ييراء
- والله بقى أنا أعمل اللي عايزه ومحدش يكلمني.
قال كلمته الأخيرة وهو يقترب منها، وأخذ خصلة من شعرها ف صرخت بألم وقالت:
- إنتَ عملت إيه يا حيوان!
رفع الخصلة أمامهما وهو ينظر لها بتمعن وأحضر ورقة من المنضدة بجانبها ووضع بها الخصلة.
لف الورقة جيدًا ووضعها بجيبه وقال:
- للتحليل؛ أنا عارف إنك أختي بس علشان تبقي على راحتك، النتيجة تطلع ونروح لقاسم.
ضيقت عينيها وقالت بإستغراب:
- وهو دا هياخد قد إيه؟
أجابها وهو يظبط ساعته:
- غالبًا التحليل بيطلع بعد أربع خمس أيام، بس معايا أنا ٢٤ ساعة بس.
عبست بوجهها مقلدة إياه بغيظ وهي تقول:
- يخرب بيت الغرور؛ معايا ٢٤ ساعة بس.
انتهبت لحديثه ف قالت بصراخ:
- لأ روحني إنتَ هتبيتني هِنا! زمان مهاب وقاسم قلقانين!
نظر لها بإبتسامة وقال:
- لأ متخافيش، أنا عارف وعامل حسابي، هم مش هيعرفوا يوصلوا على هِنا غير على الفجر وهتكون نتيجة التحليل طلعت.
فتحت عينيها على وسعيها بصدمة وقلق قائلة:
- إنتَ عملت فيهم إيه!
أردف هو بسخرية من خوفها:
- إيه يا بنتي مقتلتهوش متخافيش.
صرخت برعب:
- أومال قصدك إيه بكلامك؟
أجاب بإبتسامة جانبية جذابة:
- في حد مراقبهم، ولو عرفوا الطريق باعت رجالة تعطله شوية.
ضيقت عينيها وقالت:
- تعطل إيه؟
زفر بملل:
- الطريق؛ يخلوه زحمة يعني أو طوبتين يتحطوا شغل عصابات يعني.
نظرت له وشعرت بالأمان قليلًا، لا يؤذيها ويتحدث معها بهدوء والأفضل من هذا كله أنه هناك شبه بينه وبين والدها كثيرًا، حتى أنه يشبهه أكثر مما يشبه قاسم أباه.
أصدرت معدتها صوت غريب، ف نظرت له بإحراج ربما استمع له، لكن لم يستمع ف قالت:
- أنا جعانة؟
ابتسم لها جهاد بحنان وقال:
- أنا نسيت خالص، كويس إنك قولتِ.
سار اتجاه الباب ف أوقفته قائلة:
- هو انتَ اسمك إيه؟
ابتسم وقال:
- جهاد.
ثم ذهب للخارج، ف كررت هي بهمس:
- جهاد.
..........................................
كان مهاب يعبث بحاسوبه وبجواره قاسم وياسر وشاب أخر، قال مهاب للشاب:
- ها عرفتوا؟
- الصراحة أنا مش شايف، وشه مش واضح.
ضرب مهاب على المكتب بعصبية وقال:
- أومال أنا جايبك ليه! دقق تاني أنا عايز مراتي!
أردف ياسر بتوتر:
- يا مهاب إهدى مش كده!
- أهدى إيه احنا بقينا أخر النهار، شوية والدنيا هتليل!
أردف قاسم الجالس على المقعد بإرهاق وتوتر وخوف ومشاعر كثيرة:
- أنا مش عارف البوليس مكلمناش لدلوقت ليه؟
كاد مهاب أن يجيب لكن قطعه الشاب بقوله:
- تعرف تكبر الصورة وتبعتها؟
- ليه؟ عرفته؟
حرك الشاب رأسه بنفي وقال بتوضيح:
- في برنامج كدا بيوضح الصورة المشوشة اللي زي دي، هنقرب وشه وهنعمله بالبرنامج وهعرفه.
- تمام.
فعلوا كما قال وفي خلال ١٥ دقيقة كانوا انتهوا من الأمر وعرفوا الخاطف.
..........................................
- ينفع تحكيلي على ما النتيجة تطلع كل حاجة عنك؟ أنا عايزة أعرف؟
قالتها سلمى بفضول، ف ابتسم جهاد بحب وقال:
- أنا لقيتك انتِ وقاسم من ٤ شهور وكنت بحاول أجمع أي معلومات عنكوا وعرفت كل حاجة بالفعل.
بلعت رمقها بتوتر وقالت:
- كل حاجة؟
ابتسم بحزن ف هو أدرك مقصدها، ف حرك رأسه بنعم بأسف، ف تنهدت بحزن ونظرت للأرض.
اقترب منها بهدوء وجلس بجانبها وقال:
- لقيته وهندمه.
رفعت بصرها له باستغراب وقالت:
- لقيت مين؟
ابتسم بغموض وقال:
- الواطي اللي أذاكِ.
نظرت له بصدمة وقالت:
- لقيته؟
ابتسم وهو يحرك حاجبيه بخبث وقال:
- مرمي في المخزن بقاله أسبوع.
وضعت يدها على فمها تمنع شهقتها بصدمة وقالت:
- مرمي في المخزن! يعني هو معاك؟
حرك رأسه بثقة وقال:
- أيوة إيه رأيك بقى؟
زفرت بحزن وقالت بخوف:
- مش عارفة، مش مهم سيبه يخرج.
رد جهاد بإصرار وغضب:
- أسيبه يخرج إيه! هسيبه معايا شهر كدا أروقه وبعدين نرميه يعفن في السجن.
ضمت حاجبيها وقالت بإستغراب:
- بتعمل معايا دا كله ليه؟
أردف بتلقائية:
- علشان بحبك.
ابتعدت للخلف بصدمة وقالت:
- يا كداب! إنتَ مش قولت إني أختك!
ضحك مهاب بصدمة وغرابة وقال:
- بحبك ك أختي يعني في إيه؟ وبعدين عرفت إنك بتحبِ قاسم أوي ف قولت لازم أخد شوية يعني؟
أزاحت وجهها بإحراج وقالت:
- متقولش الكلام دا، أنا لسه معرفش إنتَ أخويا ولا لأ!
ضحك مرة أخرى وقال:
- أوكي.
عم الصمت حوالي ١٠ دقائق، ثم أردف هو بإبتسامة واسعة مستمتعًا بالحديث معها:
- إنتِ عارفة إنك على اسم ماما الله يرحمها؟ أكيد لأ.
حركت رأسها بنفي وقالت بإستغراب:
- غريبة؟
فكرت قليلًا وهو يبتسم ثم قالت:
- بابا اللي مسميني؟ شكله كان بيحب مامتك أوي؟
ابتسم بحزن وقال:
- ما شوفتهاش اتحرمت منها من أول ما اتولدت.