ييراء
- ماشي حبيبتي.
دلفت أروى لغرفة سلمى، جلست بجانبها وقالت:
- سمعتِ ماما يا سلمى؟
هربت سلمى بعينيها وهي تقول:
- إمتى؟ مش فاهمة قصدك إيه؟
تنهدت أروى وقالت:
- يبقى سمعتيها؟ فكك من كلام ماما إنتِ عارفة إنها بتحب تتكلم كتير وبتلقائية.
ابتسمت سلمى وقالت:
- مش زعلانة منها، معاها حق.
أمسك أروى يدها وقالت:
- لاء مش معاها حق! ماما مش عارفة حاجة يا سلمى، ولا عارفة علاقتنا ف ما تزعليش.
ابتسمت سلمى وقالت:
- مش زعلانة والله يا بنتي، عادي.
- مش هتمشي من هِنا صح؟
حركت رأسها بنفي:
- كدا كفاية أوي.
- يا سلمى بقى! ما تزعلنيش منك!
- ما تزعليش، بس والله كدا كفاية، أنا عايزة أعيش لوحدي.
- يعني أنا زعلتك في إيه؟
- لازم تكوني مزعلاني يعني علشان أمشي؟ مفيش حد مزعلني بس أنا لقيت شغل زي ما قولت وفرصة.
- إنتِ كدابة!
- طب حيث كدا بقى أنا أقوم أمشي.
- سلمى!
- نعم؟
- راحة فين مش بهزر؟
- أقولك راحة فين؟
- أيوة.
- راحة ألبس علشان هقابل مهاب.
- لوحدك؟
- قاسم هيوصلني.
- تمام، فكري في كلامي.
- حاضر.
- سلمى.
ضحكت سلمى وأردفت:
- يا نعم؟
- مهاب بيحبك.
ارتعش جسدها بصدمة وهي تقول:
- هقابله علشان دا طلب قاسم، وهو هيبقى معايا هِناك.
- ولو ولو، بيعشقك.
- كفاية بقى!
- طيب، أسيبك تلبسي.
- ماشي.
..........................................
بعد فترة، وصل قاسم وبرفقته سلمى للشركة، هبطوا معًا وصعدوا لمهاب ودلفوا لمكتبه.
أردف مهاب وهو ينظر لسلمى:
- يا هلا يا هلا، منور يا قاسم.
- بنورك يا حيوان.
ضيق عينيه بضيق وهو يقول:
- وليه الشتيمة بقى؟
- مش عارف عملت إيه؟
- لاء.
- تمام، أنا قاعد برة.
أردفت سلمى بخوف:
- رايح فين؟
ربط على كتفيها:
- ما تخافيش قاعد برة، إجمدي كدا.
- طيب.
خرج قاسم وبقى مهاب وسلمى بمفردهم والباب مفتوح.
سحب المقعد لها وهو يقول:
- اقعدي ما تخافيش.
جلست ثم قالت:
- حاضر.
جلس أمامها وهو يقول بإبتسامة:
- منورة المكتب بالشركة كلها.
فركت يدها بتوتر وأردفت:
- بنورك.
نظر لها ثم قال:
- ممكن ما تخافيش؟
- مش خايفة.
- لاء واضح.
لم تجيب وظلت تفرك يدها بخوف ف قال:
- فكرتي في الموضوع؟
عقدت حاجبيها بتوتر، ثم قالت:
- موضوع إيه؟
- قاسم قالي!
- أه، مش عارفة.
- أعيد عليكِ الحوار تاني؟ تتجوزيني يا سلمى؟
صمتت بخوف وقلق وهي تتذكر حياتها وكلام والدة أروى بالأمس، وحديثها مع قاسم في الصباح.
فكرت في عقلها بأنها طوال حياتها عالة على قاسم وعلى زوجته، وكما قالت والدتها لا يجب أن تعيش هي معهم، هي ترفض فكرة الزواج، وهو لا يجبرها لكن هل هي ستظل طوال حياتها بينهم، هو لا يريدها بعيدة عنه ولكن سيأتي وقت ويمل.
تحدثت في نفسها بحزن:
- قاسم مش هيفضل طول عمره شايل مسؤوليتي، هو بيحبني بس أكيد هيزهق مني وهيحتاج مراته معاه وهم مش واخدين راحتهم فعلًا، مش هستنى لحد ما يزهق مني وييجي يقولهالي، أنا هبعد بمزاجي، جه الوقت اللي أشكره على اللي عمله معايا وإنه اتحملني أنا ومشاكلني.
نظرت لمهاب وقالت بحسم:
- موافقة.
ابتسم مهاب بفرح، لكن سرعان ما تلاشت ابتسامته وهي تكمل:
- بس بشرط؟
ضيق عينيه وهو يقول:
- وإيه هو؟
- الشرط هو
هو مش شرط ممكن تعتبره طلب، أنا مش عايزة فرح.
- ودا ليه؟ أنا أعرف كل بنت بتحب تعمل فرح؟
- بس أنا مش بنت.
قالتها سلمى بهمس وتلقائية، تداركت نفسها وتنهدت بإرهاق.
- مفيش حد في المكتب غيري أنا وانتِ ف هنتكلم براحتنا، ليه وانتِ بتتكلمي منزلة راسك الأرض؟ إنتِ ما عملتيش حاجة علشان تحطِ راسك الأرض؟ ارفعيها؟ اللي حصل وقتها كان غصب عنك، مشيلة ومعذبة نفسك على ذنب إنتِ ما عملتهوش ليه؟
همست سلمى بحزن وهي تمسح دمعة هبطت من عينيها:
- الناس اللي شيلوني، وانا صدقت.
تحدث بإصرار:
- وتسكتِ عن حقك ليه؟ عاقبتوا اللي عمل كدا وقتها؟
حركت رأسها بنفي وقالت:
- لاء.
- ولاء ليه؟ ما جبتيش حقك ليه؟
حركت كتفيها بعدم معرفة:
- معرفش، ما جاش في دماغي وقتها حاجة زي كدا.
اقترب بالكرسي للأمام وهو يقول بإصرار:
- وانا اللي هجيبلك حقك، واعتبريه وعد مني.
ابتسمت بهدوء ولم تعقب، ف قال بإبتسامة:
- بس أنا مش موافق على شرطك.
رفعت رأسها بضيق وأردفت:
- لو سمحت!
ابتسم مهاب ببلاهة وقال:
- عيون اللي لو سمحت، أقصد هعملك فرح زي البنات كلها وأجمل منهم كمان، مش عايزك تقللي من نفسك إنتِ غالية أوي، وعندي بالذات.
تململت في جلستها بخجل وهي تقول في نفسها: