الإثنين 25 نوفمبر 2024

ييراء

انت في الصفحة 25 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

- معلش يا حبيبتي، حقك عليا أنا، أنا اللي غلطانة غلطت مع مرات أخوكِ وعايرتها بحاجة هي ملهاش دخل بيها وقولت كلام زي السم ووحش أوي وربنا عاقبني فيكِ، يا ريت كان عاقبني أنا يا حبيبتي أنا اللي أستاهل، حقك عليا يا ضنايا.

ضمتها سعاد أكثر وهي تبكي وتقول بعشوائية:

- أه يا ماما أنا كنت بموت.

ضمتها أنهار أكثر ودموعها تهبط بصمت وقررت في ذاتها أنه يجب عليها التوجه لسلمى والإعتذار منها وإصلاح كل شيء فعلته هي معها، عاقبها ربها في واحدة من بناتها وتعلمت الدرس، وأدركت أنه حان الوقت الأن؛ لتغيير شخصيتها المعقدة المنغلقة والتي تنفر الناس منها، لا تريد أن يحدث لأولادها شيء أخر بسبب أفعالها البغضاء.

..........................................

في مكان ما بعيد، يتحدث شاب في هاتفه ويقول:

- عرفت عنهم كل حاجة؟

أجاب رجل ما على الخط:

- أيوة يا بيه، المعلومات كلها هبعتها دلوقت.

أرسل الرجل ملف ما على الهاتف، فتحه الشاب وبدأ بقراءة ما به وبعدها ابتسم بسخرية:

- تمام حلو أوي كدا، تقدر تجيبها على هِنا إمتى؟

- اللي تشوفه يا بيه، قول بس المعاد والمكان وانا تحت أمرك.

ابتسم الشاب بخبث وقال:

- جدع والله، بكرة الصبح كويس وهاتها على هِنا على المزرعة.

- تمام يا بيه، هراقبها وأول ما تطلع من بيتها هتكون عندك.

أغلق الشاب الخط ونظر أمامه إلى مجموعة الصور التي أمامه معلقة على سبورة كبيرة، وبيده أخذ القلم الموضوع على المنضدة، وصنع علامة X باللون الأحمر على إحدى الصور.

- فاضل بكرة وبس، وبعدها هتبقي في حضني.

......

"صوت بكاء طفل رضيع يتردد في الأنحاء، يليها فتح الباب وظهور الطبيب ويحمل بيده الطفل الصغير، أعطاه له وأخذه هو بأيدي مرتعشة عندما استمع لقول الطبيب بأسف:

- البقاء لله؛ للأسف مقدرناش ننقذ الأم.

صرخ بدموع ووجع:

- لأ، سلمى."

..........................................

- أمي! إتفضلي!

قالها بهدوء وحزن منها، ف نظرت للأرض وقالت بندم:

- أنا أسفة يا ابني، أنا عرفت غلطي، وجاية أعترف وأعتذر لسلمى؟

ابتسم لها ف هو يعرف أنها أدركت حجم خطأها، وسوف تتوقف بالفعل عن مضايقة زوجته ف قال:

- اتفضلي يا أمي أقعدي وهندهلها أهو.

جلست هي ف ذهب هو لغرفته وجد سلمى كانت تقف على الباب تستمع لهم ف ابتسم لها وقال:

- أخرجي يا روحي.

رفعت حاجبيها وقالت:

- ماذا روحي!

ابتسم لها وهو يضرب بخفة ذراعها:

- اطلعي ماما عايزاكِ في حاجة.

- حاضر.

خرجت لها بالخارج ف وقفت أنهار بندم، واحتضنتها وسلمى تحتضنها بإستغراب، استمعت بعدها لصوت أنهار وهي تقول:

- أنا جيت النهارده أعتذرلك، يمكن اعتذرتلك قبل كدا بس مكانتش من قلبي زي دلوقت، أنا عرفت غلطتي وبعترف بيها، أنا أسفة يا بنتي والله.

تراجعت سلمى قليلًا وهي تقول بإحراج:

- لا يا طنط ما تعتذريش ما حصلش حاجة

صمتت قليلًا ثم أردفت:

- حضرتك كان معاكِ حق، إنتِ أم وخايفة على ابنك، مأجرمتيش ولا حاجة، دا شيء طبيعي.

أمسكت أنهار يدها وجلست وأجلستها بجانبها، بينما ذهب مهاب للمطبخ يحضر عصائر متعمدًا تركهم بمفردهم.

- سامحيني يا بنتي أنا والله كنت خايفة وقلقانة على ابني، تخيلي إنه ما جاش قالي على الفرح! أه والله هو بس كلمني وبعتلي رسالة وقالي، تخيلي لما تخلفي إن شاء الله وتربي ابنك ويكبر ويقرر يتجوز وانتِ يتقالك زيك زي أي حد غريب، قلبي وجعني أوي والله، سامحيني مش عايزة بناتي يدفعوا تمن غلطتي.

ابتسمت لها سلمى وقالت:

- مش زعلانة ومسمحاكِ وعادي والله.

- يعني مش شايلة من ناحيتي أي حاجة؟

حركت رأسها بنفي وقالت:

- لأ مش شايلة.

خرج مهاب بالعصائر وذهب لهم ووضعها على المنضدة وهو يقول:

- اشربوا يا جماعة عمايل إيديا.

رفعت سلمى حاجبيها بسخرية، ف ابتسم لها بتوتر وقال:

- بهزر عمايل إيد سلمى.

حركت رأسها بمعنى 'جدع'

..........................................

في المساء كانت سلمى تتحدث مع قاسم من فترة، وما زالوا يتحدثون حتى الأن ومهاب ينظر لها بغيظ.

- بقالكوا ٣ ساعات بتتكلموا، الراجل وراه مصالح!

نظرت له ثم نظرت لهاتفها وقالت:

- إنتَ وراك مصالح يا قاسم؟

- لا يا روحي كملي وسيبيه متغاظ.

حركت رأسها بطاعة وهي تقول بضحك:

- حاضر.

ظلوا يتحدثون ثم قالت سلمى فجأة:

- قاسم إنتَ عارف؟ كان نفسي يبقى ليا اخوات.

زمجر قاسم بغضب:

- وانا إيه يا بنت الهبلة!

ضربت بقدمها الأرض وقالت:

- ما تشتمش!

ومهاب ينظر لها ويحاول كتم ضحكته.

أردف قاسم بتبرير:

- وهو في حاجة اسمها نفسي يبقى عندي اخوات! وانا مش مكفيكِ!

أردفت هي الأخرى بتبرير وعبوس:

- يا قاسم مش قصدي! قصدي أخ راجل!

ضغط قاسم على أسنانه وقال:

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 29 صفحات