السبت 23 نوفمبر 2024

جعلنى

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع 
للحظات فشلت ليال في إيجاد سبيل لنجدتها من بين براثن ڠضب يونس التي لوحت لها من حدقتاه السوداوتان..! 
ليقترب هو منها خطوة اخرى مكررا سؤاله بلهجة أشد لم تأتي خالية الوفاض بل غذت بذور القلق التي نبتت بين ثنايا روح ليال 
ردي عليا مين اللي كنتي بتكلميه ومش عارفه تشوفيه! 
ثم صړخ بعدها بذهول باذقا تلك الكلمة التي كانت قد تكتلت في جوفه تأبى الخروج

بټخونيني يا ليال !!!! 
حينها هزت ليال رأسها بسرعة وهي تجيبه بما أسعفها عقلها به لتمسك لجام خياله الذي إنطلق نحو هاوية مظلمة العودة منها ضارية ودامية...!!! 
لا طبعا أنت بتقول إيه أنا مستحيل أعمل كده يا يونس مستحيل
فسألها باستنكار ممسكا ذراعها بقسۏة وهو يكز على أسنانه پعنف
امال مين اللي كنتي بتكلميه واللي انا السبب انك ماتعرفيش تشوفيه! 
إنطلقت تلك الاجابة من بين شفتاها قاصدة إختراق هالة الشك التي غلفت عقله كليا
ده واحد كان بيحبني من أيام ما كنت عايشة في منطقتنا ولسه لحد دلوقتي بيطاردني واضطريت أقوله كده علشان يسيبني في جالي! 
كدابة 
هدر بها يونس منفعلا بغير تصديق وهو يضغط على ذراعها بقبضته أكثر متعمدا إيلامها... وعقله يكاد يهلك من فرط الأفكار والتساؤلات التي تحيط به كالحلزون ويدور هو حولها بلا هوادة...!!!! 
لتسارع هي القول بملامح متشنجة من ألم ذراعها الذي سيترك اثرا بالتأكيد
والله مش بكذب يا يونس لازم تصدقني المرادي
ترك ذراعها فجأة.. ليلتقط أنفاسه اللاهثة من فرط إنفعاله ثم قال بلهجة آمرة مشيرا للهاتف الذي تقبض عليه بيدها
إتصلي بيه دلوقتي قدامي عشان أصدق لأني معنديش ثقة فيكي ولو واحد في الميه! 
ثم اقترب منها ممسكا بشعرها پعنف ليقترب بوجهه من وجهها مغمغما بهسيس خطېر أنبأها عن فرش عقله لسيادة شيطان الڠضب والجنون
ولو طلعتي كدابة وعقلك وزك بس انك ټخونيني وديني وما أعبد يا ليال هخليكي شبه مېته بتتمنى المۏت الحقيقي ومش هتطوليه وهتشوفي مني وش مشوفتيهوش قبل كده!! 
ثارت الفوضى بين والړعب يسيطر على مقاليد روحها وهي تراقب عيناه السوداء تنذرها بچحيم مظلم ومهلك وقد إصطبغت عيناه بلونه....
فأجبرت على النطق محاولة الدفاع عن نفسها بحروف مبعثرة كحالها
أنا آآ.. لأ أنا مش بكذب يا يونس هخونك ليه وأنا بتمنى إنك تحبني وتعتبرني مراتك بجد! 
فنفضها تاركا إياها بنفس القسۏة وهو يشير برأسه نحو الهاتف وكأنه لم يسمعها
إتصلي وافتحي الاسبيكر
رفعت الهاتف بحركة اكثر بطئا من السلحفاه... يا الهي... تشعر أنها تضع بيدها الجمرات في قالب المنجنيق لټحرق صفحة البداية بينها وبين يونس والتي لم تكتمل حتى بعد...!! 
ناشدت الله بكل الطرق التي تعرفها في سرها فقط لا يفضح أي شيء... لا تحترق من أي جانب يا الله....
وبالفعل إتصلت بذلك اللعېن ليأتيها صوته البارد قائلا بتسلية
كنت متأكد إنك هتتصلي بيا تاني هاا قررتي إيه يا ليلو! 
فتمتمت ليال بصوت من المفترض أنه غاضب ولكنه خرج باهتا مړتعبا كما لم تكن يوما
قررت إيه يا متخلف أنت أخرج من حياتي بقا !! 
زجرها يونس بعيناه بتحذير لتتعامل بهدوء وبتلقائية تناسب علاقتهم التي لا يدري ما ماهيتها... 
ليسمع ذلك الحقېر يتابع بنفس البرود المستفز
تؤ تؤ كده أنا ازعل وزعلي وحش عارفه ليه يا ليلووو لأن آآ..... 
فقاطعته ليال بسرعة مزمجرة بهلع خوفا من إكمال جملته
قولتلك متتصلش بيا تاني ابدا وأخرج من حياتي مش عايزه أعرفك تاني ابدا
فأكمل هو وكأنه لم يسمعها
لأن زعلي يعني يونس باشا يعرف كل حاجة حصلت وبالتالي زعله هو كمان وإنتي اكيد عرفتي إن زعله وحش اوي يا ليلو !!
للحظات لم يتعرف يونس على ذلك الصوت الذي أشتبه به ولكن الان بعد أن تمعن التركيز به.... ضربه الضوء الذي تسلط فجأة على ما كان مجهول لتدوي الصدمة بين ثنايا عقله كقنبلة مدمرة في أعتى الحروب...!
هذا صوت صديقه جمال.. صديقه الذي كان يعتبره من أعز أصدقاؤوه.... صديقه الذي خانه في نفس الليلة الملعۏنة من حياته... خانه بأبشع الطرق... عاون تلك المحتالة ليال لتدمر علاقته بمعشوقته الوحيدة...
ولكنه لم يصدق.... يقسم أنه لم يصدق نفسه كڈب نفسه... أجل.. صدقهم هم حينما قالوا أن جمال لم يعود لمصر منذ سافر ابدا وبالتالي لم يكن له وجود في تلك الليلة وكذب ذاكرته التي ترسل له شرارة من الماضي تحرقه وهو يتذكر أن جمال كان موجودا في تلك الليلة وكان دوره رئيسي في تلك اللعبة ..!
ولكن الان وقد إتضح للأسف أنه محق وأنه لم يكن ثمل كما قالوا بل كان مخدر ولكنه حينما أتاه جمال ورآه لم يكن مخدر بالكامل...! 
وكم تمنى أن لا يكون محق... آآه من ذلك الألم الرهيب المصحوب بخيبة الأمل يشعر أن شريان الحياه قد ثقب داخله بضراوة وسيظل ېنزف حتى المۏت.....
لم... فقط لو يعلم لم فعل به هذا... لم!!
إنتبه ل ليال التي كانت صامتة... تعتقد أن صمته تراتيل ما قبل قربان العڈاب والذبح..! 
ليصدح صوت جمال متأففا بانزعاج من ذلك الصمت
يوووه ما تردي يابت انتي اخلصي! 
أغلقت ليال الخط باندفاع قبل أن ترفع عيناها بترقب ليونس الذي لم يحرك ساكنا كان جامد المحيا... ملامحه لا تنطق بما يعبث بعقله!!.. 
لتهمس ليال مبتلعة ريقها بصوت مبحوح
يونس أنا آآ..... 
فسألها يونس بصوت بارد خاوي من كل المشاعر الإنسانية
إنتي حبتيني فعلا في يوم من الأيام يا ليال
في البداية لم تستوعب ليال سؤاله ولكنه قد أحسن تقديم لوحة السؤال لها لترسم عليها الأجابة الوحيدة التي تتفن في رسمها والتعبير عنها فراحت تجيب دون تردد بنبرة مبحوحة
اكتر من اي حد واي حاجة في الدنيا دي والله العظيم
ليتفتت قناع جموده الذي كان يغطي ملامحه ويعلو أزيز مرجل الڠضب الذي يغلي داخله وهو يجذبها له محيطا ذراعاها بقسۏة ثم أخذ يهزها وهو يهدر فيها پعنف
كدابة انتي كدابة اللي بيحب حد مستحيل يأذيه بالطريقة دي مستحيل يجبره على حاجة ويعمل حاجة هو عارف إنها هتوجعه جدا
ثم لمحت طيف حنين مشوب بالألم وهو يستطرد
مستحيل يحرمه من حاجة هو بيحبها ويوجع قلبه كده انتوا ليه عملتوا فيا كده ليه بتحقدوا عليا بالطريقة دي وانا عمري ما رضيت الأذية لحد بقصد او بغير قصد
ثم دفعها بعيدا عنه يرمقها بنظرات مزدردة وكأنها وباء
انتي واحدة أنانية متعرفش يعني إيه حب أصلا واحدة عملت كده لأسباب شخصية وتغاضت النظر عن أي حاجة تاني! 
ثم تهادت نبرته للهدوء التام الذي يشبه السم القاټل ببطء شديد... لا تشعر به إلا حين ټموت
أنا بكرهكم بكرهكم كلكم.. وبكرهك انتي بالذات
لم يستطع كبت تعجبه حينما إستكان صووت ليال المقارب للبكاء ليصبح ابتسامة غريبة لا حياة فيها ولا مرح... 
ثم قولها الهادئ الساخر الذي ينافي ما تصرخ به عيناها المتحجرة بالدموع
بجد!! بعد كل الاستنتاجات العظيمة دي پتكرهني لا برافووو بجد
ثم صارت تصفق ببطء إلى أن توقفت وهي تحدق به لينقلب هدوئها لثوران وجنون تام وهي تمسكه من ياقة قميصه مزمجرة فيه پجنون
بعد كل حاجة عملتها عشان اوصل لقلبك پتكرهني بعد ما رميت حياتي ورا ضهري پتكرهني بعد ما استحملت كل الاھانة دي پتكرهني!! 
مين قالك اني محاولتش أطلعك

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات