ييراء
- ربنا يهنيكم، أنا ماشي أصلًا.
قالت له سلمى بعبوس:
- ليه؟ خليك شوية!
ضمها له وقال:
- معلش يا حبيبتي وقت تاني، المهم إني اطمنت عليكِ.
ابتسمت له ورفعت إصبعها وقالت:
- وعد؟
شبك إصبعه بإصبعها وقال بضحك:
- وعد.
ذهب قاسم وفتح الباب وقال:
- أعمل إيه في الواد؟ أسيبه ولا أطلعه؟
صمت قليلًا وفرك ذقنه وقال:
- تمام طلعه.
- ماشي يا معلم سلام.
- سلام هكلمك بالليل في حوار الشركة.
- تمام.
ذهب قاسم ودلف مهاب للمطبخ خلف سلمى وهو يقول:
- والله واتطورنا وبقينا نقول كلام حلو.
ابتسمت بإحراج وذهبت إليه وقالت:
- والله بقى أنا قولت الصح.
ضحك مهاب وقال:
- بالله يا بنتي ما مصدق.
ضيقت عينيها وقالت بتساؤل:
- هو أنا كنت نكدية أوي؟
حرك يده وقال بعشوائية:
- مش أوي يعني.
قلدت حركته وقالت بضحك:
- بالله.
صمتت ثم قالت بهمس:
- ممكن أقولك حاجة صغيرة؟
نظر لها وقال بإستغراب:
- موطية صوتك ليه؟
همست له:
- أقول؟
حرك رأسه ف قالت:
- السندوتشات الشاورما اللي برة دي تلزمك؟
ضحك مهاب وقال:
- لأ.
تركته وذهبت للخارج تأكل:
- تمام أوي.
ذهب إليها وهو يقول بضحك:
- طب اعزمي عليا طب!
أشارت سلمى وهي تأكل:
- يا باشا إنتَ مش محتاج عزومة اتفضل.
ضحك مهاب ثم انحنى وقبل خدها بإبتسامة. ♡
..........................................
مرت ثلاث أيام وفي اليوم الرابع ذهب مهاب وبرفقته سلمى للطبيبة نهال.
دلفت سلمى بمفردها مما أثار استغراب مهاب بالإضافة لقولها:
- لو وراك شغل يا مهاب ممكن تمشي وهبقى أتصل بيك لما أخلص؟
نظر لها وقال بإستغراب:
- لا يا حبيبتي مش ورايا حاجة!
داخل الغرفة التي بها سلمى.
تحدثت الطبيبة سلمى عن أحوالها وأجابت سلمى، ثم طلبت منها الطبيبة الجلوس على الشازلونج ف ذهبت وجلست وأمامها الطبيبة.
- نبدأ؟
حركت سلمى رأسها وقالت:
- ماشي.
- احكي يا سلمى؟
إعتدلت سلمى وجلست بأريحية أكثر ونظرت للسقف وبدأت بالسرد:
- كان عندي ١٥/ ١٦ سنة لما جوز أمي اعتدى عليا، قاسم وقتها مكنش معايا؛ أنا وهو اخوات من الأب بس، وكانت علاقتنا سطحية جدًا، وبشوفه كل ٣ شهور مرة ولا حاجة، بس دلوقت هو كل حاجة في حياتي، أنا فاكرة كل حاجة وفاكرة إن هو كمان اللي أنقذني منهم، من أمي وجوزها.
صمتت تتنهد ثم أكملت:
- بابا مات من هِنا ولقيت أمي اتجوزت بعدها على طول، اتفاجأت بيها داخلة بيه الشقة وبتقولي دا جوزي يا سلمى، نظراته وقتها مكانتش مريحة، بس في نفس الوقت ما جاش في دماغي أبدًا إنه وحش للدرجة دي، اضطريت أعيش معاهم ما هو بيت أبويا برضو، بيت أبويا اللي أمي جابت فيه راجل تاني يشاركنا، بس هو مش راجل أصلًا، مفيش راجل يعمل كدا، كنت وقتها في الشقة اللي بناخد فيها دروس أنا وصحابي، ولقيته دخل فجأة.
أرجعت رأسها للخلف وهي تتذكر ما حدث معها منذ ما يزيد عن خمس سنوات.
FLASH BACK…
كانت سلمى تعبث بأوراقها، لكن استمعت لصوت الباب ينغلق ف نظرت بفزع للخلف.
- إنتَ بتعمل إيه هِنا؟
ظل يقترب منها بشر ولم يجيب ف أردفت:
_ إنتَ قفلت الباب ليه يا عمو!
- عمو إيه بقى، بصراحة من ساعة ما جيت البيت دا وانتِ عجبتيني، مش باين عليكِ بت ١٦ سنة.
- إيه اللي بتقوله ده! إطلع برة بدل ما اصوت واقول لماما.
قالتها سلمى وهي تتراجع للخلف، وهو يقترب منها ويبتسم بشر.
أمسك يدها وهو يقربها منه:
- تعالي.
صرخت بصوت عالي ف أردف بضحكة خبيثة:
- اصرخي مفيش حد في البيت هِنا غيري أنا وانتِ وبس.
- لا لا لا ابعد، ابعد بقولك، يا ماما.
صرخت بأعلى صوتها لكن اقترب منها الرجل وأمسك بها بعنف و قال:
- صوتي من هِنا للصبح أمك مش هِنا وقفلت الباب علينا.
صرخت وهي تحاول الإفلات منه وهو يحاول تقبيلها، ف ذرفت دموعها وهي تصرخ:
- يا نهار إسود ابعد عني، يا ماما يا ماما حد يلحقني.
أمسكها بعنف وقال وهو يخلع حجابها:
- محدش هيلحقك مني يا قطة.
………
لملمت بقايا نفسها الضائعة وهي صامتة لا تتحدث عينها بها دموع لكن متحجرة، نهض الرجل ونظر لها ثم فتح الباب وذهب.
مرت ساعة وهي على وضعها هكذا استمعت لصوت قاسم لكنه بعيد جدًا عنها، ظل يناديها وهي لا تقوى حتى على الجواب تنظر فقط أمامها للفراغ.
فجأة فتح الباب وكان قاسم الذي وقف مصدوم لدقائق ف نظرت للأسفل وبدأت بالبكاء.
خلع قاسم الجاكيت بإرتباك ودموعه تهطل بصدمة وعدم وعي.
- هو هو هو إي اللي حصل! أنا أنا مش فاهم، ردي أنا مش فاهم!
ظلت تبكي ف ضمها لصدره وهو يحاول استيعاب ما حدث.