ييراء
أمسك يدها وقبلها وقال:
- وأديني بقيت مكانه.
نظرت له بأعين لامعة وقالت:
- إنتَ عارف؟ إنتَ إنسان لطيف وعظيم أوي.
ضمت يده بيدها هذه المرة، ثم رفعتها وقبلت يده وارتمت بأحضانة قائلة:
- إنسان عظيم أوي.
..........................................
كانت تسير سعاد (شقيقة مهاب) عائدة للمنزل، ف لاحظت شاب يمشي خلفها، تجاهلت الأمر بالبداية لكن زاد الأمر عن حده عندما اقترب منها وهمس:
- ما تيجي معايا يا قطة وهدلعك؟
صرخت بغضب وهي ترفع يدها وتضرب وجهه:
- إيه يا حيوان الكلام ده! إنتَ معندكش أخوات بنات!
- لأ معنديش، تعالي بس.
سحبها خلفه وهي تحاول الفرار منه لكنه حملها وأخذها بمكان بعيد بعد أن كمم فمها، جرى بسرعة حتى لا يراه أحد، وذهب لمصنع قديم ودلف بها للداخل.
ألقاها على الأرض ف حاولت الاعتدال لكن ارتمى بجوارها وقيد حركتها بيده، ف بدأت بالبكاء وهي تترجاه:
- أرجوك إبعد الله يخليك إبعد الله يخليك.
إرتمى فوقها وهو يحاول تقبيلها، ويقيدها بيده أكثر ونظرًا لفرق الحجم بينهما ف كان هو الفائز.
بدأ بتقبيلها وبيدها تتحسس الأرضية ورؤية مشوشة تبحث عن شيء.
ظلت تتحسس الأرضية حتى وجدت زجاجة من الزجاج حاولت إمساكها، أمسكتها بسرعة ورفعتها وبكل قوتها نزلت بها على رأس الشاب.
إرتمى جسد الشاب بجانبها ف وقفت بسرعة ونظرت له بخوف وجرت نحو الخارج وهي تمسك حقيبتها ببكاء.
- أعمل إيه أسيبه يموت! ما انا كدا هروح في داهية، أنا حتى مش معايا رقم المستشفى!
جرت بأقصى سرعتها للخروج من هذه المنطقة، ف ارتطمت بشاب أخر كان يمشي بشرود.
- أنا أسفة وسع؟
نظر الشاب لهيئتها الغريبة ف أمسك بيدها قبل أن تذهب وأوقفها أمامه وقال:
- إنتِ بتعملي إيه يا بت في المنطقة دي! ومالِك مبهدلة كدا ليه!
قالت له ببكاء وعدم وعي:
- أنا قتلت واحد جوة ودمه في الأرض خش ساعده انا كدا هيقتلوني؛ بس هو اللي غلطان والله شالني وخدني مكان مهجور وكان وكان بيقرب مني هو اللي غلطان الحقه.
نظر لها ولهيئتها ف قال:
- طب إهدي هو يستاهل يا رب يموت تعالي أوصلك.
هزت رأسها بعشوائية وقالت:
- لأ لأ أنا هقولك المكان وروحله، وصفت له المكان ثم جرت بسرعة وهو ينادي عليها.
- يا أنسى هوصلك!
لكن بسرعتها تلك اختفت من أمامه ف ذهب للمصنع المهجور حيث الشخص، دلف وجد الشاب وحوله دماء، اقترب منه وبصق عليه وقال:
- حسبي الله ونعم الوكيل أشباه رجال.
انحنى بغضب وهو يجره خلفه وأخذه لمكان سيارته البعيدة زحفًا، ثم ألقاه بإهمال وذهب به للمستشفى.
..........................................
استمع مهاب وسلمى لصوت طرقات على الباب، ف ذهب مهاب لفتحه.
- إيه دا سعاد!
فقدت وعيها بأحضانه:
- مهاب إلحقني!
كان يقف مهاب بشرود في الشرفة، واضعًا يده في جيبه، استمع لخطوات قريبة منه ف نظر خلفه وجدها.
- إنتَ كويس؟
نظر أمامه بحزن وقال:
- أختي بتدفع غلط اللي قالته أمي!
اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وأردفت:
- حبيبي كله هيتحل
صمتت ثانيتان ثم أكملت بحزن:
- أنا حاسة بيها صدقني، أنا أكتر حد حاسس بيها وباللي مرت بيه.
التفت لها وضمها لصدره وأردف وهو يمسح على خصلات شعرها:
- أنا أسف إني فكرتك بالموضوع، أنا بس قلقان على سعاد، أمي هتفوق أيوة؛ بس هتفوق على اللي حصل لبنتها، أنا حذرتها قبل كدا بس هي مكانتش بتحط حاجة في دماغها، إنما دلوقت هتفوق وأوي.
رفعت رأسها من أحضانه وقالت:
- إنتَ زعلان؟ ما تزعلش.
ابتسم على برائتها وضمها بقوة وأردف:
- طول ما انا معاكِ مش هزعل أبدًا، خليكِ إنتِ جمبي وبس.
ابتسمت له وقالت:
- هفضل جمبك ومعاك ولازقة فيك، متخافش.
قهقه مهاب بصدمة وقالت بإستغراب:
- ضيعتِ اللحظة الرومانسية بكلامك!
أشارت بيدها وقالت:
- إنتَ مش قولتلي خليكِ جمبي؟ قومت أنا رديت وقولت هخليني جمبك على طول! إيه بقى!
قال بسخرية وهو يضم حاجبيه:
- وبخصوص هفضل لازقة فيك؟
حركت كتفيها بتلقائية وقالت:
- هي بتتقال كده!
رفع حاجبيه وأردف:
- والله؟
- والله.
أمسكت يده وأخذته خلفها وهي تقول:
- تعالى بس إنتَ ما كلتش من الصبح! عملت الأكل اللي بتحبه.
ضحك وقال بخبث:
- وانتِ عرفتِ منين الأكل اللي بحبه.
قالت بتلقائية:
- سألت سارة، وعرفت عنك كل حاجة أنا عايزاها.
- كل حاجة كل حاجة؟
حركت رأسها وأردفت:
- كل حاجة كل حاجة.
..........................................
كانت تجلس على فراشها تضم ساقيها بجسد مرتجف، وهي تتذكر ما حدث معها وحديثها مع أخيها مهاب.
رفعت يدها موضع تقبيل ذلك الشاب لها وبدأت بمسح أثاره من على وجهها بعنف حتى أصبح باللون الأحمر الغامق.
أنزلت يدها وبدأت بالبكاء بصوت عالي، ف دلفت إليها والدتها بحزن وذهبت إليها وضمتها وبدأت بالبكاء هي الأخرى.