ييراء
- تعالي بس، دا بيعملوا شوية سمك سي فود إنما إيه.
ضحكت سلمى وقالت وهي تنظر للمكان:
- أكيد هيبقى حلو، بحب السمك دا.
- هيعجبك أوي.
نادى مهاب على النادل وأملاه عليه الطلبات وبدأت سلمى ومهاب يتسامرون، وبعد وقت جاء إليهم النادل بالطعام.
- يلا بسم الله، شمري يا بنتي وابدأي.
ضحكت سلمى وقالت:
- عنيا.
انتهوا بعد فترة من الطعام.
قال مهاب وهو ينظر للمكان:
- تيجي نتصور؟
- مش بعرف أصور ولا أتصور، بس المكان تحفة ما شاء الله ف موافقة.
قاموا الاثنين وقال مهاب:
- اقفي هناك أصورك.
اتجهت للمكان وهي تقول:
- هِنا؟
قال مهاب وهو يرفع هاتفه أمام عينه بإبتسامة:
- أيوة الله ينور، قولي بطيخ بقى؟
ابتسمت سلمى وقالت بضحك:
- موز.
ضحك مهاب وقال:
- لأ يا اختي قولي بطيخ!
أردفت سلمى بعند:
- مش هيحصل! بحب الموز أكتر.
رفع مهاب الكاميرا وهو يقول بضحك:
- موز موز يلا بينا.
التقط لها العديد من الصور، ثم اتجهت إليه وقالت:
- دورك بقى، تعالى أصورك.
حرك مهاب رأسه بنفي وقال:
- لا يا ستي إنتِ قولتِ مبتعرفيش! هتصوريني أي كلام.
نظرت له وأردفت بثقة:
- عيب عليك يا برنس! ناولني الفون بس وثق فيا.
ضيق مهاب عينيه وقال بضحك:
- متأكدة؟
أردفت بثقة أكبر:
- عيب عليك! أقف وانتَ هتشوف عظمة على عظمة!
اتجه مهاب للمكان وقال بسخرية:
- يا خوفي منك إنتِ.
- متخافش! أقف هناك.
ذهب ووقف وما إن رفعت الكاميرا أمامها، ثانية واثنين والتقطت العديد من الصور له.
أشارت له بثقة وقالت:
- تعالى قرب.
أردف بغرابة:
- لحقتي؟
- أيوة، غمض عينك وفتح وبص على العظمة.
فتح عينيه وصرخ مهاب بصدمة:
- إيه ده! إيه الصور دي! مصورة كتفي! وحطالي فلتر كلب!
أردفت سلمى بعبوس:
- مخليك كيوت!
- إيه اللي مخليني كيوت؟
حركت رأسها بثقة وقالت:
- الكلب.
- طب تمام كفاية تهزيق لحد كدا ويلا نمشي.
ذهبت بجانبه وقالت بحماس:
- بس إيه رأيك مش عظمة؟
أردف مهاب بنبرة ساخرة:
- عظمة أوي.
اتسعت ابتسامتها أكثر وقالت:
- لو عوزت تتصور تاني قول يا سلمى بس وهجيلك في ثانيتها، بس التصوير طلع سهل أهو!
حرك رأسه بسخرية:
- أه أه قال يعني صورتي!
عبست سلمى بوجهها وقالت:
- بطل تحبطني!
قال مهاب بغيظ كبير:
- بقى يا شيخة الصور اللي إنتِ مصورهالي دي صور! مصورة كتفي! طب أعمل بيه إيه!
- ديه صورة إستثنائية بس إنما الباقي جامد.
أمسك يدها وهو يمشي وقال:
- تعالي يا مغلباني.
ابتسمت سلمى وهي تنظر له ولأول مرة تدقق في ملامحه.
..........................................
بعد مرور يومين.
استمعت سلمى لصوت رنين هاتف مهاب، ف نظرت له وجدت أخيها قاسم ف ذهبت وطرقت على باب المرحاض؛ لأن مهاب في الداخل.
أردفت سلمى بصوت عالي:
- قاسم بيتصل، شوفته من بعيد.
فتح مهاب الباب وخرج وقال:
- فين دا؟
ذهبت وأحضرته وقالت:
- أهو.
ابتسم لها وهاتف قاسم وقال:
- ألو يا قاسم، إزيك.
استمع مهاب لصوت قاسم القلق وهو يقول:
- تعالى بسرعة في مصيبة.
ضيق مهاب عينيه وقال بسرعة:
- مصيبة إيه؟ في إيه؟
قال قاسم بصوت عالي:
- الشركة ولعت.
صرخ مهاب بعنف:
- بتقول إيه!
- إنتَ بتقول إيه!
- بقول إن الشركة ولعت، الشركة ولعت يا مهاب.
- طب أنا جاي في الطريق، سلام.
أغلق مهاب الخط معه وهو يمسح على شعره، ف قالت سلمى بتوتر:
- في إيه يا مهاب؟ قاسم كويس.
تنهد مهاب بضيق وقال:
- قاسم كويس، بس بس الشركة ولعت، احنا اتدمرنا.
قالت سلمى بإبتسامة متوترة:
- ما تقلقش خير، المهم إن الناس كويسين صح؟
أردف مهاب بنبرة قلقة:
- معرفش يا سلمى، في داهية الشركة بس الناس يبقوا كويسين فعلًا، أنا لازم أروح.
- طب خلي بالك من نفسك.
أخذ مهاب مفاتيحه وهو يجري بسرعة:
- ماشي يا حبيبتي سلام.
وصل مهاب للشركة وجد رجال المطافئ هناك، ورجال الشرطة، وقاسم يتحدث مع أحد في زاوية، أخذ ينظر للشركة بعيون مصدومة.
ذهب لقاسم وقال من وراءه:
- حد كان في الشركة جوة؟
التفت له قاسم وقال:
- مفيش حد.
- حصل إزاي الكلام دا؟
أردف قاسم بإرهاق:
- واحد اتصل بيا وقالي واتصلت على طول بالمطافي.
- الحمد لله.
نظر له قاسم وقال بحيرة:
- إنتَ عارف إن احنا اتدمرنا ولا لأ؟
تنهد مهاب وأخبره بأمل:
- ربنا كبير وهيحلها بإذن الله.
- إن شاء الله.
جاء شرطي من خلفهم وهو يقول:
- أهلًا بحضراتكوا.
صافح كل من مهاب وقاسم الظابط.
قال الظابط بعملية:
- معاكوا المقدم صلاح شكري، هبقى المسؤول عن القضية.