ييراء
رفع مهاب حاجبيه وقال بتسلية:
- كيفي كده!
اتسعت ابتسامتها أكثر وقالت:
- أوكي.
بدأ مهاب في عمل الطعام الكثير، وهي تعترض أحيانًا وتخبره ماذا يفعل أحيانًا أخرى.
- وبعدين؟
أشارت بيدها وحركت يدها بعشوائية وهي تقول بصوت غريب مضحك:
- انزل بالملوخية بقى واشهق جامد.
وضع مهاب الطبق على الرخام وقال بضحك:
- طب والله ما انا عاملها هاه؟
ضحكت سلمى وقالت:
- يا عم دا أنا طالبة ملوخية مخصوص علشان أسمع الصوت ده!
ضحك مهاب وهو يقول:
- قومي اعمليها إنتِ يا ستي وانا مالي!
وضعت يدها على رأسها وقالت بتمثيل:
- دماغي وجعاني خلصني خليني أكل!
أمسك بالطبق وقال بضيق وضحك:
- طيب طيب إيه الشغلانة دي!
- بضمير يا عم، حط الملوخية بضمير.
وضعها مهاب بضحك وانتهى من الطعام و ضعه على المائدة ونزلت سلمى وهي تتضحك وبدأوا بتناول الطعام.
انتهوا من الطعام وقال لها أن تخرج تنتظره بالخارج، وصنع لنفسه كوب قهوة وكان هناك عصير في الثلاجة ف أحضره لها.
جلس بجانبها وقال:
- أنا رايح عند قاسم ورايحين بعدها في حتة أخدك عنده شوية؟
ابتسمت سلمى وقالت بفرحة:
- بجد؟
ابتسم لها مهاب وقال بحنان:
- أيوة.
اتسعت ابتسامتها وهي تقول:
- خلاص جاية معاك.
- في ثانية تكوني لبستي.
حركت رأسها وهي تذهب وتقول:
- حاضر.
مر الوقت وذهب مهاب وسلمى منزل قاسم، جلسوا سويًا بعض الوقت، وبعدها انسحب قاسم ومهاب ليفعلوا شيء ما.
ركبوا سيارة قاسم وقاد مهاب وأثناء القيادة قال مهاب:
- هموت واشوف الكلب اللي هناك دا.
أيده قاسم وهو يفرك يده بحماس:
- وحياتك عندي أنا إيدي بتاكلني من إمبارح.
ضحك مهاب بشدة وأردف:
- ما تقولش؟ ما جيتش جمبه؟
ضحك قاسم وقال:
- لأ طبعًا ضربته بس شوية صغيرين على ما نوصل.
ضيق مهاب حاجبيه وقال بضحك:
- بتسخنه على اللي جاي.
ضحك قاسم وقال:
- مظبوط عليك نور.
دلفت السيارة عند منطقة مظلمة وبها أراضي زراعية كبيرة وأصوات مخيفة ولا يوجد مناطق سكنية ولا منازل، فقط أراضي.
وقفت السيارة أمام مصنع قديم ويبدو مهجور، دلفوا الاثنين بعد أن وضعوا السيارة.
دلف مهاب وخلفه قاسم وقابلهم شخص ما واقف على باب المصنع، ف تحدث مهاب بجدية:
- الواد جوة؟
حرك الرجل رأسه وقال:
- جوة يا مهاب بيه.
- تمام.
دلفوا للغرفة وجدوا شخص ملقى على الأرض، ووجهه به دماء.
ضحك مهاب بشدة وأردف وهو يلقي بالمياه على وجهه لإفاقته:
- يا مرحب بابن عمي وأخويا الغدار.
..........................................
يتبع....
أهلًا بابن عمي وأخويا الغدار.
- فوق يا لا مش كام قلم هيرقدوك!
فتح الشاب عينيه بغضب وظل ينظر لهم بإستفزاز، ف هبط مهاب لمستواه وهو يتحدث بهمس:
- بقى أنا تعمل فيا كدا؟
ظل ينظر له الشاب بإستفزاز ف أكمل مهاب:
- عملت كدا ليه يا ياسر؟ نهيت تعبنا وشقانا بعود كبريت؟
صرخ ياسر بغضب:
- تعبك وشقاك إيه؟ دا شقى وتعب أبويا، إنتَ وأبوك خدتوا كل حاجة وضحكتو علينا.
نظر له مهاب بغموض ثم بدأ بالضحك وقال:
- برضو؟ اللي فيك فيك؟ دماغك مش هتنضف أبدًا! لو تقول مين زرع الفكرة الزبالة دي في دماغك كله هيتحل؟
صرخ ياسر وقال بغضب:
- ما دا اللي حصل! خدتوا إنتَ وابوك الورث وفلوس الورث وضحكتوا علينا، وابويا سكت ومات بقهرته.
صرخ مهاب بغضب:
- ولا إنتَ بتقول إيه؟ أنا ساكتلك من الصبح، ورث إيه وفلوس إيه ما كله كان متقسم من قبل ما جدك يموت، مين زرع الفكرة دي في دماغك.
- أبويا اللي قال كدا واستحالة يكدب!
قست ملامح مهاب وهو يقول:
- أبوك وعارفينه إنه بتاع فلوس، ومش عايز أقول كلمة تانية واغلط فيه علشان بين إيدين ربنا، ف إيه؟ الورث متقسم.
قال ياسر بصوت عالي وبرود:
- مش هصدقك أنا مش أبويا علشان أسكت عن حقي، واللي عملته معاك دا أقل حاجة ممكن أعملها فيك، واخد حقي.
- تاخد حقك إيه يا لا! إنتَ مالكش حقوق عندي، ولولا بس إنك ابن عمي أنا كنت لحستك التراب دا.
- طول عمرك عنيف وجبروت وهتفضل كدا.
انحنى مهاب لمستواه وقال بهمس:
- تمام، ابعد عن طريقي يا ياسر علشان مستخدمش عنفي وجبروتي دا معاك.
إعتدل مهاب وما زال ينظر له، وبعدها نظر لقاسم وأشار لشيء، ف قال قاسم بإستغراب:
- إيه؟
حرك مهاب رأسه بيأس وقال:
- يلا نمشي.
- تمام.
خرج الاثنين وأغلقوا الباب وياسر يصرخ ويسبهم بالداخل.
ركب مهاب وقاسم السيارة وقال مهاب بيأس وهو يشعل سيجارته:
- الواد دا عيل ودماغه مش فيه، طول عمره واد غلاوي كدا.
رفع قاسم حاجبه وقال: