فتاه جميله
الباب حين فتح الباب قال بغطرسة
أنا الشيطان
لم تطيل دهشتها وصمتها أخرج زجاجة بها بعض المواد المخدرة فسقطت على الأرض مغشيا عليها دخل إلي الشقة جرها بسرعة وأغلق الباب على الفور ليكمل جريمته
وزع سنان بصره على جميع الاتجاهات علق عينيه على هاتف المحمول الخاص بجوهرة تحرك بسرعة يغلقه على الفور دس سده في جيب سترته أخرج هاتفه المحمول بدأ في الرنين المتواصل على أحد الأشخاص وهتف
تحت أمرك يا دكتور
راقب الدنيا قبل ما تطلع أنت والرجالة
ماشي يا دكتور
أنجز قبل ما تفوق وجيب الحاجات اللي هنحتاجها معاك
في الإنجاز يا دكتور سلام
سمع صوت طرق على الباب نظر من العين السحرية الموضوعة على الباب ليتأكد من الطارق يليه فتح الباب أشار لهم أن يحضروها تم قيدها بالحبال ولأزقة على فمها حين انتهوا من كل شيء قال أحداهما
ابتسم بمكر قبل أن يرد
كل حاجة مجهزها اتنين هيبقوا معايا والباقي هينزل تحت وتمثلوا خناقة عايزها تولع عشان الحارة كلها تتلم عليكوا والاتنين اللي معايا هيخدوها في العربية بتاعتي وأنا اول ما أطلع بالعربية بعيد تلموا أنتوا ليلة
تحمس الجميع للفكرة سرعان ما تنفذ كل حرف ليأخذها إلي شقته القديمة التي لا يعرف عنها
.......
في الصباح الباكر ظلت حنان على أعصابها عبثت أناملها بتوتر شديد يكسوها من الداخل والخارج من الحين للآخر تجز على أسنانها تخرج التوتر والقلق المستحوذ عليها أرخت قليلا عندما اخترقت أذنيها صوت ياسمين تقول
وبعدين معاكي هتفضلي كده كتير
صمتت لبرهة ثم اختصرت الكلام
قلقانه من كل حاجة مش عارفة شكل حياتي هيبقي أزاي منك لله يا سنان أنت السبب
إن شاء الله كل حاجة هتتحل تفائلي خير
لم يعجبها الحديث أجابت عليها باعتراض
أزاي بس دي كل حاجة بايظة حواليا
ظلت مناوشات بينهما يكسوها التفاؤل اتجاه ياسمين والتشاؤم من اتجاه حنان حتى قطع المناوشة صوت قرع جرس الباب أشارت لها بالدخول خلف الستارة حتى لا يشاهدها أحد وعاونتها على ذلك ابتسمت بنصر عندما رأت كلاهما وليد وحمزة فسحت الباب على مرصعيه لكي يدخلان للداخل غمزت بعينيها إلي وليد حتى يفهم معني الحديث فقالت بقلق
أخرج حمزة تنهيدة من صدره وقال بأسي
كل حاجة بتبوظ موضوع الرسايل مش مضمون
كور قبضة يده حتى يقلل غضبه الذي برز في كيانه كله ثم أضاف قائلا
أنا مش عارف أعمل إيه أول ما وليد كلمني وقالي في حاجة عندك مضمونة توصلنا ليها جيت علطول
شبكت يديها لبعضهما البعض وأصدرت صوت فرقعة خفيفة ليرسم وجهها بكتلة من البرود قبل أن تنبض بالتساؤل
ألجمها السؤال لسانه لا يعرف كيف يجيب عليها اكتفي بأول كلمات على ذهنه
عشان أبنها عارف هي بتحبه قد إيه
مطت شفتيها بضيق وقالت بحسرة
طيب ثانية واحدة وجاية
دخلت الحجرة التي بها حنان وقالت بحزن مخفي
خلاص تعالي أطلعي بره
هزت رأسها بالنفي فقد سمعت صوته بالخارج قائلة
لا مش هطلع إيه اللي جابه
صممت أن تخرجها معها لكي يطمئن عليها علقت عينيها عليه الذي قابلها النظرات الثابتة عليها لم يصدق ما تراع عينيها وقف الزمن عنده عيناه تمتلئ بالشغف الذي فقده في بعده عنها اكتفي بذكر اسمها
حنان
نطقه لاسمها أوقف الزمن عندها لفترة من الوقت ظلت العيون تتحدث حتى اقترب منها قائلا
إيه اللي حصل أنا ناقلتك للمستشفي وقالوا أنك في غيبوبة
اضطرت أن تحكي له كل شيء حتى تجارة الأعضاء وكانت أخر كلمات قالتها
لو عايز تساعدني عايزة أرجع أبني
أومأ رأسه بالموافقة على حديثها وقال بنبرة وعد
أوعدك في أقرب وقت أبنك هيبقي في حضنك بس لازم نعرف كل خفاياه اللي تعرفيها
.....
في الصباح المشرق استيقظ أصيل وقلبه يصيبه بالقلق لقد تلاشي أن يتصل عليها أمس اكتفي بإرسال رسالة نصية خرج من الحجرة مر أمام الحجرة الخاصة بابنه وقف لبضع لحظات يتذكره ولج للمرحاض باندفاع فتح صنبور المياه غطس رأسه تحت رزاز المياه اكتفي بلف منشفة حول خصره
نظر إلي عقارب الساعة المعلقة على الحائط مازال الوقت مبكرا تصرف بتلقائية لم يعي حساب لشيء شعر بحرارة الجو