ييراء
تجاهلها عمدًا وذهب يفتح الباب لكن وجده مغلق ف صرخ:
- سلمى افتحي الباب!
لم يجد رد ف كرر:
- سلمى! سلمى افتحي أنا مهاب!
لم يجد رد ف صرخ:
- اقسم بالله الباب لو ما اتفتح لـ
قاطع كلامه فتح الباب وظهور سلمى وجهها شاحب ك الأموات وشفتيها زرقاء، وصدم أكثر عندما وجد ملابسها ملطخة بالدماء وأسفلها في الأرض من الفراش حتى عنده بقع دماء.
- سلمى سلمى إيه د
فقدت وعيها في أحضانه، ف صرخ بإسمها وحملها وذهب للمستشفى، وطلب الطبيبة، ظلت دقائق معها وخرجت ف ذهب إليها وقالت:
- للأسف حصل إجهاض وفقدنا الجنين.
- جنين! سلمى حامل!
يعني سلمى كانت حامل! طب إزاي!
- إزاي إيه حضرتك!
- مش قصدي بس مكناش نعرف، يعني هو مات! طب طب وسلمى عاملة إيه؟
- هي كويسة بس مرهقة شوية والأفضل يبقى فيه اهتمام أكتر من كدا.
- عايز أدخلها ينفع؟
- هي لسه مفاقتش، بس لو عايز تقدر تتفضل.
- تمام.
قالها مهاب وهو يدلف للغرفة، جلس بجانبها وأمسك يدها وهو يرى نفس المشهد الذي حدث معها في أقل من شهر.
- أنا أسف، أنا كان لازم أوقف أمي عند حقها من الأول، بس أنا معرفش هي عرفت إزاي! للأسف كل ما علاقتنا تتحسن بتحصل حاجة بتخليها تسوء بزيادة، أنا معرفش في إيه!
صمت وظل يحتوي يدها بين يده حتى تفيق، مر الوقت وشعر بحركة يدها بين يده ف قال:
- سلمى إنتِ كويسة؟
وضعت يدها على رأسها وقالت:
- عايزة أشرب.
استدار بجسده يبحث عن مياه ف وجد الزجاجة، مد يده بالكوب أعطاه لها وساعدها بشربه ثم جلس بتوتر.
نظرت له بتعب وقالت بهدوء:
- مش قولتلك مننفعش لبعض؟
ذهب من هدوئها ف قال بإستغراب:
- أنا أسف بالنيابة عن أمي، أنا مش عارف مين قالها صدقيني و
قاطعته سلمى:
- وانا متأكدة من دا، أنا استحالة أشك فيك، يمكن وقتها إنتَ اللي جيت في دماغي بس فوقت وانتَ استحالة تعملها.
ابتسم مهاب واعتدل يضمها:
- أنا مبسوط إنك واثقة فيا، أنا بجد كنت قلقان ومتوتر، كنت زعلان إن علاقتنا مش بتفضل كويسة لازم يحصل مشاكل في كل وقت.
ابتسمت بهدوء ثم قالت بإرهاق:
- المشاكل أساسية على فكرة بين أي اتنين، بس مشاكل بسيطة ونحلها ونحاول منكبرهاش.
قرص خدودها وقال:
- يسلملي العاقل دا.
ابتسمت له بتعب ثم تذكرت الدماء ف رفعت الغطاء ثم نظرت له وقالت:
- كان كان في دم!
قال مهاب بتوتر وهو يهرب بعينيه:
- أه أه دم دم كان عادي يعني.
نظرت له بإستغراب وقالت في نفسها:
- عادي إزاي؟
أردفت سلمى بإرهاق:
- أنا عايزة أروح؟
حرك رأسه بطاعة وقال وهو يذهب:
- طيب يا حبيبتي هنمشي أهو.
بعد فترة كانوا جالسين في السيارة ف فركت سلمى يدها وقالت:
- هو ممكن تاخدني الشقة اللي كنت عايش فيها لوحدك قبل الجواز؟
أدرك ما تعنيه وما تشعر به ف أمسك يدها وقال بحنان:
- طب والفيلا ما هي بيتك! الفيلا بتاعتك!
حركت رأسها بنفي وقالت:
- أنا بصراحة كنت مفكرة إننا هنعيش في الشقة بتاعتك وقاسم برضو قالي كدا، الشقة بحسها صغيرة علينا وحلوة على عكس الفيلا كبيرة ومفيهاش حد، ف ينفع تاخدني على الفيلا؟
ضيق عينيه وقال:
- إنتِ بجد حاسة باللي بتقوليله ولا بتقولي كدا وخلاص علشان اخدك؟
حركت رأسها بنفي وقالت:
- والله الكلام من قلبي، خدني الشقة بقى؟
ابتسم لها وقال:
- حاضر، بس الموضوع لسه منتهاش.
نظرت له سلمى بعدم فهم، ولكن قالت:
- حاضر الموضوع منتهاش.
..........................................
مرت أيام حدث فيهم الأتي:
- طلب مهاب من أمه بذوق أن تعتذر من سلمى ومن بعدها تركها وعدم محادثتها مرة أخرى.
- عرف مهاب ما فعلته إنجي وأجبرها على الإعتذار لسلمى.
- ذهب مهاب للطبيبة نهال وأخبرها بم فعلت فتاة الاستقبال وأخذها لرشوة من أخته، ف إذا لم توافق على معاقبتها أو حتى طردها ف سيعاقبها هو.
- وبالطبع تحسنت علاقة مهاب وسلمى كثيرًا، وتصريحها بإعجابها به.
- أصرت سلمى على موقفها في بقائها في المنزل وترك الفيلا ف وافق هو على مضض، لكن بعدها وافق بترحاب عندما وجدها فرحة بالقرار وأحس هو بالدفىء كام قالت هي.
- خصص مهاب جزء من الفيلا وجعله مكتب له ولقاسم، وكما قال قاسم عندما حدثه أنهم لديهم زبائنهم وجاءوا إليهم بالفعل.
..........................................
دلفت سلمى لغرفة النوم وهي تحمل بيدها عصائر، وجدت مهاب يجلس على الفراش ويضع على ساقيه حاسوبه.
جلست بجانبه ولم يرفع هو وجهه عن الحاسوب، ف زفرت بضيق، وحمحمت لتجعل صوتها رقيق قليلًا لتخفي غيظها منه، همست برقة مصتنطعة وهي تجز على أسنانها:
- بقولك يا مهاب؟
رفع وجهه عن الحاسوب ونظر للعصائر وقال: