ييراء
أنا اللي عملت فيها كدا، بس مكانش قصدي، أنا بخاف عليها أوي هي مكانش ليها غيري، وكنت بخاف أقصر معاها ومن كتر حبي فيها عملت كدا.
دلفت للغرفة أروى وهي تراه شارد وحزين ينظر للسقف بصمت، ذهبت إليه وجلست بجانبه وقالت:
- مالك يا قاسم؟
نظر لها قاسم بحيرة وقال:
- هو أنا غلطت مع سلمى؟ قصرت في حقها في حاجة؟
نظرت له بحيرة وقالت بإبتسامة:
- ليه بتقول كدا؟ بس لأ ما قصرتش يا سيدي.
نظرت له وجدته ينظر لها بحيرة وعينيه بها دموع، ف إعتدلت وقالت بجدية:
- في إيه يا قاسم؟ مالك يا حبيبي؟
إرتمى قاسم بأحضانها وقال بدموع:
- أنا خايف عليها أوي، ما كانش قصدي يحصل فيها كدا والله.
ضمته أروى ومسحت بيدها على شعره بحنان وقالت بتوتر:
- سلمى كويسة؟ فيها حاجة؟
تنهد قاسم وقال:
- لأ مش كويسة أنا السبب.
- فيه إيه يا قاسم؟ مش فاهمة؟
- ولا أنا حتى.
إعتدلت أروى وأبعدته عن أحضانها وقالت وهي تعتدل وتحركه على الفراش وتسحب الغطاء بتساؤل:
- تنام يا قاسم؟ ولما نصحى نتكلم؟
حرك رأسه بنعم ف وضعت عليه الغطاء وأغلقت الأنوار وخرجت للخارج تهاتف سلمى لكن لم تجيب.
قالت أروى في نفسها بقلق:
- هي ما بتردش بس حاسه إنها كويسة شوية لإما كان قاسم قام راحلها بسرعة.
..........................................
داخل غرفة الطبيبة، هدأت سلمى بعدها بوقت والطبيبة تتركها تبكي بحرية حتى انتهت، ثم قالت:
- نبدأ بقى؟
قالت سلمى بخوف:
- نبدأ إيه!
ابتسمت نهال وقالت:
- نبدأ نتكلم، بصي ولا أقولك قبل ما نبدأ تعالي اقعدي على الشازلونج اللي هناك دا؟
تحركت في جلستها بتوتر وقالت:
- لأ كدا حلو!
وقفت نهال وذهبت إليها وأمسكت يدها برفق وقالت:
- تعالي بس جربيه لو ما عجبكيش خلاص، دا مريح أوي، لما أبقى زهقانة بنام عليه.
وقفت معها سلمى بضيق لإصرارها وأجلستها نهال عليه وقالت:
- ها حلو؟
حركت رأسها بنعم بلا مبالاة؛ تريد أن تنتهي تلك الزيارة وستقول لمهاب بأنها لن تأتي لهُنا مرة أخرى.
- طب ما تجربي تنامي عليه وترتاحي أكتر؟
حركت رأسها بنفي وقالت بهمس:
- لأ كدا حلو!
ابتسمت نهال وقالت:
- طب مش مشكلة خليكِ كدا.
صمتوا الاثنين وبدأت نهال الحديث الخفيف بقولها:
- ها يا ستي كنت خايفة مني ليه؟
حركت سلمى رأسها بنفي وقالت وهي تفرك يدها للمرة المليون:
- ما كنتش خايفة.
- بجد؟ بصي يا سلمى أنا عايزك تعتبريني صاحبتك، وتحكيلي كل حاجة مضايقاكِ وخايفة منها ونحلها مع بعض؟ ماشي؟
- ماشي.
- ها نبدأ؟ في حاجة مضايقاكِ وقبل دا كله عرفيني بنفسك بقى وانا اعرفك بنفسي، تمام؟
- ماشي.
نهال تعرف كل شيء عن سلمى من مهاب، ف كان قد جاء إلى هنا ذات مرة وقص لها كل شيء حدث مع سلمى بالإضافة لعلاقتهم المتوترة، وما حدث عنهم وعن الطبيبة وما قالته له، وكل شيء عن حياتهم، وهي تسألها لكي تدخلها معها في حوار وخصوصًا أنها أول مرة وكان يجب عليها أن تجعل سلمى تحبها وتتحدث معها وبالزيارات القادمة تفاتحها في حياتها وعلاقتها بزوجها، بالإضافة لطلب الطبيبة نهال من مهاب أنه يجب عليه أن يأتي إليها هو الأخر بمفرده لتقول له كيف عليه بالتعامل معها وكسب ثقتها هو الأخر.
..........................................
- اتفضل يا أستاذ مهاب الدكتورة خلصت مع المدام.
وقف مهاب بسرعة وهو يطرق على الغرفة بإشتياق:
- تمام.
استمع لصوت نهال تسمح له بالدخول ف دخل الغرفة وعينيه عليها وهي تهرب بعينيها منه:
- خلصتوا؟
ابتسمت نهال وقالت:
- أيوة وكمان بقينا صحاب.
ابتسم مهاب وهو ما زال ينظر لها:
- طب دي حاجة كويسة.
تحرك ووصل عند سلمى وأمسك يدها وأوقفها ف سحبت يدها منه بإحراج وضيق، وابتسمت نهال وقالت:
- فاضي إنتَ على ٤ أيام؟ علشان أنا وسلمى اتفقنا على المعاد دا، ولو مش عايز تيجي براحتك هي عرفت الطريق وجيالي.
ابتسم مهاب وقال:
- لأ فاضي طبعًا ولو مش فاضي أفضالها مخصوص.
ضحكت نهال وقالت لسلمى:
- أيوة بقى، وزي ما قولتلك.
حركت سلمى رأسها بطاعة، وبعدها خرجت هي ومهاب وصعدوا للسيارة.
- عملتِ إيه يا حبيبتي؟
نظرت له بضيق وقالت:
- أنا مخصماك ما تكلمنيش!
ضحك مهاب واقترب منها:
- طب والقمر مخاصمني ليه؟
ابتعدت وقالت بضيق:
- مالكش دعوة، ما تكلمنيش بقولك!
ابتعد مهاب وهو يدرك ضيقها منه، ف قرر تركها بعض الوقت حتى تهدأ وقال:
- طيب براحتك.
سألها بعدها بوقت وهو يقف أمام مطعم:
- أجيبلك إيه من جوة؟ بتحبِ الشاورما؟
نظرت أمامها بضيق وقالت:
- معرفش.
ضحك مهاب وقال:
- طب خلاص هنزل أجيبلك واهو مفيش حد ما بيحبش الشاورما.