص فتح عيونك ( اخفضت نبرة صوتها و اكملت ) عامل فيها مؤدب يعني... ما اكيد الساعات و الأيام اللي بتغيبها دي بتروح للتانية... 
" لا يا رنا مش بروح للتانية... 
تفاجئت رنا... كيف سمعها ؟! فتح عينيه و قال
" ما انا لو متجوز وحدة تانية... مش هخاف منك يعني و هجيبهالك هنا... 
' انت سمعتني ازاي ؟ 
" محدش قالك قبل كده ان سمعي قوي ؟ بعدين صوتك واضح اصلا... 
احست بالاحراج و قالت 
' خلاص تمام... نام انت... كده كده مش بنكلم بعض اصلا عشان تفضل صاحي... 
إلتفت لتعود للسرير ف قال 
" حابة نتكلم عن ايه بالضبط ؟  
ابتسمت رنا و اخذت وسادة... وضعتها على الأرض بجانب الاريكة... نظرت له و قالت 
' عايزة اعرف اللي حصل في آخر مُهمة روحتها...
" دي معلومات سرية مش بتخرج بره المنظمة...  


' طيب على الأقل اعرف... اتصابت في ضهرك كده ازاي ؟ 
" هقولك بس من غير تفاصيل واضحة... 
' ماشي... يلا اتكلم... 
تعجب آسر من إصرارها ذلك... تنهد و قال 
" كنت رايح انا و فريقي الإمارات... نقبض على شخص معين كده مستخبي هناك بشخصية مزيفة... روحنا و عرفنا مكانه و حصل اشتباك... نتيجته ان انا اتاخدت رهينة عنده... طبعا هو عمل الواجب معايا بزيادة زي ما انتي شايفة كده... زعلان مني كل ده عشان أثناء الاشتباك قطعتله ايده... هو عمل فيا كده ردًا لايده اللي اتقطعت... 
بهَت لون رنا بعد سماع هذا و قالت 
' قعطلته ايده ؟ 
" كان نفسي اقطع رقبته... بس للاسف تصويبي مكنش صح... 
' انت بتقول ايه ! 
" مش انتي اللي عايزة تعرفي ؟ 



' بعد اللي قولته ده حاسة اني دخلت جوه فيلم ړعب... 
" يعني انتي مفكرة اني بروح مُهمات ألعب فيها ببجي ؟ بعدين آخر مُهمة روحتها دي من اسهل المُهمات... لولا انه عرف يبقض عليا كان زمان رقبته تحت رجلي... 
' هو هرب ؟ 
" للأسف اه... بس هعرف اجيبه تاني... غبت شهر لاني اول ما عرفت أفلت منه... مكنتش كويس ولا قادر اقف على رجلي حتى... قعدت أسبوعين في المستشفى... و لما عرفت اقوم جيت هنا... 
' ليه مقولتش لأي حد فينا ؟ 
" مبحبش اخد استعطاف من حد... و لا اظهر ضعيف قدام اي حد... و ياريت الكلام ده يفضل ما بينا احنا الاتنين بس... 
' ماشي.... مش هقول حاجة لحد... 
نظرت له ثم وضعت يدها على ذقنه و قالت 
' حاسس بأ*لم ؟
تفاجئ آسر من يدها الموضوعة على ذقنه... نظر لها في عيناها و قال 
" بطلت احس من زمان... 
' ازاي ؟  
" دي مش اول مرة اتصاب فيها... تقدري تقولي اني اتعودت... 
' شغلك ده صعب فعلا... و خطړ عليك  


نظر ليدها... لاحظت و ابعدت يدها عنه... 
' هتفضل مستمر في كده لغاية امتى ؟ 
" لغاية ما استشهد... 
' ليه ؟ 
" وجودي في الدنيا غلط اساسا... ف خليني امو*ت و انا بعمل حاجة كويسة... 
' ازاي وجودك في الدنيا غلط ؟ 
" مش ملاحظة اننا رغينا كتير ؟ ( اقفل نور الاباجورة ) روحي نامي... 
' ايه البرود ده ؟! 
" بتقولي حاجة ؟  
' لا مش بقول... هو انا اتكلمت اساسًا... 
" اه اتكلمتي... 
' بيتهيألك... 
قامت و ذهبت للسرير نامت عليه... نظر لها آسر و هي تعطيه ظهرها و ابتسم... قالت رنا في سرها 
' يعني آسر قطعله ايده و هو اخده رهينه عنده و عمل فيه كده... و آسر قاعد عادي جدا... و انا لما صباعي اتلسع في حلة الرز قعدت يومين ابكي عليه !! يلهوي انا مش مصدقة... بحاول استوعب مش مصدقة برضو...


تاني يوم.... 
' هتفطر معانا ؟ 
" لا... 
' ليه ؟ 
نظر لها بحدة ثم تذكرت والداه 
' اه خلاص افتكرت... اجبلك الفطار هنا ؟ 
" لا... كده كده هخرج دلوقتي... 
' رايح فين ؟ 
" بتسألي ليه ؟ 
' عادي... 
" لا مش عادي... و لا انتي بدأتي تتقمسي في دور الزوجة المُهمتة ؟ 
' لا طبعا... انت فهمتني غلط خالص... بسأل عادي... 
" متسأليش... 
' ليه ؟ 
اقترب منها و قال 
" هل نمتي في حضني قبل كده ؟ 
' ايه علاڤة سؤالي بسؤالك ده ؟ 
" ردي بس... 
' لا منمتش في حضنك قبل كده يا آسر باشا... 
" يبقى اخرجي بره دور الزوجة ده لانه مش لايق عليكي... 
' استغفر الله العظيم... ما تقول و انتي مالك و خلاص... لازم يعني اللفة دي... 
" حبيت اوصلك ردي بطريقة كريتيڤ أكتر...  


نظرت له بضيق و خرجت... ضحك آسر و اكمل إرتداي ملابسه و خرج... وجدهم مجتمعين على السفرة جميعًا... نظرت له والدته على أمل انه يأتي و يجلس معهم لكن تفادهم و ذهب...

" البطل عامل ايه ؟ 
* عمو آسر !! 
قالها ياسين بتفاجىء... عانقه آسر و ربت على ضهره... ابتعد عنه و قال 
" ايه الأخبار ؟ 
* انا تمام اوي... فين رنا ؟ 
" انا جيتلك من وراها... 
* ليه ؟ 
" عايز اسألك كام سؤال كده... 
* اتفضل... 
جلس آسر بجانبه و قال بصوت منخفض 
" اختك امبارح ضر*بتني... 



* رنا ضر*بتك !! 
" ايوة... تخيل ليه... 
* ليه ؟ 
" عشان نسيت اجيب شيبسي بالطاطم... انسيت و جبته بالجبنة... راحت المفترية ضر*باني... 
* شوف الوحشة... والله لوريها... فين التليفون... 
" لا لا متتصلش... لو اتصلت هتضر*بني تاني... 
* طب انا هساعدك ازاي ؟ 
" انا اعترف اني غلطت.... كله إلا الشيبسي بالطماطم... انا عايز اصالحها و عايزك تساعدني... ايه الحاجات اللي بتحبها ؟ 

* اممم... بتحب الشيبسي... و الفراخ و البطاطس و المكرونة... 
" سيبك من الأكل... قصدي بتحب ايه ك هدايا ؟ 
* بتحب الكتب و السلاسل... بيني و بينك كده يا عمو... مرة اسمعتها بتقول انها محتاجة لاب توب... 
" اشمعنا لاب توب ؟  


* عايزة تشتغل عليه... رنا معاها لغة ألمانية ف كانت هتشتغل عليه مترجمة... 
" اه فهمت... طب بُص انا هروح اغسل ايدي في الحمام و اجيلك تاني نفطر سوا... 
* اوك يا عمو... 
خرج آسر و توجه للحمام... فتح الحنفية يديه و وجهه... نظر لنفسه في المرآة و قال 
" اول مرة اعرف انها محتاجة لاب توب... اول مرة كمان اعرف انها معاها ألماني و تقدر تشتغل مترجمة... غريبة مطلبتش مني اجبهولها... حتى تليفونها شاشته مکسورة و مطلبتش مني اجبلها واحد جديد... عمرها ما طلبت مني حاجة... معقولة مش عايزة حاجة لنفسها عشان علاج ياسين ؟ 
في تلك اللحظة تذكر كلامها :  
" انا مستعدة اعمل اي حاجة ف سيبل ان اخويا يعيش... مش هقعد ايديا متكتفة و اتفرج عليه و هو بيتأ*لم و يمو*ت قدامي... مش عايزة حاجة لنفسي... المهم ياسين يخف "
تنهد آسر... مد يده ليأخذ منديل يجفف به يديه لكن العلبة فارغة... 
" بيحطوا فين المناديل ؟ 
ظل آسر ينظر يمينًا و يسارًا فلفت انتباه درج صغير... فتحه و عيناه اتسعت عندما وجد قُنبلة بداخله !!

يتبع...


البارت الرابع من رواية #لا_افهمك

" انا مستعدة اعمل اي حاجة ف سيبل ان اخويا يعيش... مش هقعد ايديا متكتفة و اتفرج عليه و هو بيتأ7لم و يمو7*ت قدامي... مش عايزة حاجة لنفسي... المهم ياسين يخف "
تنهد آسر... مد يده ليأخذ منديل يجفف به يديه لكن العلبة فارغة...
" بيحطوا فين المناديل ؟ 
ظل آسر ينظر يمينًا و يسارًا فلفت انتباه درج صغير... فتحه و عيناه اتسعت عندما وجد قُنبلة بداخله !! 
رجع آسر للوراء بخۏف... اخرج اللاسلكي من بنطاله و قال
" نداء للدائرة م.ج... لقيت قُن 7بلة في مستشفى سر*طان الأطفال الغربية... عايز خبير مفر7قعات هنا بسرعة... قدامنا عشر دقايق بس... 
تفاجىء خالد و أشار للفريق بأن يتحرك 
* آسر اعمل إخلاء للمستشفى بسرعة... 
" المستشفى فيها 300 اوضة... يعني بالدكاترة و الممرضين يطلعوا 400 واحد... هخرجهم ازاي كلهم... 
* طب اهدى و اوعى تعمل حاجة لغاية ما يجي خبير المفرقعات... 
" تمام... 
اغلق آسر اللاسلكي... مسح وجهه بيده... خرج و اخبر آمن المستشفى بوجود القُن7بلة...

كانت رنا جالسة في غرفتها تشاهد مُسلسلها المفضل فجأة قطڠ المسلسل و جاءت الاخبار 
- ننقل لكم الآن خبرًا عاجلاً في غاية الخطورة... تم الآن العثور على قڼبلة موقوتة في مستشفى سرطان الأطفال الغربية... الشرطة حاصرت المستشفى و يتم الآن فَك تلك الق7نبلة...
نزل الخبر كصاعقة على رنا... نزلت دمعة من عيناها و قالت 
' ياسين !! 
بسرعة ركضت اخذت عبائتها و طرحتها و نزلت... قابلتها رغد على السلم و قال 
* في ايه يا رنا ؟ بتجري ليه ؟ 
لم ترد عليا و اكملت طريقها... خرج معاذ من غرفته و قال 
* بيقولوا لقيوا قن7بلة في مستشفى سرطان الأطفال الغربية... 
* دي نفس المستشفى اللي فيها ياسين !! 
اومأ لها... ركضت رغد و اخبرت والداها...

بعد دقيقتين وصل خبير المفر7قعات و بحذر بدأ في فَك القُنبلة... آسر يقف بجانبه و قلقه يزيد... ياسين هنا في المستشفى... لو انفجرت هيمو*ت هو و كل الاطفال التي هنا... 
" باقي اد ايه وقت و تفكها ؟ 
* لسه يا آسر باشا... 



تنهد آسر بضيق... بعد دقيقتين اخرى... قطڠ خبير المفرقعات السلك الأسود... اغلق عداد الوقت... تنهد آسر براحة و قال 
" اخيييرا... 
لم تكمل فرحته عندما اشتغل عداد وقت القُن7بلة مجددا... تفاجئ آسر و قال 
" العداد اشتغل تاني ازاي ؟! 
* مش عارف... شكلها من نوع القنا7بل اللي مش بتتوقف غير عن طريق الريموت... كل الاسلاك دي ملهاش لازمة و اتحطت عشان نضيع وقت في فكها... 
" جاي تكتشف ده دلوقتي !! محسوبين عليا مهندسين على الفاضي !! 
أزاح آسر شعره للخلف و توتره زاد و يفكر مع نفسه
" اروح اخد ياسين بسرعة من اوضته و اخرجه من هنا ؟ لا ازاي... و بقية الاطفال اسيبهم يمو*توا !! 
مسح وجهه بيده و اخذ نفسًا عميقًا... متبقي 4 دقائق و 30 ثانية... امسك آسر القڼبلھ و خرج بها من الباب الخلفي... 
* يا آسر باشا !! 
اخرج اللاسلكي و قال 
* نداء للدائرة م.ج... خالد باشا... آسر اخد القنب8لة و مشي بيها ! 


• انت بتقول ايه !! 
* زي ما سمعت... كلمه بسرعة... كلها دقايق و هتنف7جر فيه... 
اغلق خالد اللاسلكي و ضـ،7ـرب يده على المكتب پغضب 
• يا آسر قولتلك بلاش تهور... هتمو7*ت نفسك على كده...

وصلت رنا المستشفى و جاءت تدخل اوقفها الأمن 
* ممنوع الدخول... 
' ارجوك خليني ادخل... اخويا هنا... سيبني اروحله... 
* معلش يا مدام... دي أوامر... 
بعدت رنا عن الباب و امسك7ت رأسها بكلتا يداها 
' ياسين لا... ياسين مش هيمو*7ت... 
نظرت للعسكري الذي يقف بجانبها... جزت على أسنانها پغضب و بحركة سريعة سحبت المسد*7س من بنطاله... وجهت المسد7*س عليهم و قالت 
' دخلوني المستشفى دي... اخد اخويا و امشي... لو مدخلتونيش هقت*لكم !! 
* اهدي و نزلي المسد*س ده... 
' مش هنزل حاجة... لو مدخلتنيش هقت*لك... انا عايزة اخويا يخرج من هنا حالاً !! 
في تلك اللحظة جاء خالد... نزل من السيارة... سمع صوت بنت تصرخ و الأمن أمام الباب ملتفين حولها... اقترب منهم 
* في ايه ؟ لقيتوا آسر ؟ 



• لا ملهوش أثر هنا... خالد باشا... الست دي عايزة تدخل المستشفى... 
تفاجىء خالد عندما رآها... انه زوجة آسر... 
' مش هعمل حاجة بس خلوني ادخل اخد اخويا من هنا... 
• مينفعش حد يدخل... في قڼبلة جوه... 
' ارجوكم خلوني ادخل...( نظ7رت للاعلى و علت صوتها ) ياسين... مش هسيبك يا حبيبي...هاجي اخدك... 
* خلوها تدخل... 
قال ذلك خالد... نظرت له و ابتسمت وسط دموعها... افسحوا و دخلت... ركضت على السلالم حتى وصلت للطابق المطلوب... ركضت الممر كله و دخلت غرفته... 
* رنا !! 
عانقته بقوة 
* بټعيط ي ليه ؟ 
' مش مهم... ياسين... احنا هنمشي من هنا... بسرعة... 
قالتها ثم بدأت في فك الاجهزة الطبية التي عليه... حمل7ته بين يداها و ركضت به للخارج و وضعته في السيارة 
* طب استني... فين عمو آسر ؟ 
' معرفش... احنا لازم نخرج من هنا... 
* عمو آسر كان هنا من شوية... 
وقفت رنا و قالت 
' انت بتقول ايه ؟ 
* جه من شوية هنا... هو قالي هغسل ايدي و اجي افطر معاك... اكيد هو هنا... 


نظرت له بشدة مما يقوله ثم سمعت صوت انفچار كبير احدث الكثير من الدچان... لكن الانفـ،ـ7جار لم يكن في المستشفى... بل كان بعيدا عنها... اتسعت عيناها و وضعت يدها على فمها و قالت و هي تبكي 
' آسر !! 
نظر خالد الى الدخــ،7ـان... اتصل عليه من هاتفه العادي 
* الرقم الذي تطلبه غير متاح حاليًا * 
مسك اللاسلكي و قال 
* آسر... رد عليا يا آسر... يا آسر... 
لم يعطيه إشارة... 
* اوعى تكون عملتها يا آسر... يارب لا... 
مسح خالد وجهه بيده بتعب... ثم نظر للجنود و قال 
* اتحركوا ناحية الانفچار اللي حصل هناك... اعرفوا اللي حصل و هل في ضحا7يا ولا لا... مترجعوش غير و آسر في ايدكم.... 
• اوامرك يا باشا... 
رنا واقفة في مكانها لا تستطيع التحرك و تنظر للدخــ،8ـان و دموعها تزداد أكتر... شد ياسين طرف عبائتها و قال 
* بټعيط ي ليه يا رنا ؟ و ايه الدچان ده ؟ 



لم تستطع الرد عليه... و ظلت تنظر للدچان 
جاءت سيارة وقفت امام المستشفى... نزل منها معاذ و رغد و والدا آسر... و جدوا رنا واقفة في منتصف الطريق ولا تتحرك من مكانها... تقدمت منها رغد و قالت 
* رنا ايه اللي حصل ؟ بټعيط ي ليه ؟ 
نظرت رغد على الدچان المنتشر في السماء و قالت 
* هي القڼبلھ انفجرت ؟
اومأت رنا لها ف قالت رغد 
* الحمد لله ان هي انفجرت بعيد عن المستشفى... 
' آسر كان هنا من شوية... آسر مش موجود... رئيسه بيدور عليه... احتمال آسر يكون هو اللي خرج القڼبلھ من المستشفى... 
- بتقولي ايه؟! قصدك ان الق7نبلة اللي انفجرت هناك دي انفجر7ت في ابني !! 
قالتها فاطمة بصد@مة و هي تبكي... قالت رغد و هي تهدأها
* اكيد لا... آسر كويس... 
قال معاذ 
* انتي شوفتي آسر ؟ 
' لا مشوفتهوش... ياسين قالي انه كان هنا جوه المستشفى... 
• ابني !! 
قالها محمد بقلق و فقد توازنه لكن اسنده معاذ 
• فين آسر يا معاذ !! 


* لسه منعرفش حاجة عنه... اكيد آسر كويس... 
* رنا هم بيعطوا ليه ؟ ايه اللي حصل لعمو آسر ؟ 
نزلت رنا لمستواه و قالت 
' مفيش حاجة... عمو آسر كويس و هيجي دلوقتي... مينفعش انت تقعد في الشارع كده... تروح البيت تقعد مع الدادة شوية... هجيب عمو آسر معايا و اجيلك... 
اومأ لها... طلبت رنا من السائق ان يأخذ أخاها للقصر... ركب ياسين السيارة و ذهب... 
نظرت رنا للدچان الأسود المنتشر... وضعت يدها على قلبها و قالت في سرها 
' هترجع يا آسر انا متأكدة...

من الجانب الآخر... كان آسر مسط7حًا على الأرض... كتفه مجر7*وح بشكل بالغ و ينز*ف بشدة... كان يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليًا حتى لا يفقد وعيه بسرعة و صدره يعلو و يهبط... امسك كتفه بيده الثانية محاولاً الس7يطرة على دمه 


الذي يق7ع على الأرض... نظر بجانبه رأى جهاز اللاسلكي على بُعد مسافةٍ منه... ظل يزحف إليه لكن طاقته المتبقية استنزفت للاخر و فقد وعيه في الحال... 
وصلت عربات القوات المسـ،7ـلحة الى مكان الانفحار و معهم خالد... نزل خالد من السيارة و قال 
* آسر يطلع من هنا انتوا فاهمين ؟! و اطفوا النا7ر دي... 
اومأوا له و اطفأوا النار و بدأوا بالبحث عنه... 
* روحت فين يا آسر بس... قولتلك اوعى تتهور... برضو عملت اللي في دماغك... 
بعد ساعة من البحث... جاء أحد من الجنود و قال 
• خالد باشا... لقينا آسر وراء السور... فاقد وعيه و مجر*وح في كتفه... 
* هاتوا الاسعاف بسرعة !! 
اومأ له و بعد دقائق جاءت الاسعاف... وض7عوا آسر على السرير و اخذوه... تنهد خالد براحة... رن هاتفه و كان محمد... رد عليه و قال 
* متقلقش... الحمد لله لقينا آسر عايش... بس نقلناه على المستشفى لانه اتصا*ب... هبعتلك العنوان في رسالة...
اغلق خالد معه و أرسل له مكان المستشفى... 


* الحمد لله آسر عايش... 
قال ذلك محمد موجهًا كلامه إليهم... نظروا إليه بفرح ثم قال 
* اتنقل على المستشفى لانه اتجر*ح... يلا نروحله... 
اومأوا له و ذهبوا جميعًا...

في المستشفى.... 
وصلت سيارة الاسعاف... نقلوا آسر لداخل المستشفى... 
بعد دقائق وصل والدا آسر و معاذ و رغد و رنا... لكن لم يسمحوا لهم بالدخول للغرفة التي بها آسر... و بعد ساعة خرج الدكتور 
* يا دكتور... آسر كويس صح ؟ 
* اصيب بإصابة بالغة في كتفه و عنده ڪ.سر في ايده و نژف كتير... وقفنا النزېـف بس لازم نعوضه حتى بـ 50% من الڈم .. اللي فقده... هروح اشوف هل فصيلة ڈم .. موجودة في بنك الډم ولا لا... 
تركهم الطبيب و ذهب... جلس محمد على الكرسي و قال بحزن 
* ياريتها جات فيا ولا جات فيك انت... يارب قومه بالسلامة... 
بعد دقائق رجع الطبيب عليه و ملامح وجهه ليست جيدة... اقتربوا جميعًا منه و قال محمد 



* هاا يا دكتور... لقيت ډم بديل ؟  
* للأسف فصيلة دمه مش موجودة في بنك الډم... محتاجين متبرع ضروري... 
عاد الطبيب لغرفة العمليات... قالت فاطمة 
• هو آسر فصيلة دمه ايه ؟ 
ردت رغد و قالت 
* فصيلته A سالب... 
رد معاذ 
* للأسف انا A موجب... 
* و انا كمان... 
* اوووف حتى انا كمان A موجب... 
قال ذلك محمد بحزن... استقر الحزن عليهم جميعًا... من اين سيأتون بمتبرع في أقل وقت ممكن... قالت رنا 
' انا فصيلة ډمي A سالب... انا هتبرعله... 
نظروا إليها و قالت فاطمة 
* بجد يا رنا هتعملي كده ؟ 
اومأت لها ف عانقتها فاطمة و قالت 
* الحمد لله انك موجودة... والله مش هنسالك الجميل ده لطول عمري... 
' ده واجبي... في النهاية آسر جوزي... المهم عشان منضيعش وقت... اروح فين عشان اتبرع بالډم ؟ 
* انا اعرف... تعالي معايا يا رنا... 


قال ذلك معاذ... اومأت له و ذهبت خلفه... نزلوا للطابق الارضي... دخلت رنا الغرفة و جائت الممرضة
* بتعاني من اي مرض ؟ ضغط او سكر او الكبد... 
' لا... انا تمام... 
قامت الممرضة بسحب الډم منها ثم وضعت لازق طبي مكان الحُقنة... 
* ابقي كُلي فواكه و خضروات كتير عشان تعوضي الډم اللي اخدناه... 
' ماشي... 
قامت رنا و ذهبت مع معاذ... ركبوا الاسانسير... كانت رنا تنظر امامها و صامتة... قال معاذ 
* بتحبيه... 
' افندم ؟ 
* بتحبي آسر ؟ 
' ليه السؤال ؟ 
* شايفك قلقانة عليه... و دلوقتي اتبرعتي بدمك عشانه... 
' اي وحدة مكاني هتعمل كده... 
* مش اي وحدة تعمل كده غير لو بتحبه... بتحبه اوي كمان... 
' تقصد ايه يا معاذ ؟ 
* قصدي لو بدأتي تحبي آسر... ابعدي منه بسرعة... 
' ليه ؟ 
اقترب منها و همس في اذنها 
* عشان آسر مريض نفسي... هيخليكي مريضة زيه... 
' انت بتقول ايه ؟؟ 



* بقولك الحقيقة اللي كله مخبيها عنك... و عشان يبقى ضميري مرتاح قولتلك اهو... ابقي خلي بالك على نفسك... 
فُتح باب الاسانسير... خرج معاذ... ظلت رنا واقفة في مكانها تستوعب ما قاله لها الآن... 
* فين رنا ؟ 
قالت ذلك رغد بتساؤل... قبل ان يرد معاذ جاءت رنا 
' انا هنا... 
إلتفت لها رنا و عانقها 
* شكرا جدا ليكي... آسر هيبقى كويس بفضلك انتي... 
ابتسمت لها رنا و جلسوا... ذهب معاذ و بعد دقائق جاء و معه سندويتشات و عصائر... مرر ل رنا سنداويتش... نظرت بريبة و اخذته منه و بدأت في أكله... رن هاتفها و كانت الدادة وفاء... ردت عليها و قالت 
' في حاجة يا دادة ؟ ياسين حصله حاجة ؟ 
* لا ياسين كويس... هو طلب مني اتصل عليكي... قلنان عليكي انتي و أستاذ آسر... خديه كلميه... 
' نعم يا ياسين يا حبيبي ؟ 
* في الأخبار على التليفزيون بيقولوا انهم لقيوا عمو آسر مجرو*ح... صح الكلام ده يا رنا ؟ 
' اه صح... بس هو كويس دلوقتي... 


* بجد ؟ طب اديه التليفون عشان اكلمه... 
' لا مينفعش... 
* ليه ؟ 
' هو نايم دلوقتي... لما يصحى هخليه يكلمك... المهم انت خلي بالك على نفسك و كُل كويس... 
* حاضر... 
' يلا سلام يا روحي... 
اغلقت رنا الهاتف... جاءت ريناد و قالت بقلق 
* آسر كويس ؟ 
* اهدي يا ريناد... آسر كويس بس هو في العناية و ممنوع حد يدخله... 
* المهم انه كويس... الحمد لله... 
جلست ريناد بجانب رنا... قالت رنا 
' تاخدي سنداويتش ؟ 
نظرت لها ريناد بإستغراب 
* ماشي... 
اعطتها رنا سنداويتش... نظر معاذ ل رنا و قال في سره بسخرية
* طيبة بزيادة... صديق اليوم سيتحول إلى عدو غدًا...

تاني يوم.... 
خرج آسر من العناية و تم نقله إلى احد الغرف في المستشفى... 
* صحته اتحسنت عن امبارح بكتير خصوصًا بعد تعويضه بالډم اللي فقده... ساعتين بالكتير و هيفوق... 
* تمام... شكرا يا دكتور... 
خرج الطبيب... جلست فاطمة بجانبه... نزلت دموعها عندما رأته هكذا... رأسه مرپوطة بقماش طبي و كذلك يده... قَب7لت جبينه و لمست على خده 



* الف سلامة عليك يا حبيبي... ربنا ياخد اللي عمل كده... الحمد لله ربنا سترها... 
* الحمد لله... 
كانت ريناد عيناها على رنا... تنظر لملابسها المحتشمة ثم تنظر لنفسها و قالت في سرها 
* هو آسر بيحبها عشان بتلبس واسع ؟ ولا بيحبها عشان شكلها حلو و مش بتحط ميكب ؟ ولا عشان مش بتعمل مشاكل مع حد و هادية... مسمعتش انهم اتخان7قوا قبل كده... ده معناه ان هي مريحاه و بتسمع كلامه... عشان كده بيحبها... يعني مستحيل يحبني...

بعد مرور 3 ساعات... رجع آسر لوعيه... تحرك بأ*لم و فتح عينيه... وجدهم هم ال 6 ملفتين حول السرير ينظرون إليه
" بسمھ الله الرحمن الرحيم... انا بتحاسب ولا ايه... 
ضحكوا جميعًا... حاول آسر في النهوض... وضعت رغد المخدة خلفه و اسند ضهره عليها... 
• اخيرا صحيت... 
اقتربت لتعا7نقه لكنه قال 
" متقربيش... 
وقفت و تغلغت الدموع في عيناها و قالت 
• آسر... انا خوفت عليك بجد... 
لم ينظر لها و ظل صامتًا... قال محمد 


* قلبنا اتقطع من الخۏف عليك... ارجوك متتعاملش معانا كده 
لم يرد عليه و وق7عت عيناه على معاذ...
" كمان ليك عين تيجي هنا !! امشي اطلع بره... 
قالها آسر بإنفعال عليه 
* انا غلطان لاني خوفت عليك و... 
طُرق الباب و دخل الطيب هو و الممرضة... صمت معاذ و نظر لآسر پغضب... ركبت الممرضة محلولاً جديدا لآسر... 
* حاسس بأي أل7م في ايدك... كتفك... 
" لا انا كويس... بس رأسي مصد7عة شوية... 
* شكلك اتخبطت فيها جامد... على العموم متقلقش... تاخد حباية صد7اع و هيروح... و تاخد كمان الأدوية اللي هكتبها... بعد اسبوعين تغير جبس ايدك... هو ك.ـسر بسيط بس لازم يتجبس برضو... رأسك مجر*وحة من وراء كمان... القماش الطبي اللي على رأسك يتغير كل يوم بالليل...
" تمام... 
* سمعت انك ضابط في المنظمة الوطنية... 
" ايوة صح... انا شغال هناك... 
* نشكرك للتضحية اللي قدمتها عشان تنقذ الاطفال اللي كانوا هيمو*توا من وراء القڼبلھ دي... بس للأسف لازم ترتاح في البيت كويس... فبلاش شغل خاالص الأيام دي... خد إجازة... 



" ماشي هشوف... 
* اهي ورقة بكل الأدوية اللي هتحتاجها... ( وضع الورقة على الطاولة ) خلي بالك على نفسك... 
" شكرا يا دكتور... 
خرج الطبيب هو و الممرضة... امسكت رنا الورقة التي مكتوب فيها الأدوية و خرجت لتشتريهم... تفادى آسر نظرات اهله له... نظر للجانب الآخر و قال 
" اخرجوا بره كلكم... ما عدا رغد... 
تفاجئوا من كلامه... خرج معاذ و هو يلعن آسر في سره و تبعته ريناد... 
" قولت اخرجوا انتوا كمان... 
* ليه ؟ 
" مش عايز اشوفكم... وصلت ولا اوضح أكتر ؟
كان محمد سيرد لكن فاطمة امسكت يده و أشارت له بعيناها ان يخرجوا كمان يقول... خرجوا... جلست رغد بجانب آسر و ظلت تنظر له 
" لو سمحتي متتكلميش معايا في حوارهم و تقوليلي ليه طلبت منهم يخرجوا... 
* مكنتش هتكلم في كده اصلا... مبحبش اضغط عليك... المهم انت كويس ؟ 
" اه تمام... 
* عايزة اقولك حاجة مهمة اوي... 
" قولي... 
* رنا مراتك... 
" مالها ؟ 
* بتعشقك... 
" اممم... مش انا قولتلك امبارح بطلي تتفرجي على مسلسلات ؟ 

انا بتكلم بجد... اصل انت مشوفتهاش بدري... كانت هتق7طع نفسها من العياط عليك... ده حتى كمان اتبرعتلك بجزء من دمها لانك نزفت كتير... 
تعجب كثيرا مما سمعه منها... 
" انتي بتقولي الحقيقة ؟ 
* اها... حتى اهي جريت تجبلك الأدوية... 
نظر لها لوهلة و صمت... أشارت رغد بيدها لعر7وق آسر 
* كده دمها بيجري جواك... يعني هي تبقى مراتك و شريكة حياتك كمان بقا بينكم صلة ډم... حاجة آخر كريتيڤ... 
ابتسم آسر ابتسامة خفيفة... نظر ل رغد و قال 
" هي فين ؟ 
* مين ؟ 
" مراتي... قصدي رنا... رنا فين ؟ 
ابتسمت رغد و قالت 
* نزلت للصيدلية تشتري أدويتك... كام دقيقة كده و هتيجي... 
طُرق الباب ف قالت رغد
* عدت الدقايق... اهي جات... 
فتحت رغد الباب... دخلت رنا وضعت كيس الأدوية على الطاولة... قالت رغد 
* يلهوي يا بطني... 
' مالك ؟ 
* مش عارفة يا رنا... شكلي كده تقلت جامد في الفطار... هروح الحمام... 



' ماشي روحي... لو احتجتي حاجة اتصلي عليا... 
* ماشي يا سكر... 
اغلقت رغد الباب... بقيا هم الاثنان بمفردهم في الغرفة... آسر نظر الى الى رنا الجالسة على الاريكة و تقرأ التعليمات المكتوبة على كل دواء... 
" احم... عايز اشرب... 
اومأت له و فتحت الثلاجة الصغيرة التي بالغرفة... فتحت زجاجة المياه و ملأت له الكوب... اخذه منه و شرب... 
" شكرا... 
' العفو... جعان ؟ اجبلك تاكل ؟ 
" مفيش مشكلة... 
اومأت له و خرجت و بعد دقائق عادت و معها طبق شوربة خضار... 
' مش بتاكل ليه ؟ مش بتحب شوربة الخضار ؟ 
" لا بالعكس بحبها جدا... بس ايدي مكـ.ـسورة و متجبسة زي ما انتي شايفة... 
' و ايدك التانية ؟ 
" وجعا*ني شوية... 
' وجعا*ك ؟! هروح انادي على الدكتور... 
" لا استني بس... و*جع بسيط... مش مهم يعني بس مش هقدر أكل بيها... 
نظرت له لوهلة و تسائلت... هل يقول تلك الحجج حتى تطعمه بنفسها ؟


سحب كُرسي و جلست عليه... اخذت معلقة من الشوربة و مررتها له... اكلها من يدها و هو ينظر ل عيناها و هي احست بالحرج و تفادت نظراته... ظلت تطعه حتى انهى الطبق... اخذت منديل و مسحت به فمه و عيناه لا تنزل من عليها... 
" الدكتور مقالش هخرج امتى ؟ 
' قال هتقعد يومين هنا... 
" يومين ايه... انا بتخنق من جو المستشفيات ده... انا عايز اخرج من هنا
' بس انت لسه تعبان... 
" ما كده كده هقعد في البيت... معلش خليه يكتبلي على خروج... انا كويس و هبقى كويس اكتر لما اخرج اشم هواء.. 
اومأت له و ذهبت للطبيب... و وافق على خروجه

في القصر ليلاً...... 
* كويس انك قولتلي انك في البيت... كنت هروح على المستشفى... الف سلامة عليك يا وحش... 
" الله يسلمك يا خالد... في حد اتضرر غيري ؟ 
* لا... 
" الحمد لله... 
* لولا انك تعبان و لسه خارج من المستشفى كنت هتخانق معاك... 
" ليه ؟ 
* مش تستنى أمر مني ؟ ازاي تاخد القن7بلة و ته7رب بيها ؟ 



" عايزني اعمل ايه ؟ 
* كنت هجيب خبير مفرقعات تاني... 
" و لما يوصل تكون القڼبلھ انفجر*ت فيا و في المستشفى كلها... 
* و المهندس وائل ازاي معرفش يفكها ؟ 
" وائل ده فِستك... لسه جاي يكتشف ان في قڼابل عداد الوقت بتاعها من بيوقف غير بالريمورت بتاعها... اخدت القڼبلھ و جريت بره المستشفى... لحسن الحظ ان المنطقة اللي وصلتلها كان معظمها طرق بس و مفيش ناس ولا مباني... سيبتها هناك و انفجرت... طلعت القڼبلھ دي قوية بشكل... كنت على بعد 20 متر منها و حصل فيا كده... ما بالك لو قدر الله انفجر*ت في المستشفى اللي كلها متقفلة و إزاز و اجهزة كهربائية... الحمد لله سُترت و الاطفال بخير... و انا كلها اسبوع و هقوم زي القرد عادي... 
* آسر انت كل مرة بتثبتلي اد انت واحد شجاع و شهم ( وضع يده على كتفه و اكمل ) انا فخور بيك... 
ابتسم له آسر بسرور... طُرق الباب... دخلت رنا و معها مشاريب الضيافة... وضعتها على الطاولة و ذهبت... 


* تعرف يا آسر... انت محظوظ بمراتك دي... 
" ما تلم نفسك يا خالد !! في ايه مالك ؟ 
قالها آسر بإنفعال عليه... ضحك خالد و قال 
* مقصدش حاجة غلط... ما انا متجوز و مخلف كمان... قصدي يعني ان مراتك شجاعة زيك... عملت المستحيل عشان تدخل تاخد اخوها... مهتمش لكوم الجنود اللي واقفين ولا اهتمت بوجودي... و دخلت اخدت اخوها... 
" عشان بتحبه و متعلقة بيه... 
* خايفة ترجع اخوها المستشفى... خايفة ان الحوار ده ممكن يتكرر تاني... 
" لازم نعرف مين الك*لب اللي دخل المستشفى و حط القڼبلھ دي... 
* حطيت حراسة مشددة قدام المستشفى دي و مستشفيات الاطفال اللي في نفس الخط... حتى الأطفال مش سايبنهم في حالهم... ربنا يحر*قهم... 
" يارب... 
* يلا انا همشي... هجيلك تاني... 
" تنور في اي وقت... 
ابتسم و ذهب... جاءت رنا و اغلقت باب الغرفة... اعطت آسر ادويته... 
" ياسين كويس ؟ 
' اه كويس... الحمد لله... 



" طيب انتي عارفة ان ياسين عنده جلسات... يعني مينفعش يقعد هنا... 
' بس انا خايفة عليه... 
" اممم... طب بصي هشوف لو ينفع يروح على معاد الجلسات بس يبقى خليه قاعد هنا و معاكي... 
' بجد هتعمل كده ؟ 
" اه... ياسين خلاص بقا صاحبي... 
ابتسمت رنا و نهضت لتذهب... امسك يدها و قال 
" رايحة فين ؟ 
' هروح انيمه... 
" تنيميه و تيجي تاني... 
تعجبت رنا من كلامه و تسأل نفسها... لماذا كلامه اصبح غريبًا بهذا الشكل ؟ نظرت ليده المُمسكة بيدها ف لاحظ و تركها... ذهبت لياسين... قال آسر بضجر 
" من الصبح مش عارف اتكلم معاكي كلمتين على بعض... بعدين دي كذابة... بتتحجج بياسين عشان تھرب مني... بس ماااشي... مش نايم غير لما نتكلم...

الساعة 1 ليلاً.... 
فتحت رنا باب الغرفة و رأت آسر ثم قالت في سرها 
' يوووه ده لسه صاحي زي البومة اهو... انا اتأخرت قصدًا عشان لما اجي يكون نايم... 
وجدت آسر اخذ وسادة و وضعها على الاريكة و سينام... جاءت بسرعة و اخذت الوسادة 


" في ايه ؟ 
' انت هتنام على الكنبة ؟ 
" ايوة... 
' لا مينفعش... انت تعبان و لسه خارج من المستشفى... نام انت على السرير و انا هنام على الكنبة... 
" مش هتعرفي تنامي عليها... 
' لا هعرف... يلا روح انت نام على السرير... 
نظر لها لوهلة ف قالت 
' انت لسه هتبصلي ؟ روح نام يا حضرة الضابط... 
ابتسم و اومأ لها... ذهب للسرير و استلقى عليه لكنه نهض مجددا... 
' في حاجة مضيقاك ؟ 
" التيشيرت ده مضايقني اوي... 
و بيد واحد حاول خلعه لكنه لم يستطيع... اقتربت منه رنا و قالت 
' خليني اساعدك... 
اومأ لها و ساعدته في خلعه... ثم إلتفت و دخلت الحمام... تنهد آسر و قال 
" بتھرب ي مني ليييه... هعُضك يعني... اوووف انا زهقت... 
بعد دقائق خرجت بعد ان لبست ملابس النوم... فتحت الدولاب و وضعت فيه الملابس التي بدلتها... اغلقت الدولاب و إلتفتت... وجدت آسر خلفها 
' محتاج حاجة اجبهالك ؟ 



" انتي بتهر7بي مني ليه ؟ 
' اهرب ؟!! مش فاهمة... 
" من الصبح بحاول اتكلم معاكي... مرة حد يدخل علينا و مرة انتي تمشي... 
' عايز تتكلم في ايه ؟ 
اقترب منها و قال 
" صحيح اللي سمعته ده ؟ 
' اللي هو ايه ؟ 
" انك ادتيني من دمك عشان اعيش... 
' ايوة 
" عملتي ليه كده ؟ 
' الدكتور ملقيش فصيلتك في بنك الډم... ف كنا هندور على متبرع من بره... لما عرف فصيلتك من رغد لقيتها نفس فصيلتي... لسه يعني هنشوف من بره و ناخد وقت 
" ايوة برضو عملتي كده ليه ؟ 
' مش فاهمة قصدك... 
" يعني بالرغم اني ساعتها قولتلك اني بكر*هك في وشك... بالرغم من كل الكلام الوحش اللي قولته ليكي... ساعدتيني برضو... ليه ؟ 
' عشان انت كنت هتضحي بنفسك عشان ياسين و عشان بقية الأطفال يعيشوا... طالما ياسين بخير يرجع الفضل ل ربنا ثم ليك انت... ف حوار ان اديك من ډمي دي اقل حاجة اعملها قصاد اللي عملته امبارح... 


انهت كلامها عانقها في الحال... تفاجئت رنا و بدأت تتوتر... مس7د على شعرها برفق و قال 
" اشكرك... 
ظلت يداها مكانها... لم تبادله العناق... لاحظ آسر ذلك ف ابتعد و قال 
" تصبحي على خير... 
' و انت من أهله... 
استلقى آسر على السرير و نام... استلقت رنا على الكنبة و لكن لم تستطع ان تنام... ظلت تتقلب على الجمب اليمين مرة و الشمال مرة... حتى استقرت ان تنام على ظهرها... 
' يلهوي ايه الكنبة دي... ازاي بينام عليها ؟ ده انا طلعت ظلماه و اخدت السرير كله لوحدي من اول ما اتجوزته... ازاي بينام عليها دي... 
قالت ذلك في سرها ثم نظرت إليه وجدته نائم... تذكرت عناقه لها و ابتسمت تلقائيا... اختفت ابتسامتها و قالت 
' مااا خلاص يا رنا متسرحيش كده... مهما عمل... الاتراك احلى برضو... 
" سمعتك... 



اتسعت عيناها من الصد@مة... كيف سمعها... أدركت انها لم تكن تتكلم في سرها... وضعت يدها على فمها و قالت في نفسها 
' يا وقعتي السو*دة ده سمعني !! 
إلتفت لها آسر و نظر لها بحدة و هو رافع حاجبه... تقلبت على الجانب الآخر و اعطته ظهرها... ضحك آسر على خجلها ذاك... بعد دقائق ناما 
مرت ساعات... استيقظت رنا على صوت سُعال آسر... نهضت و اقتربت منه... جلست جانبه... كان نائمًا و وجهه متعرق... وضعت يدها على جبهته لتعرف حرارته... تفاجئت عندما وجدت حرارته عالية و جسده كله ساخن... 
قلقت جدا عليه و اخذت حبة من الشريط... 
' آسر قوم اشرب دي هتنزل حرارتك... 
عدلت رأسه و جعلته يشربها... كان في حالة الوعي و اللاوعي...
' ايه اللي حصلك بس... ما انت كنت كويس من شوية... ايه اللي حصل... طب اتصل على دكتور ؟ بس الوقت متأخر... هيجي ازاي... 

 

لم تعرف رنا كيف تتصرف... تذكرت انها عندما ارتفعت حرارتها... امها عملت لها كمادات... خرجت و بعد دقائق أتت بحلة ماء باردة و فوطة... جلست بجانبه و وضعت الفوطة في المياه ثم وضعتها على جبهته... ظلت تفعل هذا كثيرا لكن لم يتغير شيء و هذا جعلها تبكي...  فتح آسر عينيه بتعب... وضع يده على وجنتها و قال و هو ينظر لعيناها
" عيونك حلوة اوي... 
ابتسمت وسط دموعها... ظل ينظر إليها و يتأملها حتى اغلقت عيناه و غَض في نومٍ عميق... ظلت جانبه تُحاول في إنزال حرارته بالكمادات و سهرت جانبه طوال الليل

تاني يوم صباحًا....... 
فتح آسر عينيه بتثاقل... وجد فوطة على جبهته... نظر بجانبه تفاجىء عندما وجد رنا نائمة بجانبه... رأسها على كتفه و مُمسكة بيده... ظل ينظر إليها و يسأل نفسه  ماذا حدث ليلة أمس و كيف نامت بجانبه... ارتسمت الابتسامة على شفتاه تلقائيًا و شد الغطاء عليها حتى لا تبرد و ظل يراقبها... بعد ساعة بدأت رنا بفتح عيناها... اتسعت عيناها عندما وجدت نفسها نائمة بجانبه و قريبة منه و هو مستيقظ... ابتسم لها و قال
" نمتي كويس ؟ 


لم ترد عليه و نهضت دخلت الحمام و اغلقت الباب... سمع آسر صوت المفتاح و هي تغلق به الباب... ضحك و قال 
" هو انتي لقيتي حد غريب نايم جمبك ؟ ما انا جوزك يا ختي !

في الشركة... كان معاذ جالسًا على مكتبه و يلعب على هاتفه... دخلت ريناد و قالت
• يا بني ارحمني... شيل شوية عني في شغل الشركة ده... 
* حاضر... اخلص الجيم دي و هشتغل... 
سحبت ريناد منه الهاتف و قالت بزعم 



• معاذ... على شغلك يلااا... 
* اوووف انا زهقت... مش عايز اشتغل... مش فاهم حاجة في شغل الشركة دي... بعدين مالك بتزعقي فيا ليه ؟
• عشان متعصبة منك... 
* مني ولا من آسر ؟ 
جلست على الكرسي و وضعت يدها تحت خدها و قالت ببکاء
• منه هو... مش عارفة اعمل موڤ اون... شغال عقلي و قلبي و مش قادرة انساه... حتى خايفة مراته تخلف منه... في اللحظة دي هيحبها أكتر... 
* و انا قولتلك ده هيحصل طالما انتي قاعدة كده زي الجرجيرة ملكيش لازمة و لا بتعملي اي حاجة عشان يكون ليكي... 
• هعمل ايه يعني ؟ 
* بتثقي فيا ؟ 
• اكيد... 
* يبقى تعملي زي ما هقولك بالضبط...( مد يده و اكمل ) هاا قولتي ايه ؟ 
نظرت ليده ثم نظرت إليه... مسحت دموعها و صافحته بيدها 
• و انا موافقة !!

في القصر... كان آسر جالسًا مع ياسين... يعلمه الرسم 
* حلوة دي يا عمو آسر ؟ 
نظر إليها آسر و قال 
" اوباااا... ده انت بقيت بترسم احسن مني... 


* بجد عجبتك ؟ 
" جميلة زيك... 
ابتسم له ياسين... قال آسر 
" شايف الشجرة اللي هناك دي ؟ 
* ايوة... 
" عايز منك بقا ترسملي شبها... و انت و شطارتك بقا... خُد اهو اللون الأخضر... 
* حاضر... 
بدأ ياسين في الرسم... آسر ينظر إليه و سعيد من داخله... كيف احب ذلك الطفل و تعلق به بهذه الطريقة... امسك آسر مج النسكافيه و شرب منه... فُتحت بوابة القصر و دخل منها بوكس الشرطة... نزل منه خالد و بقية الفريق... نهض آسر و تقدم منهم... قال لهم 
" نورتوا يا شباب... جايين كلكم كده مرة وحدة تتطمنوا عليا ؟ كتر خيركم والله... مش عارف جمايلكم دي هردها ازاي... 
* لا يا آسر... الفريق مش جاي عشان يتطمن عليك... 
" يبقى جايين ليه يا خالد ؟ 
* جايين عشان يقبضوا عليك !! 
نظر له آسر بصد@مة ف خالد اكمل 
* انت مُتهم في قضية محاولة تفجير مستشفى سرطان الأطفال الغربية... 
وضع الكلبش في يده 
* هاتوه على البوكس يا شباب دا مجړم ولازم يتعاقب


 نورتوا يا شباب... جايين كلكم كده مرة وحدة تتطمنوا عليا ؟ كتر خيركم والله... مش عارف جمايلكم دي هردها ازاي... 
* لا يا آسر... الفريق مش جاي عشان يتطمن عليك... 
" يبقى جايين ليه يا خالد ؟ 
* جايين عشان نقبض عليك !! 
نظر له آسر بصد@مة ف خالد اكمل 
* انت مُتهم في قضية محاولة تفجير مستشفى سرطان الأطفال الغربية... 
وضع الكلبش في يده 
* هاتوه على البوكس يا شباب !!

تاني يوم... في منظمة الاستخبارات الوطنية... داخل غرفة التحقيق السوداء... 
آسر جالسًا على الكرسي و امامه الطاولة عليها جهاز كهربي حديث... أسلاكه موصلة على يده و اصابعه على الجهاز اللوحي... له شاشة تعطي إشارات... انه جهاز كشف الكذب... 
الغرفة مقسمة لجزأين... جزء به آسر بمفرده... و جزء يقف فيه محقيقين المنظمة... و يفصل بين جزأين الغرفة حائط زجاجي... 
فُتح الباب و دخل خالد و معه احد المحقيقين... اغلق الباب... جلس خالد في الكُرسي المقابل لآسر... و المحقق جلس على الجانب الآخر بجانب الجهاز... 
نظر خالد لآسر ببرود و قال 
* نبدأ التحقيق ؟ 
رفع آسر عينيه بإتجاه خالد و نظر له بحِدة و قال 
" نبدأ و ماله... 
* من يومين... الساعة 11 الصبح... كنت رايح بتعمل ايه مستشفى سرط1ان الأطفال الغربية ؟ 
" كنت بزور طفل هناك... ياسين أيمن محمد... اخو زوجتي... عنده 10 سنين... مريض سرطان و بيتعالج في المستشفى دي من 7 شهور... 


* بتزوره كتير ؟  
" لا... دي كانت المرة الرابعة ازوره فيها... شوفته مرتين لما نقلت تحاليله للمستشفى دي عشان تستقبل حالته و الدكاترة يتابعوا علاجه... شوفته مرة كمان من اسبوع لما زوجتي طلبت مني اجي معاها... المرة الرابعة روحتله وحدي... بدون علم من زوجتي... 
* روحتله ليه ؟ 
" أمور عائلية... يعني الطفل حَبني... ف روحتله اقعد معاه... 
نظر خالد للمحقق ف قال له 
• لحد الآن الجهاز ملقطش اي إشارة أنه بيكذب... 
* اممم ( فتح خالد اللاب توب و اكمل ) دي كل تسجيلات كل كاميرا في المستشفى... فرغنا الكاميرات و نقلنا التسجيلات كلها هنا...  
فتح خالد ڤيديو منهم و قال 
* هنا بالضبط... انت بتدخل من باب المستشفى الساعة 11:34 بالدقيقة و 25 ثانية... 
نظر آسر للڤيديو و قال 
" ايوة ده انا فعلا... 
* تمام ( فتح ڤيديو آخر و اكمل ) و ده انت برضو... 
نظر آسر للڤيديو و تفاجىء عندما وجد شخص نسخةً منه يدخل الحمام و يضع القُنبلة داخل الدرج... اغلق خالد الڤيديو و قال 
* دي بقا التُهمة المنسوبة إليك... بسبب تسجيل الكاميرا انت هنا في التحقيق... 
قال آسر بإنفعال و هو يقوم من الكرسي



" ده مش انا... والله مش انا... انا مدخلتش الحمام في الوقت ده اصلا... انا لما دخلت... فتحت الدرج لقيت القُنبلة... لكن مش انا اللي حطيتها في حمام المستشفى !! 
* اهدى يا آسر انت في التحقيق دلوقتي... 
" اهدى ازاي ؟! هااا قولي ازاي اهدى ؟ بتلبسني جر*يمة انا معملتهاش و تقولي اهدى !! انت اتجننت ولا ايه ؟ 
* آسر اخرس !! اللي قدامك ده رئيسك ولا انت نسيت ؟ 
نظر له آسر بضيق و جلس على الكرسي و يتنفس پغضب... نقل خالد على ڤيديو آخر و شغله أمامه 
* ده انت و في اوضة ياسين... 
" ايوة ده انا... و الڤيديو ده يثبتلك ان مش انا اللي حطيت القُنبلة... 
* للأسف لا... كمل الڤيديو كده... انت قومت اهو... خرجت من اوضته... دخلت الحمام حطيت القُنبلة في الدرج... مش مصدقني بُص للوقت بتاع كل الڤيديو... 
نظر آسر للڤيديو هذا و ذاك و لاحظ الوقت بينهم عادي... 
" طب فين ڤيديو لما دخلت الحمام اغسل ايدي لقيت القُنبلة و مسكت اللاسلكي بلغتك بكده ؟ 
* فحصت كل اللقطات الكاميرات ملقتش التسجيل ده... 
ضحك آسر بسخرية و قال 
" ازاي يعني ؟ 
* اللاب توب اهو... و دي كل تسجيلات كاميرات المراقبة... 
اخذ آسر اللاب و ظل يشاهد كل التسجيلات بنفسه... جُن جنونه عندما لم يجد تلك اللقطة التي تثبت انه من وجد القُنبلة صدفة ليس هو من وضعها... قفل اللاب بقوة و قال و هو يضحك 
" اللقطة لحظة ما دخلت و لقيت القُ1نبلة اتحذفت من التسجيلات !! يعني انا كده مجر*م ؟! 
* تسجيلات الكاميرات تُثبت ان دخلت في المستشفى عادي و زورت ياسين فعلا... بعد ما خرجت من اوضة ياسين و مشيت في الممر متوجه للحمام... القُنبلة اتحطت في نفس الدقيقة... الشخص اللي حطها في الدرج هو انت زي ما شوفت بعينك في تسجيل الكاميرا... 
" هو انت مصدق فعلا اني عملت كده ؟ 


* كصديقك طبعا مش مصدق... لكن كرئيسك مصدق طبعا لان الدليل اهو قدامي... 
" و انا من اول ما اشتغلت هنا لصالحك و صالح المنظمة دي... هل لاحظت عليا حاجة غلط ؟ 
* آسر... انا هنا رئيسك و بس... قبل كده قولتلك صداقتنا حاجة و شغلنا حاجة تانية خالص و لازم تفصل بينهم... اللي انا بعمله دلوقتي ده واجبي كرئيس للمنظمة دي وبس... يعني مفيش مشاعر صداقة هتدخل في القضية دي... 
" طيب ماشي... نفترض إني فعلا انا اللي حطيت القُنبلة... أكيد هبقى غبي لما اكون عارف ان في كاميرات في كل حتة و ادخل كده عادي احط القڼبلھ... و لو انا فعلا اللي عملت كده... هبلغك ليه بخصوص وجود القن1بلة دي ؟ ليه مسيبتهاش تنفجر في المستشفى طالما انا تبع الإر*هاب ؟ ليه طلعت القن1بلة من المستشفى بنفسي و كنت ھمـ،وت  بسببها !! 
* يمكن الخطة اتغيرت و اللي بيحركك قالك اتصرف و اخلص من القن1بلة بسرعة... فخلصت منها على شكل تض1حية عشان كلنا نسقفلك... 
" تسقفولي ؟! 
قالها آسر بتعجب مما يسمعه من صديق عمره... ابتسم ابتسامة مريرة ثم قال 
" طالما حضرتك شايف ان كل تضحياتي اللي قدمتها للمنظمة و الوطن مجرد تضيحات عشان الناس تسقفلي و ابان انا البطل... ( اكمل و هو ينظر داخل عينيه پغضب ) من اللحظة دي و من الدقيقة دي... اعتبر إن صداقتنا اختفت و  اترمت في الز1بالة... على رأيك... انت رئيسي وبس... 
* هو انت متعرفش اني كمان مبقتش رئيسك ؟ 



" مش فاهم ؟ 
* آسر... انت مطرود من المنظمة... 
نزلت تلك الجملة على آسر كالصاڠقة  ... احمرت عيناه من الغضپ و قال 
" طالما انا بقيت خا*ين في نظرك انت و الفريق... اقتـ.ـلوني و اقعـ.ـطوا رأسي... لكن متعاملونيش كأني خا*ين و تحققوا معايا كأني مجر*م بجد و كلكم عارفين اني مش كده !! 
* فكوا الاسلاك عن ايده... التحقيق انتهى... خدوه على الحجز... 
قالها خالد و هو ينظر ل آسر بحِدة... فكوا الاسلاك من يده... نظر آسر لخالد پغضب ممزوج بحزن... ثم نظر للجندي و هو يضع الكلبش في يده و ابتسم ساخرًا من نفسه لان تضحيته هذه انقلبت عليه... 
اخذ الجندي آسر الى الحجز... جلس خالد على الكرسي... وضع رأسه بين يديه حزينًا على صديقه بسبب الورطة التي وقع فيها... جاء احد اڠضاء   الفريق اسمه ( أمجد ) 
• خالد باشا... انا متأكد ان آسر برئ 
* كلنا متأكدين أنه برئ... بس كل حاجة ضده... ولاد الك*لب خططوا لكل ده... كانوا عارفين ان آسر في اليوم ده خرج من بيته على المستشفى... راقبوا كل تحركاته و ظبطوها عليه اكتر بالشخص اللي شبه ده... نفس اللبس و المشية و الكتاف... حتى نفس الوش... انا هتجنن ازاي عملوا كده ؟ 
• حطوا آسر في دماغهم و لبسوه التُهمة دي عشان يخلصوا منه... 
* في لقطة ناقصة فعلا من تسجيلات الكاميرات... ده معناه انهم وصلوا لاوضة المراقبة و لعبوا باللقطات... اكيد في حد من جوه المستشفى ساعد اللي عمل كده... انا اللي هيجنني أكتر الشخص اللي شبه آسر ده دخل ازاي من باب المستشفى ؟ اللقطات مفيهاش غير لحظة دخول آسر المستشفى لما راح لياسين... هو بقا دخل ازاي ؟ 
• يمكن دخل من الباب الخلفي ؟ 
* شوف لقطات الكاميرات عند الباب الخلفي... برضو مجبتهوش... لازم نعرف مين عمل كده قبل ما التُمهة تثبت عليه اكتر و يترحل للنيابة... في اللحظة دي هيبقى فات الآوان... أمجد... خُد الفريق

 و مهندس البرمجة و اطلعوا على المستشفى تاني... كل الناس اللي كانت موجودة في اليوم ده عايزاها هنا ناخد بشهادتها... و راجعوا تاني لقطات الكاميرات و شوفوا هل في لقطات محذوفة ولا لا... 
• عُلم و يُنفذ يا خالد باشا...

آسر يمشي مع الجندي في ممر المنظمة... كان آسر ينظر لكل ركن في المنظمة و يتذكر ذكرياته هنا مع صديقه خالد و فريقه... الآن لقد طُرد من هنا و لم يصبح معهم... بل أصبح خا*ئنا لوطنه أيضًا... خرج آسر من المنظمة... وجه عائلته ينتظرونه أمام الباب... 
• انتوا واخدينه فين ؟ سيبوا ابني برئ و معملش حاجة... 
قالت ذلك فاطمة عندما وجدت يدها ابنها مُكلبشه... قال محمد 
* مش هسيبك يا آسر... هجبلك احسن محامي يخرجك... 
" مش كنت عايزني اسيب شُغلي يا محمد ؟ افرح بقا سيبته اهو... انا اطردت و مطرود كمان بتُهمة هتلف على رقبتي حبل المشـ.ـنقة... ياريت تكون مبسوط كفاية ( نظر لمعاذ و اكمل ) و انت كمان يا معاذ انبسط... مفيش داعي تهددني بعد كده بأني ابن حر*ام... انا اطردت و كلها شهور و هتعد*م !! 
نظر له معاذ بحزن و أدرك ان كلامه مازال مؤثر فيه و لم ينساه... ركب آسر البوكس و ذهب... وصلت رنا متأخرة هي و رغد و لم تستطع ان ان تراه و حزنت كثيرا... 
وُضع آسر في الزنزانة بمفرده و اُقفل عليه... جلس آسر على المسطبة... نزع حذائه و تسطح... نظر للسقف لوقتٍ طويل ثم سقطت دمعة من عيناه و قال 



" ابن ز*نا... ابن فشل ان يكون له أهل بيحبوه... زوج فاشل... صديق فاشل... ضابط فاشل... و خا*ين لوطنه كمان... يحصل ايه تاني أكتر من كده يثبتلك يا آسر ان وجودك في الحياة دي غلط ؟ بعد كل القر*ف اللي عشيته... بقيت خا*ين كمان... طب اعمل ايه ؟ انتـ.ـحر يعني ؟ ( ضحك و اكمل ) طب والله فكرة... اهو احسن من اني اتعد*م قدام زمايلي لأني خا*ين... 
مسح دموعه و اغمض عينيه محاولاً النوم و تمنى لنفسه بأن لا يستيقظ مجددا... 
جاء الجندي و قال 
* آسر... 
" يوووه آسر آسر انا زهقت... هو كمان النوم في ام الحجز ده بقا ممنوع !! 
* امسك الظرف ده وصلك... 
اعتدل آسر و اخذ الظرف و نظر إليه 
" مين ادهولك ؟ 
* بتاع البريد... 
" اه تمام... 
ذهب الجندي... نظر آسر للظرف و تسائل من أرسله ؟ فتحه و قرأ المكتوب
" احنا لسه في الجولة الأولى... اتقل... اللي جاي اصعب... مع تحيات فادي النمر "
غضپ آسر و قطڠ الورقة و ألقاها على الأرض 
" يعني انت اللي عملتلي الكمين ده يا فادي ؟ قسمًا بالله لوريك و هقطـ.ـعلك رقبتك مش ايدك بس !!

* رنا ؟ 
' نعم يا ياسين ؟ 
* هو قال ان اللي جم امباح دول مش صحاب عمو آسر و اخدوه للسجن ؟ 
' لا دول صحابه... 
* اخدوه فين ؟ 
' راحوا مشوار كده و هيرجعوه تاني... 
* طب هو هيطول ؟ 
' معرفش والله يا ياسين... المهم كمل طبقك انت... 
* مليش نفس... عايز عمو آسر ياكل معايا... 


' متقلقش عمو آسر هيجي تاني... على فكرة لو جه و لقيك مش راضي تاكل هيزعل منك... 
* بجد ؟ 
' ايوة بجد... و هيزعل اوي كمان... 
* لا خالص هاتي اكمل اكلي... 
امسك ياسين الملعقة و اكمل طبقه... ربتت رنا على ضهره و ابتسمت له... رن جرس الباب و فتحت الدادة وفاء 
• اتفضل يا خالد باشا... تشرب ايه ؟ 
* مش جاي اشرب... مرات آسر موجودة ؟ 
• اه موجودة... اتفضل حضرتك... 
تبعها الى الغرفة التي بها رنا و ياسين... مجرد ما رأته رنا شعرت بالضيق... 
* ازيك يا مدام رنا ؟ 
' تمام... 
* ممكن اتكلم مع ياسين شوية ؟ 
' لا مش ممكن... مش كفاية اخدت آسر... ابعد عن ياسين 
* مالك خو1فتي ليه ؟ بعدين انا هعمل ايه ل ياسين ده طفل... عايز اتكلم معاه كلمتين كده مش أكتر... 
' ليه ؟ 
* هتعرفي... ابتعدت من جانب أخاها... جس خالد على رقبته و قال له 
* ازيك يا ياسين ؟ 
* انا تمام يا عمو... انت اللي جيت اخدت آسر من هنا امبارح ؟ 



* ايوة أنا... 
* اخدته فين ؟ انا عايزه... عمو آسر وعدني أنه هيشتريلي كورة حقيقية و ألعب انا و هو في الجنينة... انت اخدته من امبارح كفاية كده و رجعهولي... 
تعجب خالد من حُب ذلك الطفل و تعلقه بآسر... 
* عايز اسألك كام سؤال كده على عمو آسر... ممكن ؟ 
* اه ممكن... 
* من يومين كده آسر جالك المستشفى صح ؟ 
* ايوة... 
* و لما جالك... عملتوا ايه ؟ 
* قعد يحكي معايا زي كل مرة و كان بياخد رأيي عشان يشتري هدية ل رنا... 
تفاجئت رنا... هل آسر زاره في ذلك اليوم لأجل هذا ؟ 
* و بعد كده عملتوا ايه ؟ 
* قولتله على الهدية ف قالي فكرة حلوة هغسل ايدي و اجي افطر معاك... بعدها ما جاش تاني... سمعت انه في المستشفى بعدها خرج و جه هنا... 
* امم... طيب متعرفش ال.... 
' اظن كفاية أسئلة لحد كده... لو تفتكر يعني إن ياسين طفل و حالته الصحية مش كويسة... 
قالت رنا ذلك و هي تقاطع كلامه... نظر لها خالد و نهض 
* اشكرك يا ياسين... 
* ابقا هاتلي عمو آسر... 
اومأ له... ذهب و رنا ذهبت ورائه توصله للباب... قالت رنا 
' آسر هيخرج امتى ؟ 
إلتفت لها و قال 
* معرفش... 
' حضرة الضابط... آسر معملش حاجة و مش هو سبب وجود القڼبلھ... اظن ده صديقك و هو يعرفك قبلي... المفروض تكون عارفه أكتر مني... 


* عارف إنه برئ بس كل الأدلة ضده... بعدين صداقتي بيه حاجة و شغلي حاجة مينفعش اخلط بينهم... انا بعمل شغلي مش أكتر... 
' تمام كده... طالما الشغل حاجة و الصداقة حاجة... خلي آسر يتعد*م احسن... 
* مدام رنا... عارف انك مش طيقاني... بس صدقيني... كل الأمور مش بإرادتي أنا... انا بنفذ اللي بيطلبه شغلي مني و بس... 
' و طردك له من المنظمة... ده شغل برضو ؟ 
* كان لازم اعمل كده... 
' اللي لازم تعمله هو تدور على المجر*م الحقيقي... مش ترمي آسر في السجن و تطرده من المنظمة و تتعامل معاه كأنه خا*ين... و صداقتك له مكنش ليها لازمة من الاول طالما انت أول واحد وقفت ضده... انا فعلا طول حياتي معرفتش اعمل صديقه ليا... بس بعد اللي عملته في آسر ده عرفت اد ايه آسر غبي لانه معرفش يختار صديقه كويس... 
نظر لها پغضب و ثم إلتفت و ذهب... لم يرد عليها احترمًا لآسر لكنه غضپ حقًا لانها تُشكك بصداقته بآسر...

جاءت ريناد القصر... توجهت لغرفة معاذ... فتحت الباب بدون ان تطرق عليه 
* الآه ؟! ايه الدَخلة دي ؟
نظرت له پغضب... اغلقت الباب عليهم و قالت 



• قولي يا معاذ... 
* نعم يا قمر... 
• انت اللي وقعت آسر في القضية دي ؟  
* انا ؟ اخس عليكي ازاي تقولي كده... 
• رُد يا معاذ على سؤالي !! 
* طب اهدي بس... 
• اهدى ازاي و آسر في السجن و مُتهم في قضية كبيرة زي دي !! 
* مكنتش اعرف انه عزيز عليكي للدرجة دي... 
• معاذ متعصبنيش... انا شاكة فيك... انت اللي قولت هنخلي آسر و رنا يبعدوا عن بعض... انت اللي عملتها يا معاذ !! 
* انا ؟ مهما كان آسر اخويا... بعدين انا قولتلك هخلي آسر يبقى ليكي عن طريق رنا... هستفيد انا ايه لما ادخل آسر السجن ؟ 
• معرفش... بس انا متأكدة إن انت ليك يد في اللي حصل لآسر ده !! 
* يا بنتي اقسم بالله ما ليا اي دخل في الحوار ده... انا اتفاجئت زيي زيك كده... 
• انت بتقول الحقيقة ؟ 
* اه والله... 
• ماشي... على العموم اعتبر اللي اتفقنا عليه اتلغى... مش هعمل حاجة ل رنا و آسر... كفاية كسر*تها عليه و هو في السجن... لو حاولت تعمل اي حاجة هتلاقيني انا في وشك و همنعك... مفهوم ؟! 
* ايه ده ؟! ريناد دي انتي ولا وحدة تانية ؟ 
• ابعد عن وشي... 
قالتها ثم ذهبت... ضحك معاذ و قال 
* والله اللي لبسه القضية ده جدع... وفر عليا حاجات كتير كنت هعملها... ارجع انا بقا اكمل الجيم...

كانت فاطمة جالسة في الصالون مع محمد و الحزن بادي على وجوههم... 
• يعني ايه آسر هيفضل مسجون على كده ؟ 
* مش عارف... ادينا اهو مستنيين نعرف اي جديد في القض1ية... ياما قولتله ابعد عن الشغل ده... اتقلب على دماغه في الآخر... 
• مش راضي يقابل حد فينا... نفسي احض1نه و اشبع من ريحته... 
* بعد ايه ؟ احنا اللي وصلنا نفسنا لهنا... بعترف انا فعلا فرقت بينه و بين اخواته و هو صغير... كنت بحضنهم هم و هو لا... كنت بضر*به هو و اخواته لا... عمري ما لعبت معاه... مكنتش بطيق اقعد جمبه حتى... كنا موجودين بس هو كان وحيد... احنا جايين دلوقتي بعد ما كِبر و بقا مش محتاج لحد احنا بقينا محتاجينه... نافر مننا... مش طايقنا... بس عنده حق في كده... كان بإيدنا نخليه يحبنا احنا اكتر من اي حد بس معملناش كده و كرهناه لأنه سبب إجبار ابويا ليا اني اتجوزك... روحت عملت انا نفس الغلطة و جوزته ڠصب عنه... اقول ايه ولا ايه... انا مستاهلش ابقا أب اصلا... 
• لو عايز تطلقني انا موافقة... كده كده العيال كبروا... 
قالتها فاطمة بحزن... نظر لها محمد بحزن... اقترب منها و عانقها 
" أنا حبيتك و لسه بحبك و مستحيل اطلقك... احنا غلطنا و افتكرنا ان غلطنا هيتصلح بمجرد ما نتجوز... بس احنا بجد ظلمنا آسر... 
• هنعمل ايه ؟  



* هنحاول معاه تاني و تالت و رابع... لغاية ما يسامحنا على قسوتنا عليه زمان... هنحاول لغاية آخر نفس لينا...

في القسم... آسر مسحطًا على المسطبة و يغني 
* آسر...
" يادي النيلة... يا ابني انت كل مرة تيجي تفصلني ؟ ما تيجي تقعد معايا في الزنز1انة احسن... 
* معلش آخر مرة... 
" ايه الجديد ؟ 
* عندك زيارة... 
" يوووه ما قولتلك مش عايز اشوف حد ولا حد يشوفني... 
* قولتلها بس هي مصممة تشوفك... 
" مين هي ؟ 
* المدام... 
عيناه لمعت بسرور 
" خليها تيجي... 
اومأ له و ذهب 
* يبقولك تعالي... 
تفاجئت رنا... فهو من اول ما دخل الحجز لم يوافق على مقابلة أحد... ابتسمت و دخلت له... بمجرد ما رآها آسر نهض من مكانه و ابتسم... و هي أيضًا ابتسمت... اقتربوا من بعض جدا لكن يفصلهم قضبان الزنزانة... 
" عاملة ايه ؟ 
نظرت له داخل عيناه ثم نظرت له كله و تتفحصه كليًا 
' انت كويس ؟ في حاجة وجعا*ك ؟ ايدك كويسة ؟
فرح انها قلقت عليه... رفع رأسها اليه بيده وجد عيناها تدمع 


" مالك بټعيط ي ليه ؟  
' مش واضح يعني... مفيش يوم عدى و أنت خارج من المستشفى في الآخر يتقبض عليك و تقعد في المكان المعفن ده من امبارح... 
" انا متعود... انتي خايفة عليا ؟ 
' اه طبعا خايفة عليك ! 
قالتها رنا بإنفعال و هي تبكي... تفاجىء آسر من ردها و زادت ابتسامته... نظرت له رنا ثم أدركت ما قالت ف قالت بإحراج 
' يعني انت تعبان و حصل اللي حصل ده... اكيد هقلق عليك... بتاخد ادويتك ؟
" اه اخدتها... انا كويس... متقلقيش 
كانت تبكي و دموعها لا تتوقف... نظر لها آسر و وضع يده على وجنتها و مسح دموعها 
" خلاص كفاية عياط... 
' هو حوار القضية ده هيطول ؟  
" ايوة... تعرفي التُهمة اللي انا فيها مش محاولة قتـ.ـل و بس... انا كمان مُتهم اني مشترك مع عناصر إرها*بية... 
' يعني ايه ؟! 
" يعني لو مفيش حاجة ظهرت تُثبت برائتي هترحل على النيابة و يتحكم عليا بالاعد*ام... 
امسكت يده بإحكام و قالت 



' لا متقولش كده... هتطلع منها انا متأكدة... 
" يارب... ياسين كويس ؟ 
' مش مبطل أسئلة... كل دقيقة يسألني عليك... 
" قربي... 
' ليه ؟ 
" قربي بس... 
لم تفهم و اقتربت منه... قَبلها في خدها... تفاجئت رنا و تجمدت مكانها من الصد@مة... 
" ابقي ابعتيها لياسين... 
نظرت له و وجهها احمر من الخجل... ابعدت يدها من يده 
' انا همشي عشان متأخرش على ياسين... 
إلتفت لتذهب لكن اوقفها صوته لما قال 
" رنا... 
إلتفت له فقال 
" أول ما هخرج من هنا... أول حاجة هعملها هقوي علاقتي بيكي... 
تعجبت من كلامه ف اكمل 
" حوار القضية ده هيطول شوية... كل ما تحسي إني بعيد عنك... حطي ايدك على خدك الاحمر ده و هتفتكريني... و آسف على كل حاجة عملتها و زعلتك... 
نظرت له بشدة و ابتسمت 
' انا كمان آسفة لو كلامي ضايقك... 
" سامحتك من زمان اصلا... جه الدور عليكي... هتسامحيني ؟ 
' أكيد... 
ابتسم لها و قال 
" خلي بالك على نفسك... 
اومأت له و ذهبت... ابتسم آسر لوحده و قال 


" هي بتحلو ولا انا اعمى و مكنتش ملاحظ ؟ وحشتني خناقاتي معاها...

في الليل الساعة 12.... 
رن معاذ جرس لشقةٍ ما... فتحت ( لميس ) الباب... كانت ترتدي قمـ.ـيص نوم قصير و مفتوح... نظر لها معاذ من تحت لفوق بشهو*ة... 
- هتدخل ولا هتفضل متنح كده ؟ 
* هدخل طبعا... 
دخل و اغلقت الباب 
- هجيب المشاريب و اجيلك... 
* بالراحة على نفسك و انتي ماشية... 
ضحكت بمياعة و ذهبت للمطبخ... صبت كأسين من الخمـ.ـر... خرجت بهم في الصالون... اعطته الكأس و اخذه منها... جلست بجانبه و عيناه لم تنزل من عليها
- ايه رأيك فيا ؟ 
* طلعتي اجمد من الصور... يخربيت جمالك... 
- ارقصلك ؟ 
* ارقصي... 



ارخى ظهره على الوسادة... شغلت لميس الاغاني و بدأت بالرقص له و تتمايل في حركاتها عليه... شرب معاذ كأسه و لم يكفيه و شرب كأسها أيضا... اصبح سكيرًا تمامًا... ولا يعي ماذا يفعل... دفعها على الاريكة و مال عليها حتى اصبح فوقها... قَبلها بعڼف في شفتاها و يده تلمس چسـدها   بجراءة... فجأة عيناه اغلقت و فقد وعيه... دفعته لميس بعيدا عنها... اتصل هاتفها و ردت في الحال 
* عملتي اللي قولتلك عليه ؟ 
- بالحرف الواحد... حطتله المنوم في الخمـ.ـرة... كان هيغتـ.ـصبني بجد كويس ان مفعول المنوم اشتغل... مش عارفة ازاي الصا*يع ده يبقى أخو آسر... 
* المهم... صورتيه ؟ 
اقتربت لميس من المزهرية و اخرجت الكاميرا الصغيرة من بين الورود و قالت بخُبث
- ايوة صورت كل حاجة... هتبعتلي الفلوس امتى ؟ 
* نتقابل و كل واحد ياخد حاجته... انا اخد الصور و انتي تاخدي فلوسك و كاش كمان... 
- اوك يا بيبي...

بعد اسبوعين.... 
كان آسر يمشي في الزنزانة للامام مرة و للخلف مرة... 
" يعني ايه يعني عدى اسبوعين و لسه ملقيوش اللي شبهي ده و حط القڼبلھ... و خالد باشا طبعا بما انه ملقيش المجر*م هيثبت التُهمة عليا... انا قعدتي هنا ضياع وقت مش أكتر... انا الوحيد اللي هعرف اجيب المجر*م الحقيقي... انا لازم اخرج قبل ما يطلع أمر بترحيلي للنيابة... 
* آسر... 
" عايز ايه ؟ 
* في وحدة عايزة تشوفك... 
لمعت عيناه و ابتسم تلقائيًا و قال 
" خليها تيجي... 
ذهب الجندي... وقف آسر بجانب القضبان و ابتسامته مازالت موجوده 


" والله مفيش غيرك يا رنون اللي بتهوني عليا المصېبة اللي انا فيها دي... 
اختفت ابتسامته عندما وجد ريناد أمامه... مدت يدها له و قالت 
* ازيك يا آسر ؟ 
" مبسلمش... انا تمام... 
انزلت يدها و قالت 
* مفيش اي جديد في القضية ؟ 
" لا... 
* آسر... انا عارفة و متأكدة انك معملتش كده... بس انا هساعدك... 
" هتساعديني ازاي ؟ 
* مش هعرف اساعدك غير لما تخرج من هنا... انا بقا ههربك من هنا... بس بشرط 
" ايه هو ؟ 
* تتجوزني... 
" نعم يا روح امك ؟!