الخميس 19 ديسمبر 2024

روايه المطارد بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 19 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


والنعمة يايمنى ما انا سيباكي النهاردة واما اشوف اخرك ايه النهاردة
صباح االخير يا 
لم يكمل جملته حينما لم يجد صالح امامه عالعادة على الفراش تجولت عيناه نحو اركان الغرف بحثا عنه وكانت المفاجأة حينما وجده خلفه تماما شهق مڤزوعا يرتد بأقدامه للخلف متمتما بغيظ
بسم الله الرحمن الرحيم يخربيتك باشيخ
دون ارادته خرجت ضحكات صالح التي لم يستطع السيطرة عليها من كلمات هذا الصغير وتعبيرات وجهه اللطيفة بحق اقترب ليدنو حتى جثى على ركبتي وهو يخاطبه بابتسامة حانية 

ايه ياحبيبي انت اټخضيت انا اسف ياسيدي 
نهره محمد بنفي سريع
مصاحبا لغضبه الطفولي 
ايه اللي اټخضيت دي كمان انا راجل يعني ماحدش يخضني ولا يخوفني فاهم 
اومأ له صالح يسايره 
طبعا ياباشا دا انت راجل وسيد الرجالة كمان 
ايوة كدة صلح كلامك 
اردف بها الصغير فرك صالح بأطراف اصابعه على جبهته بتوتر قبل ان يسأله بتردد 
ااا هي الحاجة الكبيرة صوتها كان عالي ليه يامحمد وبتتخانق مع مين 
اجاب محمد وهو يتركه ليعتلي بأقدامه حتى استطاع الوصول الى التخت والجلوس على طرف الفراش تتدلى اقدامه الصغيرة منه 
أبدا ياسيدى اصلها كانت بتتخانق مع البت يمنى عشان مش عايزة ترجع لسعد ابن خالي تاني 
نهض صالح من
جلسته على ركبتيه بصعوبة يستندا بكفيه على الحائط غمغم محمد بصوته المحبب
تحب اجي اساعدك مدام مش قادر توقف 
تبسم له صالح وهو يستقيم واقفا
تمتم بها صالح مبتسما وهو يستقيم واقفا ثم اقترب حتى جلس بجوار محمد على طرف الفراش وساله بحرج
هي يمنى كانت مخطوبة قبلكدة يامحمد 
لوح له محمد بكفه الصغيرة مجيبا
ايوة ياسيدي امال انا بقولك ايه من الصبح كانت مخطوبة لسعد واد خالي موظف بشركة المية وعايش مع امه وابوه في شقة واسعة في عمارتهم هناك في البندر 
سأله صالح بغصة في قلبه 
طب هما سابوا بعض ليه ماتعرفش ايه سبب فسخ الخطوبة مابينهم 
يمنى كرهته 
هتف بها محمد واردف يتابع 
انا بسمعها تقول كدة على طول لامي اصله واد طري كدة في نفسه وكل كلمة يوصلها لامه
بس انا أمي مش هاتسيبها هاتفضل تزن عليها لحد ماتخليها تتجوزا بالعافية دي امي وانا عارفها 
اطرق صالح برأسه ينظر نحو الارض قليلا بحزن قبل ان يرفع انظاره نحو
محمد يسأله 
يعني انت متأكد انها هتوافق في الاخر عليه يامحمد 
هتف محمد 
ياعم وانا هاتأكد منين انت كمان انا بس بقولك امي زنانة ياللا انا قايم افتح المية على حوض الجرجير اللي في الجنينة 
اومأ صالح برأسه يستنكر غباءه في الالحاح على الطفل الصغير في أمر كهذا مفروغ منه فإن لم
تتزوج يمنى من ابن خالها سوف تجد غيره كثير ممن يصلح للزواج بها والأكيد انه ليس هو واحد منهم بمستقبله المظلم فالأولى به ان يفكر في مايتنظره من هموم ومصائب وترك احلام اليقظة لغيره مممن مازلت لديهم الفرصة والأمل في الحياة 
نهض محمد من فوق التخت ليخرج اوقفه صالح قبل ان يفتح الباب ويغادر 
محمد هو ابوك لسة مارجعش من مشواره 
هز رأسه بنفي محمد قائلا 
ابويا اتصل من شوية وقال انه راجع العشية 
اخد صالح شهيق طويل واخرجه ثانية يردف له لمحمد 
طب ماتنساش تبلغه لما يوصل اني عايزه ضروري حتى عشان اللحق اسلم عليه قبل ما امشي 
تمتم الاخيرة بصوت خفيض يذكر نفسه 
وفؤ الناحية الأخرى من البيت وشجار نجية مع ابنتها بداخل غرفة الثانية مازال على حاله نجية بإصرار وڠضب لرفض ابن اخيها ويمنى بتصميم على رأيها متحملة مايصدر من والدتها من ذم وكلمات في حقها موجعة تتلقاها بثبات وتحلي بالصبر في انتظار انتهاء والدتها وعلى اطار باب الغرفة تقف الفتاتين للمشاهدة صامتتين فلا تجرؤ واحدة منهم على التفوه ولا التدخل بكلمة فتنال ما تستحقه من توبيخ والدتها سمر و ندى التي كان يصدح هاتفها بطنين واهتزاز لوورد المكالمات الهاتفية التي ظلت تتجاهلها حتى ملت واذعنت مضطرة للإجابة وترك المشاهدة دلفت لدخل غرفتها تغلق الباب فجاءها الصوت المتلهف سريعا فورا 
اخيرا رديتي ياندى دا انا كنت هاتجنن واسمع صوتك هونت عليكي 
صمتت قليلا تستوعب كلماته قبل أن تجيبه
هونت عليا في ايه بالظبط هو انا عملت حاجة
عملتي ياندى لما تسيبني وتجري پخوف مني وانت عارفة ان نيتي سليمة معاكي لما اقعد اتصل بيكي فوق المية مرة والخۏف ينهش في قلبي عشان اطمن عليكي وانت برضوا ماتعبرنيش حتى برسالة 
وصلها صوت انفاسه الحادة وهو يردف بكلماته عبر الاثيرمما جعل توترها يزداد اكثر وقالت 
انت كنت بترن وانا في الحصة يعني ماينفعش ارد عليك ولما جيت هنا مكنتش فاضية عشان اكلمك في مكاني لوحدي 
كدة ياندى طب انا مسامحك بس والنبي ماتعمليها تاني عشان مايجراليش حاجة وتبقيانت السبب 
سالته بتشتت
ليه يعني دا كله عشان بس مارديتش عليك 
ايوة ياندى واكتر كمان دا انا بقيت مابنمش ولا بصحى غير وصورتك بس هي اللي في خيالي دا انا كنت بقعد بالساعات عشان بس اشوفك
معدية في الشارع او المح طيفك في شباك الفصل بتاعكم وانت بتتضحكي وتهزري مع البنات زميلاتك دا كله قبل ما اكلمك شوفي بقى بعد ما كلمتك وعرفت انك كمان ميلالي لما خدت موافقتك على الجواز دا انا هاتجنن ياندى هاتجنن وانا كل يوم بحلم باليوم اللي هايجمعني بيكي في بيت واحد وفي أؤضة واحدة 
صمتت وصوت انفاسه ازدادت حده أجفلها سائلا 
هو انت لسة مكلمتيش اهلك على موضوعنا 
تلعثمت تجيبه بارتباك 
لااا لسة 
لسة ازاي ياندى مش تكلميهم وتقنيعهم عشان يبقى ارتباطنا رسمي 
انتفضت مڤزوعة من صيحته وابتعلت ريقها قبل ان تجيبه بدهشة من افعاله 
محدش فاضيلي عشان
اقعد معاه ولا اتكلم ابويا من الصبح ماشتوفتوش وامي بتتخانق مع اختي اللي رافضة ابن خالي يرجعلها ثم انت بتزعقلي ليه 
صمتت قليلا وصوت انفاسه خفت حدتها بالتدريح حتى قال ببعض اللين 
معلش ياندى لو كنت بتعصب عليكي بس انت عارفة انا مستعجل على ارتباطي بيكي ازاي 
ضغطت على اسنانها تكبح ڠضبها على هذا الرجل فقالت بعجالة لتنهي المكاملة 
انا هقفل دلوقتي عشان امي جاية عليا 
طب استني دقيقة ياندى قبل ماتقفل 
ضغطت بأصبعها على سطح الهاتف بقوة حتى تنهي استماعها اليه تتنفس براحة وعمق ليدخل الهواء جيدا لداخل صدرها بعد القلق
الذي انتابها اثناء المكالمة منه وهي لا تعلم ماذا تفعل الان 
يتبع
الفصل ١٥ 
وبداخل غرفته كان صالح يقطع الغرفة ذهابا وايابا رغم دوار رأسه والألم الشديد الذي يجعله الرؤية تتشوش أمامه احيانا ولكنه مصر على السير بإرادة وعزم شديد مستندا على حوائط الغرفة انتبه على طرقة خفيفة قبل ان يدفع سالم الباب ملقيا السلام نحوه 
مساء الخير وه دا انت ماشاء الله عليك بقيت تمشي على رجليك كمان 
تبسم صالح له بشحوب يرد
مساء الخيرات ياعم سالم حمد لله على السلامة 
الله يسلمك بس على ايه 
سأل سالم فجابه صالح 
حمد لله على السلامة من مشوارك انا بلغني انك طلعت الصبح بدري النهاردة من غير ما تقول لحد على وجهتك 
اه دا صح طب انت لو عايز تتمشى تقعد تعالي معايا تتمشى برة في
البراح
بدى الأؤضة الضيقة دي حتى عشان تاخد نفسك 
قطب صالح مندهشا من عرضه الغريب فقال 
لا تشكر الف شكر زينة الأوضة والحمد لله اهي نفعاني في المشي ورضا كمان 
تقدم سالم اليه يخلع عن رقبته العباءة السوداء ليضعهة على طرفي الكرسي ثم ليتناول ذراع صالح يمسكها بحرص قائلا 
تعالى تعالى انا هاساعدك تستند عليا 
تسمر صالح مكانه ومال برأسه ينظر الى الرجل وحماسه الغريب فخرجت كلماته بتوجس
هو في ايه بالظبط ياعم سالم انت مش واخد بالك ان بطلوعي من الأوضة هابقى كشفت بيتك دا غير ان في حرمة حريم ولا نسبت ياعم سالم 
تبسم سالم بعرض وجهه حتى ظهرت اسنانه يرد 
لا ياسيدي مانسيتش بس ان كان على حرمة الحريم فمتعولش همها انا عامل حسابها وان كان على كشف بيتي فانا بيتي انكشفلك من زمان ولا انت نسيت الشباك اللي بيطل على الجنينة والزريبة الكبيرة اللي ورا تعالى ياراجل وعلى مسؤليتي مش انا كبير البيت حد شريكي 
استسلم صالح لجذبه من سالم رغم تعجبه الشديد من حال الرجل وكلماته الغريبة حينما خرج كان مطرقا برأسه مخفضا عيناه نحو الأرض بحياء سالم الذي كان يخطوا ببطء ليساير خطوات صالح الضعيفة وهو منتبه على فعل صالح وحياءه هتف فجأة عليه حينما قطعوا الاثنان الطرقة المؤدية الى غرفة الجلوس
خلاص بقى ارفع راسك احنا داخلين الأؤضة وفي عتبة لازم تتخطاها 
عتبة ايه ياعم سالم هو انت واخدني لفين بالظبط احنا هانتمشى وخلاص هاتدخلني اؤضة الجلوس ليه بس
سأله بعدم فهم وقد اطاحت الحيرة بعقله ليجد تبسم سالم اليه يومئ له برأسه نحو داخل الغرفة التي وجد نفسه صالح واقف امام مدخلها وحينما وقعت عيناه بداخلها صعق مذهولا لدقائق قبل ان يتمالك نفسه قائلا بعدم تصديق لرؤية الرجل الذي نهض يتقدم نحوه بفرحة غامرة 
عمي فضل
يتبع 
الفصل ١٦ بقلم امل نصر 
هو مين اللي عندنا جوا في اؤصة الضيوف
تفوهت بها يمنى التي عادت من عملها في الوحدة لحالة طارئة اضطرتها للتأخر في العودة للمنزل ومصاحبة الطبيب حتى انتهى من الحالة جاوبتها سمر وكتابها الذي تستذكر منه في يدها 
معرفش والله اصل ابوكي كان جايبوا معاه من مشواره دا حتى دخل عليه
الراجل اللي اسمه صالح 
قطبت يمنى قائلة بدهشة
دخل عليه صالح ازاي يعني 
جاوبتها سمر وهي تهز كتفيها بعدم معرفة 
زي مابقولك كدة اصله اول ماجاه بالراجل دخل بيه على اؤضة الضيوف وامر امي بتحضير عشا و انا واختك ندى قالنا نوسع سكة وندخل على اؤضنا وبعدها من غير سكات لقيناه ساحب صالح وداخل بيه على الاؤضة اللي فيها الضيف 
يبقى اكيد الراجل يعرف صالح 
تمتمت بها يمنى رغم تعجبها ثم اللتفتت تسأل سمر 
طب هي ندى فين يعني ماشيفهاش معاكي يعني 
اجابت سمر 
ابدا ياستي اصلها حاولت تذاكر ولا تعمل اي حاجة من التطبيقات اللي بتاخدها في
المدرسة بس معرفتش تركز فقامت فجأة كدة وربنا هداها تساعد امك في المطبخ 
ندى دخلت المطبخ 
تفوهت بها يمنى بعدم استيعاب لا تصدق ماسمعته من سمر 
وكأن برؤيته قد استعاد حقه المهدور وكأن برؤيته قد عاد مرة اخرى صالح القديم الذي لا يحمل للدنيا هما ولا يعي بمشاكل او مصائب قد يعاني منها اخرون من وقت أن عانقه بقوة وهو مازال على حالته من التشت وعدم التركيز ينظر الى الرجل العجوز والى سالم بقلب يرتجف من فرط مايشعر به انه وجد اخيرا من بحث عن حقيقته ووجدها عند من يصدقه القول 
ماببتكلمش ليه ياصالح معانا وترد
علينا
سال سالم فاجاب صالح 
ووانتوا كنتوا بتقولوا ايه معلش مكنتش واخد بالي 
ربت الرجل العجوز على ركبته 
خير ياولدي
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 34 صفحات