بناتي للكاتب محمد مالك
وانا عايزة اعصابك تخف وترجعي لطبيعتك ولا انتي عاجبك العڈاب اللي انتي فيه ده !
رضوي .. قلبك عليا اوي يا بنت بطني !
سلمي .. اكيد قلبي عليكي طبعا .. مش امي اللي ماليش غيرها في الدنيا !!
رضوي .. ودي مصاريفها كام بقي ان شاء الله !
سلمي .. هي غالية طبعا .. بس متعوليش هم حاجة
رضوي .. معولش هم حاجة ازاي !
سلمي .. عمو فؤاد اتكفل بالمصاريف
رضوي .. عمو فؤاد مين !
سلمي .. عمو فؤاد يا ماما .. اللي كان عاوز ياخدنا عنده في القصر
رضوي .. وده عرف منين اني انا تعبانه !
سلمي .. ما انا كلمته في التليفون وحكيتله ع اللي حصل
رضوي .. وتكلميه ليه في التليفون ! وتحكيله ليه عن اسرارنا ودا راجل غريب !
سلمي .. بس انا شايفاه انه طول عمرة جينتل مان ولطيف جدا في التعامل معاكي !! .. وبصراحة بيحبنا انا واخواتي اوي وعايز يفرحنا بأي طريقة
رضوي .. اه .. وايه كمان يا سلمي !
سلمي .. وايه كمان ازاي يعني ! واضح ان كلامي مش عاجبك! مع اني انا شايفة ان دي الحقيقة يعني !!
سلمي .. لا دي اوهام في دماغك زي ما قال الدكتور .. وخلي بالك لولاه انتي كان زمانك في العباسية دلوقتي مع المجانين اللي بحق وحقيق !!
سلمي .. ايوه كتر خيره طبعا .. كفاية انه واقف جمبنا ومنفذ كل طلباتنا وبيتمنالنا الرضا نرضي .. يا ماما دي جابلنا هدايا وورانا حياه عمرنا ما شوفناها .. انتي ليه مش عايزانا نعيش عيشة كويسة ونقب علي وش الدنيا .. ليه عاوية فقر !!
ثم ټصفعها علي خدها بقوة
رضوي .. هو انا عشان خاېفة عليكم وضماكم في حضڼي زي اي ام خاېفة علي بناتها من الدنيا والناس .. ابقي وش فقر ! انا ياما
جالي عرسان بعد ما ابوكم مامات .. لكن رفضت وقلت مفيش راجل غريب يدخل علي بناتي ولا ينام علي فرشة جوزي .. واستحملت الهم والغلب والمرمطة عشان اربيكم .. اينعم حرمتكم من حاجات كتير .. بس انا كمان اتحرمت زيكم من حاجات كتير كفاية ان ابوكم ماټ وسابني عيلة صغيرة !! واذا كنت حرمتكم من حاجات كان نفسكم فيها ف ده ڠصب عني .. لأني مكنتش اقدر اعمل اكتر من اللي عملته معاكم !!
رضوي .. ابعدي عني .. هي دي جزاتي يا سلمي .. انا ممكن ابيعكم للي اسمه فؤاد ده واقبض تمنكم واعيش حياتي علي مزاجي وزي ما انا عايزة .. لكن انا قلت تغور الفلوس في داهية .. لكن بناتي ميبعدوش ابدا عن حضڼي ولا احس لحظة بالقلق والخۏف عليهم .. دي القطة بتقطع بسنانها اللي يقرب من عيالها يا سلمي .. ولما ربنا يكرمك وتبقي ام هتعرفي معني كلامي ده كويس وتحسي بنفس احساسي
سلمي .. ماما انا بجد اسفة .. سامحيني ارجوكي
رضوي .. انا عايزة امشي من هنا دلوقتي حالا
سلمي .. تمشي تروحي فين بس ! انتي لازم تقعدي هنا شوية
صفحه محمد خلف صالح..اوا اسم في بحث فيسبوك وجوجل
رضوي .. بقلك انا عايزة امشي منا هنا
ثم تجري نحو باب الغرفة تحاول فتحه فتجده مغلقا .. فټضرب الباب بقوة بكلتا يديها
رضوي .. افتحوا الباب ده .. افتحوا الباب عايزة امشي
سلمي .. اهدي يا ماما لو سمحتي
رضوي تدفعها بعيدا عنها بكل قوة قائلة
رضوي .. ابعدي عني
سلمي من شدة الاندفاع تسقط ع الارض وتصطدم رأسها بالسرير فتتألم والام تراها في هذه الحالة ولكن لا تهتز لهذا المواقف وتواصل الطرق علي الباب بكل قوة وهي تصرخ وتقول
رضوي .. افتحوا الباب عايزة امشي .. انتوا ياللي برة افتحوا الباب ده
وفجأة يفتح التمرجي الباب ثم يدخل وخلفة الدكتور سعد قائلا
الطبيب .. ايه في ايه !
ثم يلمح سلمي فيجدها ع الارض ويبدوا انها جرحت في رأسها لخروج بعض الډماء منها
الطبيب .. اهدي من فضلك يا مدام رضوي
رضوي .. انا عايزة امشي من هنا لو سمحت
الطبيب .. اهدي ارجوكي
رضوي .. بقلك عايزة امشي من هنا دلوقتي حالا
الطبيب .. للأسف مش هينفع تمشي من هنا دلوقتي لأنك تعبانه ومحتاجة علاج تحت اشراف طبي
رضوي .. انا مش مچنونة عشان تحبسني هنا ! اوعي من وشي
الطبيب .. من فضلك اهدي يا مدام
رضوي .. مش هاهدي .. ولو ما سبتنيش امشي دلوقتي حالا انا هاصور قتيل انهارده
الطبيب ينادي ع التمرجي ..
الطبيب .. عاطف .. الحقنة المهدئة من فضلك
رضوي .. حقنة ايه انا مش هاخد الحقن بتاعتكم دي !! انا مش مچنونة صدقوني
الطبيب .. انتي اعصابك تعبانه يا مدام رضوي
رضوي .. بقلك انا مش مچنونة .. ابعد عني انا مش هاخد حقن
رضوي تقاوم التمرجي عاطف بكل قوة وعندما يري الطبيب انه لم يستطيع السيطرة عليها .. ينادي علي تمرجي اخر يدي اسماعيل
الطبيب .. اسماعيل تعالي بسرعة
ويأتي اسماعيل مسرعا وكلاهما يمسكان ب رضوي والتي ما زالت تقاومهم بكل قوة ولكن ينجحا في الاخر ان يحقناها بمحلول مهدئ بعدها رضوي تتوقف عن المقاومة بعد ان تضعف قوتها نتيجة الحقنه وتبدأ في فقدان الوعي وهي تردد قائلة
رضوي .. انا مش مچنونة .. حرام عليكم .. بتعملوا فيا ليه كدا !
سلمي تنظر الي امها وهي تبكي حزنا والما عليها
ونذهب الي فؤاد الذي اقتحم علي رشا غرفتها .. انها الفتاه الاخيرة التي احضرتها امها داليا واخذت مقابل تركها بالقصر كي تتربي فيه كما اخبرها فؤاد.. فؤاد ينظر الي رشا نظرات مليئة بالشړ .. والتي كانت تجلس علي سريرها تشاهد فيلم كارتون بشاشة التلفاز التي امامها وامامها ايضا طبق كبير ملئ بالفاكهة تأكل منه.. رشا تلمح فؤاد فتبتسم بكل برآة قائلة
رشا .. عمو فؤاد !! تعالي اسمع معايا الفيلم ده .. حلو اوي
فؤاد يقترب من رشا قائلا .. صفحه محمد خلف صالح
فؤاد .. قومي
رشا .. اقوم اروح فين
فؤاد يضرب بيده طبق الفاكهه فيدفعه نحو الحائط .. رشا يصيبها الهلع بسبب هذا الفعل
فؤاد يمسك شعرها قائلا .. بقلك قومي يا روح امك .. كفاية عليكي كده بقي !!
رشا .. اه .. بتوجعني يا عمو .. سيب شعري ارجوك
فؤاد .. بقلك اتحركي معايا
رشا .. طب هتوديني فين بس !
رشا .. هتعرفي حالا يا حلوة
ثم يجذبها من شعرها بكل قوة ورشا تتألم بشدة ...!!
ويحدث ما لا يتخيله عقل...
في اللي جاي هنعرف حصل ايه
دوس علي الاسم ده محمد خلف صالح
هتلاقي قصص وروايات كتيرة
فؤاد يعلق صورة رشا علي الحائط بجوار الكثير من الصور المعلقة وعليها شريطه سوداء مثلهم ثم ينظر اليها ويبتسم ابتسامته الخبيثة فرحا بانضمام ضحېة جديدة الي قائمة ضحاياه .. ونذهب الي سلمي وانهار وسهام بنات رضوي حيث يجلسون في شقتهم بعد ان اصابهم الهم والالم جراء ما حدث لأمهم ..
سلمي .. ايه يا بنات مش جعانين ولا ايه !
انهار .. لا .. ملناش نفس !!
سلمي .. انتوا من امبارح ما اكلتيش حاجة لا انتي ولا سهام !!
سهام .. انا مش عاوزة اكل .. انا عايزة ماما
سلمي .. ماما في المستشفي يا سهام عشان تتعالج وتخف وترجعلنا احسن من الاول
انهار .. ياتري اللي احنا عملناه ده صح ولا غلط !
سلمي .. تقصدي ايه !
انهار .. اننا دخلنا ماما مصحة نفسية من غير حتي ما ناخد رأيها !! محمد خلف صالح
سلمي .. وانتي لو كنتي اخدتي رأيها كانت وافقت ! اكيد لا طبعا .. انتي ماشوفتيش رد فعلها كان ايه لما عرفت انها في مصحة نفسية !!
انهار .. انا حزينة اوي علي ماما واللي بيحصلها ده .. انا مش عرفة ايه السبب اللي خلاها بقت كده !
سلمي .. الدكتور بيقول انها ضغوط نفسية شديدة .. وانتي طبعا عارفة الظروف السودا اللي احنا عايشينها تخلي اللي ميتجننش يتجنن !! كتر خير ماما انها استحملت السنين دي كلها
انهار .. طب يا تري هاتخف وترجع زي الاول ولا هتفضل كده علطول !
سلمي .. ان شاء الله هاتخف وتبقي احسن من الاول كمان ..
انهار تبكي .. انا ماما صعبانه عليا اوي يا سلمي
سلمي .. صعبانه علينا كلنا اكيد .. بس هنعمل ايه بقي .. ربنا يشفيها .. بصوا انا جيبتلكم ايه .. دا تفاح وموز وعنب .. الحاجات دي احنا عمرنا ما اكلناها يا بنات !!
انهار .. طب جيبتيهم من الفلوس اللي اديهالك عمو فؤاد !
سلمي .. ايوا دا ادالي فلوس كتير اوي واديكم شايفين وقفتوا جمب ماما في محنتها .. الراجل دا حنين اوي يا بنات
سهام
.. هو شلكه وحش اوي .. بس اه حنين .. انا كنت خاېفة منه في الاول بس حبيته بعد كده
انهار .. وانا كمان حبيته جدا .. حاساه انه واحد قريب مننا .. هي ليه ماما مش عاوزانا نروح نقعد عنده في القصر !
سلمي .. بتقول انها مش مرتحاله ومش هتطمن علينا واحنا عنده !!
انهار .. غريبة .. مع انه بيعاملنا معاملة جميلة اوي .. دي لو كنا بناته مكنش هيعاملنا بالطريقة دي !!
سلمي .. فعلا .. انا عمري ما شفت حد حنين بالشكل ده !! طب يلا بقي انا جعانه جدا .. يلا بينا ناكل عشان نروح ل ماما المستشفي
ونذهب الي ام نيفين التي ذهبت الي فؤاد القصر ومعها ابنتاها نيفين وسعاد وفي انتظار نزول فؤاد لمقابلتهم .. نيفين تشرب من عصير جريب فروت ثم تقول
نيفين .. الله .. العصير دا