ييراء
ذهبت معه وقالت:
- ما احنا كل يوم بنتكلم إيه الجديد؟
أردف مهاب بحماس وهو يجلسها ويجلس أمامها على الفراش:
- نلعب.
ضحكت هي وقالت:
- بالله!
- يلا تعالي.
..........................................
ارتدت سلمى ملابسها في ظهيرة اليوم التالي؛ لتذهب للطبيبة.
دلف مهاب للغرفة وقال:
- خلصتِ؟
قالت سلمى وهي تذهب له:
- أيوة خلاص أهو.
- طب يلا بسرعة، علشان هروح أنا وقاسم في حتة.
اقتربت منه وقالت وهي تعقد حاجبيها:
- هتخرجوا؟ طب خلاص هروح لوحدي عادي.
- لأ لأ مطمنش عليكِ تروحي لوحدك.
ضربت الأرض بقدميها بضيق وهي تقول برجاء:
- يلا بقى بالله عليك، هروح لوحدي!
سحبها معه للخارج وهو يقول:
- لأ لأ مش هيحصل.
عقدت حاجبيها أكثر وقالت:
- طب بص؟ هتوديني وانا هرجع لوحدي؟
نظر لها وقال:
- تعرفي؟
ابتسمت بحماس وقالت:
- أيوة هعرف.
- تمام يا سوسو.
همست بضيق:
- سوسو إيه هو بينادي كلبة!
وافق مهاب على طلبها، ف هو يريد أن تتعامل مع الناس وتذهب وتأتي لمحاربة خوفها الزائد هذا، وعندما ألحت عليه أكثر شعر بالسعادة وهو يقسم أن الطبيبة لها أثرٌ فعلًا في تحسين ذاتها.
- رايحين فين؟
قالتها أنهار وهي تراهم ذاهبين.
نظرت سلمى للأرض وهي تغمض عيناها تنتظر ما سيقوله مهاب، الذي ربما أن يقول لهم أنهم ذاهبان للطبيبة النفسية، وهي تدرك عقلية أنهار المغلقة.
- سلمى نفسها تشوف قاسم ف هخدها عنده تقعد معاه شوية.
رفعت رأسها عن الأرض بإبتسامة جميلة وهي تنظر له بامتنان، ف قابلها بإبتسامة هو الأخر.
- طب وهي هتسيبنا قاعدين؟
قال مهاب بجدية:
- عايزة تشوف أخوها يا ماما وانتوا أصلًا قاعدين أهو عادي!
تراجعت أنهار وهي تقول:
- مش قصدي يا ابني، أنا بقول بس علشان إنجي أختك لسه ماشية، ف لو كنت اعرف كنت وديتها معاك توصلها.
أجاب مهاب بإختصار:
- معلش يا أمي، إنتِ لو كنتِ قولتيلي كنت خدتها.
- عادي يا ابني.
After 6 minutes.
كان مهاب يقود السيارة وبجواره سلمى التي كانت تنظر له بابتسامة، مدت يدها واحتضنت يدها بيده بقوة، نظر لها بإستغراب وسعادة، ف ضغطت عليها أكثر وهي تقول:
- شكرًا إنك ما قولتش لحد، كل يوم ودقيقة وثانية بتخليني أتأكد إني مكنتش غلطانة لما اخترتك، يمكن الظروف كانت غير بس، بس عمري ما ندمت إني وافقت لحظة.
ابتسم لها ورفع يدها قبلها وقال:
- إنتِ عارفة كلامك دا مفرحني قد إيه؟ ولا حاسس بإيه دلوقت؟ أنا مبسوط فوق ما تتخيلي.
أردفت هي بخجل:
- وانا كمان مبسوطة؛ مبسوطة إني معاك وجمبك. ♡
..........................................
- طب نعمل إيه؟ مفيش أي حل في دماغك؟
قالها مهاب بقلق وهو ينظر لقاسم الذي يبدو على ملامحه التفكير.
- فيه بس مش عارف توافق عليه ولا لأ؟ أو ممكن حتى تفهمني غلط؟
لكزه مهاب بحدة وهو يقول:
- يا أخي أفهم غلط إيه! دا أنا بثق فيك أكتر من نفسي! تقولي مش عارف غلط إيه!
- طب بص احنا أصلًا مبقاش في إيدينا حل ولا حد موافق يساعدنا علشان بقينا تحت الحديدة، ف احنا ما قدامناش غير نبدأ من أول وجديد.
صرخ مهاب بيأس:
- أول وجديد! دا احنا بقالنا خمس سنين شغالين لحد ما وصلنا للمستوى ده!
قال قاسم بهدوء:
- عندك حل تاني؟
نظر الأرض بيأس:
- لأ ما عنديش، بس هنلاقي مكان فين؟ هنأجر مكان كبير! أنا حتى الإيجار مش هلاحق عليه.
- يا أخي اخرس بقى! خليني أتكلم! عمال تقاطعني لحد ما زهقت، وبعدين ما الحال من بعضه!
فرك يديه بتوتر ثم توقف بصدمة وهو ينظر ليده:
- ولا يا قاسم! أختك خلطت عليا أو أنا خلطت عليها أيهما أقرب! أنا بقيت بفرك إيدي زيها! يا ليلة سودا.
ضحك قاسم وقال:
- إهدى بقى قرفتني!
- طب إتكلم؟
أردف قاسم بتوتر:
- إنتَ عندك فيلا وانا عندي شقة؟
ضرب مهاب يده ببعضها وهو يقول بسخرية:
- الله عليك كمل يا فنان! وقفت ليه؟
- يا عم الحكاية وما فيها الفيلا عندك شوفلنا أوضة نعملها مكتب الناس تيجي فيها على الأقل نبدأ مشاريع وواحدة واحدة هنفتح في حتة تانية، واحنا كدا كدا لينا زباينا برضو؟
نظر له قاسم وقال بفخر:
- يخرب بيت دماغك سِم! بتجيبها وهي طايرة!
ضيق قاسم عينيه وقال:
- يا اخي أعوذ بالله منك! اسمها ما شاء الله عليك، تبارك الله أي حاجة مش دماغك سم ومعرفش إيه! هتجيب أجلي!
وقف مهاب وذهب اتجاهه وهو يقول:
- تعالى يا ابني هات حضن بعقلك اللي يوزن بلد ده!
- ابعد كدا استغفر الله!
..........................................
بعد إنتهاء سلمى من جلستها، هبطت للأسفل ووقفت تنتظر سيارة توصلها للمنزل.