ييراء
انت في الصفحة 29 من 29 صفحات
"صوت بكاء طفل رضيع يتردد في الأنحاء، يليها فتح الباب وظهور الطبيب ويحمل بيده الطفل الصغير، أعطاه له وأخذه هو بأيدي مرتعشة عندما استمع لقول الطبيب بأسف:
- البقاء لله؛ للأسف مقدرناش ننقذ الأم.
صرخ بدموع ووجع:
- لأ، سلمى."
نظرت له سلمى بحزن وقالت:
- الله يرحمها، ما تزعلش.
ابتسم وسط الدموع التي تجمعت في عينيه وقال:
- حاضر.
رن هاتف جهاد ف نظر به وجد الرجل الذي يعمل معه، ف غمز لسلمى وقال بضحك:
- الحبايب شكلهم على وصول.
نظرت له بغيظ ف ضحك وفتح الخط وقال:
- ها إيه الأخبار؟
- عرفوا المكان يا جهاد بيه وفي الطريق دلوقت.
ظل يحرك جهاد أصابعه بإستمتاع وقال:
- طب تمام إنتَ عارف هتعمل إيه.
- تمام يا بيه.
أغلق جهاد الخط ونظر لسلمى وجدها تنظر له بضيق وقالت:
- لو سمحت أنا خايفة عليهم، ما ينفعش اللي بتعمله ده!
أردف جهاد بصدق:
- يا بنتي مش هعمل حاجة والله هنعطل الطريق بس.
بادلته نظراته بضيق وقالت بملل:
- ينفع أخرج الجنينة أنا زهقانة؟
أشار برأسه للخارج وقال:
- اخرجي.
..........................................
في منتصف الليل قرب الفجر.
كان مهاب يقف أمام المزرعة وهو يعمر سلاحه ووضعه في جيبه، وبجواره قاسم وياسر الذي أصر على الذهاب معهم.
أسند مهاب ذاته على الحائط، وقفز إلى الجهة الثانية وهو يخرج سلاحه، يليه قاسم يليه ياسر.
قال ياسر بخوف:
- أنا خايف.
جز مهاب على أسنانه وهو يقول:
- ما تنشف يا لا في إيه!
أردف قاسم بتوتر:
- يلا بقى!
…
داخل المزرعة في الحديقة.
كان قد ظهرت نتائج التحاليل، وقف جهاد أمام سلمى وهو يشير بضحك للورق بيده:
- خدي يا أختي العزيزة، افتحي وشوفي.
ابتسمت له ثم أخذته وبدأت بفتحه، لم تتفاجأ كثيرًا؛ الوقت الذي قضته معه أكد لها احساسها أنه أخاها حقًا.
ارتمت بأحضانه وهي تلف يده حوله، بينما ابتسم هو وتلقائيًا ضمها له أكثر وهو يقول:
- أخيرًا، كان نفسي في الحضن دا من زمان.
- كدا ناقص قاسم، إنتَ عارف أنا قعدت معاك الساعتين دول أه بس أنا حبيتك فيهم أوي.
- وانا حبيتك من زمان.
في نفس الوقت دلف الثلاث رجال، وجحظت أعينهم وقفوا بصدمة بينما سار مهاب بصدمة ناحيتها وهو يراها
تحتضن غيره.
استنشقت هي رائحته، ف رفعت رأسها تلقائيًا وجدته خلف جهاد الذي يحتضنها.
- مهاب! إنتَ فاهم غلط!
نظر لها بدموع خيبة أمل ورفع يده يصفعها.
..........................................
كانت تجلس على فراشها بملل وهي تعبث بهاتفها تتنقل بين برامجه، ظهرت رسالة واتساب فتحتها باستغراب، وجدت محتواها.
= هاي.
نظرت لصورة البروفايل وجدتها صورة تنتشر فيها اللون الأسود ومن الواضح أنها لولد ما.
قالت إنجي في نفسها:
- دي واضحة إنه رقم ولد! هخش أجرب.
= هاي.
= نتعرف؟
نظرت للهاتف ودقات قلبها تعلو، كانت تريد أن تزيل الرقم، لكن قالت في ذاتها، لم لا؟ أصدقائها جميعًا يتحدثون مع شباب ما عداها، ستجرب الأمر فقط وتلغي الأمر لاحقًا.
= إنجي، وانتَ؟